قمة «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي» التى تعقد فى بكين فى نهاية هذا الشهر، إبريل 2019، تقدم هذه القمة الدولية منصة للتبادل والمناقشة حول التعاون والفوز المشترك للعالم، وتضمن المستقبل المشرق للبشرية. منذ إطلاق مبادرة «الحزام والطريق»، تمسكت المبادرة بمبادئ التشاور والبناء المشترك والتمتع بالفوز المشترك، وصار لها تأثير متزايد فى العالم، وأصبحت الرابطة التى تربط القارات والأمم المختلفة وتبث روح التشاور على قدم المساواة والانفتاح والتسامح وتحقيق الفوز المشترك عن طريق التعاون، وصارت منصة التعاون التى تحظى بترحيب جميع البلدان خلال السنوات الست الماضية. بالإضافة إلى ذلك، حققت الصين بالتعاون مع الدول العربية منجزات بارزة فى البناء المشترك ل»الحزام والطريق». ومن ثم فإن قمة «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي» تضخ قوة محركة الجديدة للتعاون بين الصين والدول العربية فى ظل مبادرة «الحزام والطريق»، وبالتالي، فإن التعاون بين الصين والدول العربية سيؤدى إلى تعزيز بناء «الحزام والطريق». تركز مبادرة «الحزام والطريق» على موضوع التنمية، وتعمل على دعم العلاقات المترابطة والمتبادلة ومساعدة الدول المعنية لكسر عنق الزجاجة فى مجال التنمية وتحقيق أجندة الأممالمتحدة لعام 2030 بشأن التنمية المستدامة. لقد أصبحت هذه المبادرة وسيلة هامة لتعزيز نمو الاقتصاد العالمي. وفقا لأبحاث جديدة للبنك الدولى والمنظمات الدولية، حقق تعاون «الحزام والطريق» تقليل تكاليف التجارة العالمية بنسبة من 1,1% إلى 2,2%، وتقليل تكاليف التجارة على طول الممر الاقتصادى بين الصين وآسيا الوسطى وغربى آسيا بنسبة 10,2%، إضافة إلى ذلك، سيعزز هذا التعاون نمو الاقتصاد العالمى فى عام 2019 بنسبة 1,0% على أقل تقدير. تلتزم مبادرة «الحزام والطريق» بالعلاقات الدبلوماسية الجديدة، بما فيها مبدأ «الشراكة بدلا من التحالف والحوار بدلا من المجابهة» والتعلم المتبادل، وتدعم نظاما تجاريا متعدد الأطراف وتسعى إلى تعزيز العولمة الاقتصادية فى اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا والفوز المشترك، فتعتبر منصة هامة لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية والعلاقات الدولية الجديدة. مبادرة «الحزام والطريق» مفيدة لتعزيز الترابط والتواصل فى العالم وتعميق التعاون الاقتصادى عبر الحدود ودعم التعاون فى مشروعات البنية التحتية فى مجالات السكك الحديدية والموانئ والطرق العامة وأنابيب نقل النفط والغاز وتعزيز بناء مناطق التعاون الاقتصادى والتجاري. كما تقوم مبادرة «الحزام والطريق» بربط خطط التنمية والسياسات بين الأطراف المعنية. على الصعيد العالمي، تقوم المبادرة بربط أجندة الأممالمتحدة بشأن التنمية المستدامة لتعزيز التنمية العالمية على ضوء السياسات المعنية. أما على الصعيد الإقليمي، فتقوم بربط الخطة الرئيسية بشأن ترابط آسيان 2025، وخطة الاتحاد الأفريقى لعام 2063، والاتحاد الاقتصادى للمنطقة الأوراسية، وإستراتيجية الترابط الأوراسية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، وغيرها من الخطط الإقليمية من أجل دعم الترابط والتواصل وعملية التكامل الاقتصادى الإقليمي. فى السنوات الأخيرة، بذلت الصين مع البلدان المعنية جهودا مشتركة من أجل بناء منصة التعاون متعدد الأطراف فى مجالات الموانئ والممرات المائية والتمويل والضرائب والطاقة والثقافة والمؤسسات الفكرية والإعلام، كما طرحت مبادرات طريق الحرير الأخضر وطريق الحرير النظيف وغيرها. حققت الصين نجاحات كثيرة فى مساعدة الدول على طول «الحزام