دعا مجلس الأمن الدولي إلى التصويت، اليوم الخميس، على مشروعي قرار متعارضين حول فنزويلا قدمت أحدهما روسيا والثاني الولاياتالمتحدة، لكن دبلوماسيين يرون أن كلاهما سيفشلان. وسيعرض النصان للتصويت عليهما حوالي الساعة 1:30 بتوقيت جرنتش. ويدعو مشروع القرار الأمريكي إلى تنظيم انتخابات "حرة ونزيهة وذات مصداقية" في فنزويلا، و"إيصال المساعدة الإنسانية من دون عراقيل"، وتحديد مسار انتخابي "تحت إشراف دولي وفق الدستور الفنزويلي" ويطلب من الأمين العام للامم المتحدة استخدام "وساطته" لتأمين اقتراع رئاسي موثوق. وتدين روسيا والصين منذ بداية الأزمة التدخل الغربي في الشئون الداخلية لفنزويلا التي تشهد أزمة اقتصادية خطيرة، وهي تعتبر الرغبة الأمريكية في إرسال مساعدات إنسانية ليست سوى مقدمة لإطاجة الرئيس نيكولاس مادورو. يتضمن مشروع القرار الروسي المطروح بدوره على طاولة مجلس الأمن منذ مطلع فبراير فقرتين جديدتين تشدّدان على "ضرورة الاحترام التامّ للمبادئ الإنسانية والحياد وعدم الانحياز والاستقلال في توفير مساعدات إنسانية". ومنذ أسابيع تصرّ موسكو على أنّ الهدف الأوحد للمساعدات الأمريكية إلى فنزويلا هو الإطاحة بنظام مادورو. ويشدّد المشروع الروسي على "الدور الرئيسي للحكومة الفنزويلية في تنظيم وتنسيق ومساندة وتنفيذ جهود ومبادرات المعونة الدولية على أراضيها الوطنية". وبحسب دبلوماسيين، إذا كانت روسيا والصين مضطرتين لاستخدام الفيتو لمنع صدور المشروع الأمريكي، فإنّ واشنطن لن تضطر لأن تحذو حذوهما كي تمنع صدور مشروع القرار الروسي لأنه لن يتمكن من الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة لإقراره. ويتوقّع ألا يحصل المشروع الروسي عند التصويت عليه إلاّ على أربع أصوات هي روسيا والصين وجنوب إفريقيا وإندونيسيا. في المقابل، يدعم النص الأمريكي الأعضاء الأوروبيون الخمسة في مجلس الأمن، وعلى الأرجح الكويت والبيرو وجمهورية الدومينيكان، في حين يتوقّع أن تمتنع عن التصويت إندونيسيا والأعضاء الأفارقة في المجلس (ساحل العاج وغينيا الاستوائية وحتى جنوب إفريقيا، وذلك عملاً بتوجيه من الاتّحاد الإفريقي). بالتالي، يبدو أن المبادرتين الروسية والأمريكية ستفشلان بينما يواجه العديد من الدبلوماسيين صعوبة في تفسير أهمية هاتين الخطوتين، وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين "هذا لا يفيد في شيء" وسيكون أشبه بمباراة تنتهي بالتعادل بين البلدين. ويعكس ذلك مجددا انقسام مجلس الأمن بشأن فنزويلا. في هذه الأثناء، وصل المعارض الفنزويلي خوان جوايدو إلى البرازيل صباح الخميس، بينما يتوقع أن تزور نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز إلى موسكو الجمعة للقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وفي موسكو أكد وزير الخارجية الروسي، أنه سيعقد لقاء مع رودريغيز بدون أن يصيف أي تفاصيل. وأعلنت وكالات الأنباء الروسية أيضا أن وفدا فنزويليا مهما سيزور موسكو مطلع إبريل.