رغم صغر سنه التي لم تتعد السادسة عشرة من عمره، فإنه يهوى تحنيط الأسماك والحيوانات المفترسة، وتمكن من تحنيط أكبر "ورنة" في الصعيد، وهى نوع من التماسيح، يصل طولها لأكثر من مترين، ويرغب فى المساعدة فى تحنيط أسماك القرش المفترسة بشرم الشيخ. تمكن مندوب "بوابة الأهرام" من مقابلة أبانون وصفى زكى، الطالب بالصف الثالث الثانوى بمدرسة نقادة الثانوية المشتركة، لما أشيع فى المحافظة عن قدرته الفائقة فى تحنيط الأسماك. يقول أبانون، الذى تعلم فن التحنيط على يد عمه مدرس العلوم: أتمنى أن أقوم بتحنيط أسماك القرش، التي صارت عنوانا لكل الأحداث التي أشاهدها على الإنترنت، خاصة أن الحدث عالمى ويستحق الانتباه. يضيف أن كل الكائنات الصعبة في الحياة، لابد من تحنيطها كي تكون ذكرى وجودها دليلا على قوة الإنسان في الصراع. ثم يشير إلى أكبر وأطول ورنة قام بتحنيطها، ويقول: الورن من أنواع التماسيح. ويوجه أبانون الورنة للكاميرا ثم يسترسل: المصادفة وحدها جعلتني أعثر على هذا الورن، الذي يحذرونا، ويخوفونا منه في الصعيد، كي لانقوم بالاستحمام في الترع، فهو يعشق الدم والبيض، ويؤذى الحيوانات الأليفة كالأبقار والجاموس. ويكمل أبانون: إننى ذات مرة كنت داخل سيارة تسير بجانب الترعة، وقامت السيارة بدهس "الورن"، مما جعلها تكاد تنقلب، وهبطت من السيارة، وقمت بالدخول معه في الصراع بأحجار الطريق، حتى لفظ أنفاسه. ولأن العربة كانت معطلة، فقد رفض أصحاب السيارات الأخرى حمله في عرباتهم، فقمت بالبحث عن "شوال" زراعي، وسحبته لمقدار كيلو متر، حتى أوصلته منزلي. وهناك وجدت الأهالى يريدون أن يأخذوه منى، وتعلقه على منازلهم، لدرء الحسد، لكننى رفضت، وساعدني أكثر أن طول الورن كان كبيرا جدا، وأطول من عتبات البيوت. لذا كان تحنيطه وإهداؤه لنادي العلوم بالمدرسة، أفضل كثيرا. فسألته: هل تصلح الأدوات البدائية، التى تستخدم فى التحنيط الشعبي، لو ساعده الحظ فى أن يقوم بتحنيط أسماك القرش المفترسة. يقول أبانون: نحن نتعلم التحنيط في بيئة الصعيد، حيث نقوم ببقر بطن الحيوان، ونملأ بطنه بالملح والحناء. ولكننى اكتشفت أن هذه المواد غير كفيلة بالتحنيط، الذي يعيش لسنوات طويلة، لذا قرأت كثيرا في علم التحنيط، الذي هو علم مصري وهذه القراءة أو الخلطة السحرية، التي أتقنها تجعلني أكثر ثقة في مطالبتي، أن أكون محنطا لأسماء القرش المفترسة، ولكن بشرط أن أضع منها واحدة في نادي العلوم بمدرستي. وأيضا بمساعدة عمى الذي علمني كثيرا في هذا العلم.