شهدت قاعة ثروت عكاشة لقاء فكريا مع الفنان محمد صبحي، أداره الدكتور عمرو دواره الناقد المسرحي، وبدأت فعاليات اللقاء بعرض فيلم وثائقي عن الفنان محمد صبحي بعنوان: "فارس الفن العربي"، تحدث فيها الفنانون عن شخصية "صبحي" وبراعته في التمثيل، وتم استعراض مجموعة من ألمع مشاهد "صبحي" المسرحية والدرامية، التي تفاعل معها الحضور بشكل كبير. وقال الفنان محمد صبحي، إنه فخور للغاية بفكرة نقل معرض الكتاب إلى القاهرة الجديدة ليظهر بذلك المظهر الحضاري الذي يواكب مختلف المعارض التي تقام في الخارج، مشيرا إلى أنه حينما كان في سن ال10 سنوات كان يذهب إلى دار الكتب للاطلاع على الثقافات المختلفة، وهذا ما يتمناه في معرض الكتاب مناسبة ثقافية للقراءة والاطلاع فقط وليس للترفيه والتسلية. وأضاف "صبحي": "أتمنى أن يساهم معرض القاهرة الدولي للكتاب في رفع معدلات القراءة في مصر، وإبعاد الشباب والكبار عن التكنولوجيا التي يمكث عليها المصريون ما يقرب من 16 ساعة يوميا، وأعتقد أننا استخدمنا من التكنولوجيا أسوأ ما فيها". وأشار إلى أن مصطلح تجديد الخطاب الديني "مطاط" للغاية، مطالبا بتحديد معايير واضحة يشارك في وضعها كل مؤسسات الدولة لتجديد الخطاب الديني. وتابع: "بداخلي عشق للمعلم والذي يأتي في المرتبة الأولى، حيث يستطيع أن يقدم عشرات الأعمال المفيدة للمجتمع، ومن ثم أعشق المخرج، ومن ثم أعشق الممثل"، مشيرا إلى أن هناك "بوتيكات" في مصر الآن لاستغلال المواهب التمثيلية مقابل دفع المال، وهذا ما دفعني لإنشاء مدرسة لتعليم العزف والتمثيل بالمجان في أكتوبر، ونتيح من خلالها الفرصة للموهوبين بالظهور في أعمال فنية كبيرة. وأكد "صبحي"، أنه حاول من خلال أعماله أن يصنع تيارا مختلفا، من خلال تقديم مسرح مختلف تماما عما قدمه الآخرون، موضحا أن الاختلاف هو أسلوب حياته، حيث يعشق تقديم أعمال هادفة ومختلفة في كل شيء، مضيفا: "أحب البعد عن النمطية، فلو اشتغلت "ألمع جزم" سأكون أفضل واحد في هذه المهنة، فأنا دائما أحلم بأن أكون الأول فيما أعمل به". واستطرد قائلا: "الفن بلا شاطئ، وهذا مبدأ دائما أضعه أمام عيني في كل شيء، حتى أخرج أفضل ما لدي دائما إلى آخر العمر، فأنا مؤمن بأن الإنسان إذا وضع شاطئا لنفسه في المجال الذي يعمل فيه؛ سيقتل إبداعه". وقال "صبحي": "حزين لغياب النقد الفني الآن في مصر، فإذا بحثت عن النقاد المصريين لن تجد إلا اثنين أو ثلاثة على أكثر تقدير هم بالفعل نقاد فنيين، وهذا شيء محزن للغاية، وجيلي عاش حالة نقدية رائعة، كانت بمثابة وسام على صدورنا لأن النقاد قديما كانوا يوجهونا إلى الطريق الصحيح، ولكن الآن نشهد حالة من غياب النقد الفني، وما أكثر ما يقدم اليوم من نماذج فاسدة على الشاشة يعتبرها أطفالنا أنهم أبطال ونجوم شباك". وأضاف: "كنت بخاف جدا من الفنانة زوزو نبيل بسبب صوتها، وفي أحد الأعمال كنت بوجه ملاحظاتي للممثلين، فجاءت إلى ونطقت بنبرة صوت مرتفعة: لماذا لم توجه لي ملاحظتك؟!