والطريق» لتنمية الاقتصاد فيها وتحسين معيشة شعوبها، خلال بناء «الحزام والطريق»، بنت بعض الدول أول طريق سريع فيها، وتمكنت بعض الدول من تطوير صناعة السيارات بنفسها، ونجحت بعض الدول فى حل مشكلة نقص الطاقة الكهربائية. وقد تعاونت الصين مع البلدان على طول «الحزام والطريق» فى بناء 82 منطقة للتعاون فى الخارج، ودفعت ضرائب بقيمة أكثر من مليارى دولار أمريكى للدول المضيفة، وقدمت للمحليين حوالى ثلاثمائة ألف وظيفة. وهذا دليل على أن مبادرة «الحزام والطريق» أضحت وسيلة هامة لتعزيز الترابط والتواصل ومواجهة التحديات العالمية ودعم نمو الاقتصاد العالمى وتحقيق الازدهار المشترك. تلك الإنجازات هى مجرد بداية «الحزام وطريق» بالطبع، نحتاج إلى وقت أكثر لبناء «الحزام والطريق» بشكل مشترك. سوف تبذل الصين مع جميع الأطراف المعنية جهودها المشتركة لتطوير «الحزام والطريق». التعاون بين الصين والدول العربية حاليا مزدهر للغاية، وتقوم الصين والدول العربية بالتعاون متبادل المنفعة لبناء طريق الحرير. مبادرة «الحزام والطريق» لا تناسب اتجاه التنمية العالمى فحسب، وإنما أيضا مناسبة لمستقبل التنمية الاقتصادية العربية. فى يوليو من عام 2018، فى الاجتماع الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي، وقعت الصين وجامعة الدول العربية ((إعلان التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية بشأن البناء المشترك ل «الحزام والطريق»))، من أجل تنمية التعاون الصيني- العربى إلى مستوى جديد. فقد وقعت الصين مع ثلاث عشرة دولة عربية اتفاقيات بناء «الحزام والطريق»، وتعاونت مع دول عربية كثيرة لتأسيس البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية. فى السنوات الماضية، شكّل التعاون الصيني- العربى النمط الجديد عن طريق التعاون الثنائى والتعاون المتعدد الأطراف والتعاون الحكومى والمدني. أصبح بناء «الحزام والطريق» ميزة للتعاون الصيني- العربى البارز فى هذا العصر. إن الصين والدول العربية كلها دول نامية، وتواجه مهمات الإصلاح والتنمية والحفاظ على الاستقرار، كما تسعى الصين والدول العربية باستمرار إلى الترابط الإستراتيجى فى التصنيع والمعلوماتية والتقنيات الذكية وتطور التكنولوجيا العالية وتحسين المعيشة، مما جعلهما شريكين حميمين فى بناء «الحزام والطريق» ورابطة المصير المشترك للبشرية. لقد حصلت الصين والدول العربية على منجزات بارزة فى إطار «الحزام والطريق». مثلا، استثمرت المؤسسات الصينية فى مشروعات منطقة السويس الاقتصادية بمصر، مما جعل مصر ثالث أكبر منتج للألياف الزجاجية فى العالم. كما استثمرت الصين فى شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير فى المملكة العربية السعودية، إضافة لذلك، يتطور التعاون بين الصين والإمارات العربية المتحدة فى مجال النفط بشكل أعمق، وتبذل الصين والكويت جهودها لبناء مدينة الحرير. تعكس تلك الأمثلة المستقبل المشرق الواسع للتعاون الصينى - العربى فى مجالات التجارة والطاقة والتمويل والاتصالات والفضاء وتغير المناخ وغيرها. كما حققت الصين والدول العربية مكاسب إيجابية فى التبادل الثقافي. فقد شاركت الدول العربية فى القمة الأخيرة ل«منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي» بنشاط، مما يدل على حيوية التعاون الصيني- العربى فى بناء «الحزام والطريق». نعتقد أن نهضة الأمتين الصينية والعربية سوف تتحقق بالتأكيد، إذا تعاملت الصين والدول العربية معا لدفع روح طريق الحرير. كما ترغب الصين والدول العربية فى بناء رابطة المصير المشترك للبشرية مع جميع بلدان العالم بشكل مشترك.