فقد عدد من مشاهير النواب، مقاعدهم في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وكانت الأسماء التي غابت عن البرلمان في دورته الجديدة، نجوما في الحياة العامة، ووجوها مألوفة في الفضائيات، من الرياضة إلى السياسة، ومن قيادات في الحزب الحاكم إلى زعامات في المعارضة، لكن اللافت أن مشاهير النواب فقدوا مقاعدهم أمام من هم أقل شهرة ولمعانا، وربما استحقاقا. في دائرة طنطا فاز الدكتور ياسر الجندي الذي يعمل مديرا لطب الأسنان بمديرية الشئون الصحية بطنطا وعضو مجلس إدارة نادي طنطا بمقعد الفئات بدلًا من منافسه الإعلامي أحمد شوبير نائب الدائرة السابق، الذي تمتع بشهرة كبيرة ليست على مستوي محافظته فقط، ولكنها امتدت لجميع أنحاء مصر، كونه لاعبا سابقا في النادي الأهلي، ومنتخب مصر، وبسبب عمله في الإعلام الرياضي. تنافس شوبير والجندي في المجمع الانتخابي بالوطني لكن الحزب زاد المنافسة حدة بينهما، حيث ضمهما ليترشحا على قوائمه، وليدخلا الإعادة معا بعد خوض الجولة الأولى، ولكن ذلك لم يمنع الجندي من الفوز في أول ترشح له في البرلمان، حيث اعتمد النائب على كثرة أعماله الخيرية، فقد تبرع لمركز علاج الأورام بمبلغ ضخم، كما أسس جمعية "ابتسامة" الخيرية لتقديم المساعدات التي يحتاجها أهل دائرته ومن يتقدم لطلب المساعدة. في المنيا، فاز محمود خلف الله الذي عمل مديرًا للإدارة التعليمية بالمنيا بمقعد الفئات في بندر المنيا، بعد ترشحه أمام النائب السابق سعد الكتاتني وهو زعيم الكتلة البرلمانية لجماعة "الإخوان المسلمون" في مجلس الشعب، وهو شخصية معروفة في الأوساط السياسية، ومتحدث لبق، تجاوز حدود المنيا؛ ليصبح شخصية محورية في جماعة الإخوان. وكان خلف الله قد سبق أن ترشح على المقعد نفسه خلال الدورة السابقة بصفته مستقلا، ولكنه لم يوفق، وهزمه الكتاتني بسهولة، وينتمى المرشح لقرية البرجانة التي تقع شمال المنيا. وفي كوم أمبو الدائرة الثانية بأسوان فاز محمد سليم الذي يعمل مستشارًا لمجموعة شركات استيراد وتصدير، ويُعد من كبار مصدري المولاس على النائب محمد العمدة. على الرغم من عدم فوز سليم بانتخابات 2005، لكنه قدم خدمات لأهالي الدائرة والمحافظة حتى ذاع صيته و اشتهر بأعماله الخيرية، فقد أسس جمعية تنمية جنوبالوادي التي تقوم بدور خدمي يمتد إلى جميع دوائر المحافظة، حيث قدم النائب العديد من الوظائف للشباب بدائرته في مختلف القطاعات. ينتمي سليم لقبيلة العياشة وتعد أكبر القبائل بكوم أمبو، لذلك اعتمد النائب على نفوذها وقوة علاقتها بالقبائل الأخرى كقبيلة المناعية التي منحته عددا كبيرا من الأصوات لكنه مع ذلك غير معروف خارج حدود محافظة أسوان، بعكس النائب السابق محمد العمدة، الذي اشتهر بمواقفه المعارضة، حتى قبل انضمامه لحزب الوفد. وفي دائرة مينا البصل بالإسكندرية فاز عبد الحليم علام المحامي وعضو النقابة العامة بمقعد الفئات ضمن صفوف الحزب الوطني؛ ليكون بديلًا عن النائب السابق حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية ل"الإخوان المسلمون" الذي مثل الدائرة لدورتين متتاليتين 2000 و2005 وهو وجه معروف في الندوات والمؤتمرات، وناشط في المجتمع المدني. المفارقة أن علام الذي احتل مقعد حسن له عديد من المواقف ضد الإخوان رغم زواجه من ابنه الداعية الإسلامي الشيخ أحمد المحلاوي، الذي اعتقل أيام الرئيس أنور السادات بسبب معارضته معاهدة كامب ديفيد. في دائرة الحامول و البرلس بكفرالشيخ التي كان يمثلها النائب المعارض حمدين صباحي أحد قادة حزب الكرامة تحت التأسيس، فاز عصام عبد الغفار الذي اختير في عام 2000 أمينا لشباب الحامول في الحزب الوطني وعضوا بالمجلس المحلي ورئيسًا للجنة فض المنازعات بالحزب علي مستوى المركز، وفي عام 2003 تقلد منصب أمين مساعد أمين شباب الحزب الوطني بالمحافظة. لم يكن هذا هو الفوز الأول لعبدالغفار فقد مثل الدائرة في الدورة البرلمانية السابقة لكن على مقعد العمال، وقد رشح نفسه بهذه الصفة في الدورة الحالية ولكن الطعون التي قدمت فيه غيرت صفته من عمال إلى فئات، ليفوز رغم عدم رضائه عن صفته، كممثل للفئات. ويذكر أن النائب قد قدم أكثر من طلب إلى الحزب لاسترجاع صفته كعمال لكن الحزب رفض، وقام أمين الحزب بالمحافظة بدعوة الصحفيين لإبلاغهم تغير صفة المرشح إلي فئات، وقد حظيت الانتخابات في الحامول والبرلس، بتغطية إعلامية موسعة، بسبب شهرة نائبها السابق حمدين صباحي الذي كان أحد قيادات الحركة الطلابية في السبعينيات، واشتهر بمعارضة الرئيس السادات. كما تذبذب الإعلام، في رصد نتيجة هذه الدائرة، حيث أعلن صباحي انسحابه يوم الانتخابات احتجاجا على ما وصفه ب"التزوير"، وسرعان ما أعلنت لجنة الانتخابات عن دخوله، جولة الإعادة، قبل أن يقرر رئيس لجنة الانتخابات فرز 33 صندوقا، ليعلن بعدها فوز عصام عبدالغفار، الذي يمتلك عددا من محلات بيع الحلوى وتصنيعها. وتتشابه حالة عصام عبدالغفار وحمدين صباحي مع دائرة النزهة بشرق القاهرة، التي فقد فيها نقيب الأطباء، الدكتور حمدي السيد مقعد الفئات لصالح زميله نائب العمال عن الدائرة، مجدي عاشور، الذي رفض الاستجابة لضغوط جماعته، للانسحاب من جولة الإعادة. أما المعارض البارز الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، الذي كان يمثل دائرة شبرا ثان، في البرلمان المنتهية مدته، فقد ذهب مقعده، لعيد سالم، وهو من رجال الأعمال، الذين أنفقوا كثيرا للوصول إلى البرلمان عن محافظة القليوبية.