، فقلت لها بصراحة أنا بخاف منك"، وسرد مجموعة من المواقف الكوميدية التي جمعته بالفنانة سناء جميل، وجميل راتب وغيرهم من الفنانين الذي تفاعل معهم الجمهور بشكل كبير. وتابع: "أنا تعلمت من كل بني آدم خدم الوطن ، ومن أهمهم السيناريست نيروز عبدالملك، حيث تبنى موهبتي وكان سببا كبيرا فيما وصلت إليه الآن، وإلى الآن مازلت أتعلم من مختلف الأشخاص الكبار والصغار". وأشار إلى أن بدايته كانت موفقه للغاية في السينما، حيث قدم العديد من الأفلام السينمائية الجيدة، ولم يفشل أي فيلم فيهم، مضيفا: "أعتقد - دون غرور - السينما فشلت في محمد صبحي ولم أفشل أنا فيها، حيث وصلت لمرحلة ما رفضت فيها السينما رغم عرض مبالغ كبيرة عليا بسبب ضعف المادة التي سأقدمها للجمهور". وأكد "صبحي"، أن التيار الجديد من الفنانين هو المسئول عن فساد الدراما المصرية، فبعدما عانت السينما، فذهبوا إلى الدراما وقاموا بإضفاء المشهد السينمائي على الأعمال الدرامية وهذا يعد فشلا ذريعا، مضيفا: "لا يصح أن نقدم دراما في شكل سينمائي، ولذلك أنا أعتبر أن التليفزيون "باظ" بسبب لجوء السينمائيين إليه". وأشار إلى أنه يعتبر أن "فارس بلا جواد" أهم ما قدمه خلال حياته الفنية، لأنه ببساطة يفضح المشروع الصهيوني، مؤكدا على أن إسرائيل ستظل العدو الأول للعرب، ولن يستطيع أحد أن يقنع الأمة بأنها "دولة صديقة". وتابع: "إسرائيل ستظل العدو الأزلي الذي يستغل غباءنا لتحقيق أهدافه، فهي دولة تخطط إلى أبشع مما نحن نتخيله، وكل ما حدث في الوطن العربي من ثورات ليس ربيعا عربيا وإنما هو في الأساس مخطط للصهاينة لتقسيم المنطقة". وأكد صبحي، أنه يصعب عليه تقديم فارس بلا جواد على خشبة المسرح في هذا التوقيت، لأن اسمه وضع مع إبراهيم نافع – بسبب قانون أخرجه بوش - ضمن قائمة عريضة من الأسماء المعادية للسامية، ولذلك يصعب الآن تقديم فارس بلا جواد على المسرح. وقال إن المشكلة الحقيقية التي يواجهها المسرح خلال هذه الأيام، هو "التسيب"، مشيرا إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تصنع التميز في الفن من خلال إطلاق مصطلحات مثل الفيلم الشبابي، والمسرح الشبابي، والأغنية الشبابية، وهذا خطر حقيقي يواجه الفن في مصر. وانتقد صبحي المهرجانات السينمائية التي تقام في مصر بسبب تقلدها ببعض الطقوس الغربية التي لا يحبها، مضيفا: "لم أحضر أي مهرجانات سينمائية لأن معنديش بيبيون، ولا أستطيع السير على السجادة الحمرا". وأشار إلى أنه لا يحب أغاني المهرجانات ويعتبرها "سفه"، مؤكدا أن للإسفاف جمهور عريض، بينما الفن الجميل أيضا له جمهور عريض ومكتمل العدد. وكشف "صبحي" عن رفضه منصب وزير الثقافة مرتين في فترة المهندس إبراهيم محلب، لأنه على قناعة بأن الفنان هو من يصنع الثقافة، ووزير الثقافة هو من يديرها، ولابد أن تكون الدولة على قناعة بها قبل أن ينفذها وزير الثقافة.