تحت عنوان "يجب أن تعمل مصر وجنوب إفريقيا معاً من أجل إفريقيا"، نشرت صحيفة The Star (ص8) اليوم الإثنين، مقالاً كتبه "أيمن ولاش" المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية في "جنوب إفريقيا". وقال المستشار الإعلامي لسفارة مصر ببريتوريا إنه في الوقت الذي تبدأ فيه "جنوب إفريقيا" العام الجديد بشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي للمرة الثالثة للفترة من 2019-2020، فإن "مصر" ستتقلد رئاسة "الإتحاد الإفريقي" بدءاً من هذا الشهر، ويوفر هذان الموقعان البارزان في المسرح الدولي فرصة فريدة لكل من "مصر" و"جنوب إفريقيا" لتعميق التعاون والعمل جنباً إلى جنب لمناصرة المصالح الإفريقية والسعي لتحقيق أهداف أجندة "الإتحاد الإفريقي" 2063 ورؤيتها حول إفريقيا متكاملة مزدهرة وسلمية. وأكد أن مصر ستعمل على تسخير قدراتها وخبراتها لتعزيز التعاون الإفريقي البيني والإسهام في إيجاد حلول إفريقية للتحديات الإفريقية، وتنعكس هذه الرؤية في التزام "مصر" الطويل نحو تحقيق الرفاهية بالقارة وجاهزيتها لتحمل مسئوليتها كبلد إفريقي قيادي، وهو الالتزام الذي يضرب بجذوره بعمق في الأراضي الإفريقية، والذي يعود إلى الفترة التي قدمت فيها "مصر" الدعم للدول الإفريقية لتحقيق الاستقلال والازدهار الاقتصادي. وأضاف أن مصر وجنوب إفريقيا يتشاركان في نفس الرؤية بأن السلام والأمن في القارة مرتبطان بصورة لا تنفصل عن تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، وأن أفضل الطرق تأثيراً لضمان الاستقرار الدائم هو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، ذلك في الوقت الذي يُمثل فيه الأمن والسلم شرطين ضروريين لنمو أسرع وأكثر شمولاً، ويهدف البلدان إلى دفع هذه الأجندة إقليمياً ودولياً في عام 2019 لخلق بيئة مواتية ومُمكنة لتحرير الإمكانيات الهائلة لإفريقيا. وأوضح أن مصر ستقوم بالتركيز بشكل كبير على دعم الآليات الإفريقية للسلم والأمن خاصة عمليات إعادة البناء والتنمية فيما بعد النزاع، وكذلك إصلاح "مجلس السلم والأمن" للاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي للقضاء على الإٍرهاب وتجفيف منابع التطرف، وفي ذلك ستقوم "مصر" على إنشاء "مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة التعمير والتنمية فيما بعد النزاع" وتدشينه في "مصر" هذا العام، والذي يستهدف تقديم الدعم للدول التي تخرج من النزاعات في المراحل الأولية لضمان استدامة السلام وعدم العودة للنزاع مرة أخرى، كما سيتم تدشين منتدى رفيع المستوى للحوار وهو "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، والذي سيُعتبر بمثابة منبر لمناقشة كيفية معالجة القارة لاحتياجاتها الضرورية لتحقيق الأمن والتنمية. وقال إنه من المتوقع أن تُركز "مصر" على خمسة مرتكزات أثناء رئاستها للاتحاد الإفريقي وهي؛ دعم التكامل الاقتصادي الإقليمي، تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز السلم والأمن، ومواصلة عملية الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد الإفريقي ودعم الروابط الثقافية بين الشعوب الإفريقية. ولفت إلى أن أحد الركائز الأساسية التي ستعمل مصر عليها أثناء رئاستها "الاتحاد الإفريقي" هي تسريع الجهود نحو إنشاء "منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية"، والتي تُعتبر بمثابة الحلم للكثير من الأفارقة منذ فترة طويلة، حيث كان التوقيع التاريخي على الاتفاقية المؤسسة للمنطقة الحرة القارية خطوة كبيرة نحو ذلك، وقد حان الوقت الآن لتشجيع مزيد من الدول للتصديق على الاتفاقية والعمل على دخولها حيز النفاذ. واكد أن مصر ستعمل أيضاً على دعم التجارة البينية الإفريقية، عبر تسريع التصنيع ووضع نظم زراعية متنوعة في القارة، وكذلك تصميم وإنجاز برامج لبناء القدرات والتدريب المهني للمساعدة في خلق وظائف كريمة للشباب الإفريقي.