أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري ندوة تحت عنوان "العمارة والهوية في إفريقيا" والتي نظمتها لجنة العمارة ومقررتها الدكتورة ليلي الكردانى، تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم فى إطار الفعاليات الثقافية التى تنظمها وزارة الثقافة احتفالا برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019. بدأت الندوة بكلمة الدكتور سعيد المصرى والتي تحدث فيها عن ضرورة التوجه للعمق الأفريقى بكل ما نحمل من ثقافات ورؤى كما توجهنا للعمق العربي والمتوسطي، وأكد أن العمارة جزء من ثقافتنا التى ترتبط بإعادة النظر فى كل ما يربطنا بأفريقيا، فهى عنصر مهم وفعال فى سبل التواصل وتعد أسلوب حياة للشعوب. ثم طرح "المصرى"، عدة أسئلة وتمنى أن تقدم تلك الندوة والفعاليات المشابهة إجابات عنها أهمها أين نحن من العمارة الأفريقية؟ وهل للعمارة الأفريقية ملامح مميزة تختلف عن الإسلامية والعربية؟ من جانبها تحدثت الدكتورة سهير الحواس عن التراث الإنسانى فى القارة الأفريقية وقامت باستعراض بعض المشاهد للعديد من المجالات والمدن الأفريقية، كما تحدثت عن وضع القارة الأفريقية من حيث المساحة وعدد السكان والديانات، وأصل كلمة إفريقيا والتي كما ذكرت ترجع لكلمة "أفرى" وتعنى غبار أو كهف باللغة اللاتينية كذلك تعنى " أبريكا " بمعنى مشمس. وعن العمارة والعمران، قالت إنهما يلعبان دورًا مهما فى التنمية فهما أهم الجسور التى يمكن العبور من خلالها إلى المجال المعرفى، وعن العمارة التقليدية قالت إنها متنوعة في قارة إفريقيا طبقا للعادات والتقاليد، وأن مصر لديها خبرات متميزة لإنقاذ التراث وذكرت عددا من الإجراءات من شأنها تفعيل هذا الدور بشكل أكثر منها: إنشاء قاعدة بيانات تسجل فيها كل ما له قيمة فى الدول الأفريقية على شكل خرائط أو ما شابه، تشريع قوانين جديدة لتكون سند فى تحقيق الحماية المنشودة، مد الجسور الثقافية مع البلاد الإفريقية بإقامة مشروعات بحثية مشتركة بين المؤسسات والجامعات وغيرها، إنشاء منظمة أفريقية ثقافية للحفاظ على التراث الحضارى أسوة بمنظمة اليونسكو. كما طالبت الدكتور سهير حواس، بترجمة أهم الكتب والأدبيات الإفريقية إلى اللغة العربية، وتشجيع مجالات الاستثمار فى البناء والتعمير. ثم تحدث الدكتور هشام طارق الليثى عن العمارة التقليدية فى إفريقيا، قائلا: لابد أن تدرس في ضوء القيم الثقافية والأخلاقية لأصحابها فهي تمثل وعيهم وثقافتهم وتراثهم الأنسانى، وقام باستعراض عدة خرائط بالشرح توضح رؤية العالم لإفريقيا فى ضوء تطور الإنتاج الكارتوجرافى الذى يهتم بتصنيع ورسم الخرائط من نهاية القرون الوسطى. كما أوصي بضرورة تبنى حماية اللغات الإفريقية، وإقامة مدينة بحثية تهتم بالشأن الإفريقى، ودعم الدراسات الأنثروبولوجية فى إفريقيا فى مختلف المجالات. وقال الدكتور شريف مرجان، إن تنوع العمارة الدينية هو السمة الغالبة في هذا الشأن فالمنتج المعمارى لأى مكان يتأثر بالعامل الأخلاقى والثقافى دون شك، مضيفًا أن العمارة الدينية من الممكن أن تكون جزءا من الترابط فيما بيننا ف"الإسلام والمسيحية" من أكثر الديانات انشارًا فى إفريقيا. وعن الفن والعمارة للأطفال والشباب تحدثت الدكتورة هبة صفى الدين مؤكدة على ضرورة التواصل مع المعماريين فى شتى دول إفريقيا وفقا لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، كما تحدثت وقامت بعرض مجموعة صور عن الورش التى يقيمها "بيت المعمار المصرى" التابع لصندوق التنمية الثقافية، والتى يعد صرحًا هامًا فى تثقيف وتحفيز الطفل المصرى لتذوق العمارة والربط بينها وبين عموم الإبداع والسلوك الجمالي والبيئي. وعن مشروع " الربط السككي بين مصر والسودان " تحدث الدكتور حمدي سطوحي عضو الاتحاد الدولى للمعماريين، والذى أوضح بأن المشروع يعد من أهم المشاريع الحيوية التى سوف تكون بدايتها من محطة سيدى جابر بالإسكندرية إلي الخرطوم بالسودان، وأكد أن مصر قادرة على مد جسور الثقافة بين كافة البلاد الإفريقية لإنتاج معمار وثقافة مختلفة تميزنا عن غيرنا.