جاءت مشاركة مصر في منتدى الحزام والطريق الثاني، بالعاصمة الصينيةبكين، وإلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة رئيسية في افتتاح المنتدى، لكي تؤكد دور مصر المحوري والمهم على المستويين العربي والإفريقي، خاصة وأن الرئيس، تحدث عن خطط مصر لدعم التعاون الصيني العربي، وتأكيده على أن مصر والصين أقدم حضارتين في تاريخ البشرية، وتوثيق التعاون بينهما يحمل الخير للعالم أجمع. وأكد خبراء ومهتمون بالشئون الصينية والدولية، أهمية دور مصر في مبادرة الحزام والطريق، على المستوى العربي، حيث وقعت الصين اتفاقيات تعاون مع 17 دولة عربية، ودشنت مناطق صناعية في العين السخنة بالسويسودبي في الإمارات، فضلا عن وجود مشاركة عربية واسعة بالمنتدى على رأسها الرئيس السيسي، ونائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. قناة السويس أحمد سلام الخبير المصري في الشئون الصينية، أكد أن مصر قدمت للعالم عمومًا ومبادرة الحزام والطريق قناة السويس كمركز لوجيستي واقتصادي يسهم بفاعلية في تطوير حركة الملاحة الدولية، ويعزز من حرية التجارة العالمية، ويفتح آفاقا استثمارية رحبة في مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية والخدمات التجارية؛ ليكون محور قناة السويس رابطا تجاريا واقتصاديا وإنسانيا، ويتكامل مع مبادرة "الحزام والطريق"، ويربطها بإفريقيا والدول العربية التي تشارك في طريق الحرير البحري من خلال موانئ في دبيبالإمارات والصومال وجيبوتي والسودان. وأضاف سلام، ل"بوابة الأهرام"، أن المستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات الاقتصادية العربية - الصينية يُعد ترجمة حقيقية لجهود مصر والرئيس السيسي التي ترتكز على توظيف علاقات وتحركات مصر الدولية لتصب في مصلحة الشعوب العربية، مستغلة أن المنطقة العربية تمثل جسرا يربط الشرق والغرب في ضوء موقعها الإستراتيجي الواقع في ملتقى طريقي الحرير البري والبحري. وأوضح أن في السنوات ال6 الأخيرة، أصبحت العلاقات أكثر حيوية، وشهد التعاون في مختلف المجالات دفعة إيجابية، حيث أصبحت 7 دول عربية من بينها مصر والإمارات والكويت وعمان والسعودية والأردن أعضاء مؤسسين في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذراع التمويلية المهمة لمشاريع المبادرة. أكبر شريك تجاري ولفت إلى أنه مع تواصل سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين ومساعي الدول العربية في التطوير الاقتصادي، تعمق التعاون في مختلف المجالات على نحو شامل، مضيفًا أنه على المستوى التجاري أصبحت الصين في المركز الثاني كأكبر شريك تجاري للدول العربية، وارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 191 مليار دولار في 2017، وتصبح الصين أكبر شريك تجاري لعشر دول عربية حاليا. وأكد أن مشاركة الدول العربية في معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي في نوفمبر من العام الماضي، قد فتحت الباب أمام استيراد المزيد من المنتجات العربية، واستوردت الصين من مصر على سبيل المثال البرتقال ب 80 مليون دولار لتحتل المرتبة الرابعة بين الدول المصدرة البرتقال للصين، وتم التوقيع على اتفاق لاستيراد بنجر السكر، وتوجد مفاوضات جارية لاستيراد الرمان والبصل والبلح المصري وغيرها من المنتجات الزراعية. وكالة أنباء شينخوا الرسمية الصينية، نشرت تصريحات كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية المصرية للصحافة، التي أكد فيها أن مبادرة الحزام والطريق تدفع باتجاه واقع اقتصادي عالمي جديد يقوم على العدالة والمنافع المشتركة. وأشار جبر، إلى أن المبادرة بقيادة الصين تدفع باتجاه واقع اقتصادي عالمي جديد يرتكز على العدالة والمساواة والمنافع المشتركة، لافتا إلى أن هناك ميلاد اقتصاد عالمي جديد يتبلور في الأفق، هذا الواقع الذي تقوده الصين يقوم على المنافع المشتركة ويحقق الربح لمختلف دول العالم. وأوضح أن هذه المبادرة تسهم في إصلاح النظام العالمي المختل وتوفّر مظلة عادلة للتعاون الاقتصادي والفرص المتساوية، مؤكدًا أن توسع الصين في الأسواق وزيادة استيرادها من الدول الأخرى تحقق مبدأ العدالة والمساواة وتسهم في تعديل الموازين التجارية المختلة التي تميل لصالح الصين مع دول كثيرة. 6 تريليونات دولار خلال السنوات الست الماضية منذ إطلاقها، تجاوز حجم تجارة البضائع بين الصين والدول والمناطق المطلّة على الحزام والطريق نحو 6 تريليونات دولار، وسجل حجم الاستثمار أكثر من 80 مليار دولار، كما وفّرت 82 منطقة تعاونية خارجية مشتركة نحو 300 ألف فرصة عمل محلية، ما أتاح فرص تطوير متكاملة وشعورا بالربح المشترك لجميع شعوب بلدان الحزام والطريق. وشدد طارق عبد الغفار، الخبير المصري في الشئون الصينية، على ضرورة تعزيز الاستثمار الصيني-العربي المتبادل لأنه لا يزال ضئيلا، وهناك رغبة من قبل الشركات في الجانبين في البحث عن تكلفة إنتاج أقل وحوافز استثمارية. وأضاف عبد الغفار في تصريحات نشرتها وكالة أنباء شينخوا، أن مصر في ضوء شراكاتها واتفاقياتها التجارية مع العديد من التكتلات التجارية الكبرى مع منطقة التجارة الحرة الإفريقية الكبرى وعضويتها في الكوميسا واتفاق الشركة مع الاتحاد الأوروبي وتجمع ميركسور لدول أمريكا اللاتينية، توفر فرصا مهمة للشركات الصينية لتعزيز استثماراتها والاستفادة من الحوافز التي تتيحها هذه الاتفاقيات. وأوضح أن مصر وقناة السويس والمنطقة الاقتصادية بها، أحد ركائز الحزام والطريق وبوابة للصادرات الصينية إلى أسواق إقليمية وعالمية متعددة، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية- الصينية ارتقت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة نتيجة توفر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين. ولفت إلى أن الصين يمكنها المساهمة بفعالية في تعزيز قدرات الدول العربية وخاصة الأعضاء في مبادرة الحزام والطريق في مواجهة أزمات الديون وتوفير التمويل اللازم لمشروعات البنية التحتية ومشاريع الربط الكهربائي والطاقة وإعادة إعمار الدول التي تعرضت لحالة من عدم الاستقرار والنزاعات المسلحة.