على مدار سنين طويلة من رحلاته فى الغابات وأغلب سواحل العالم من أجل الصيد، استطاع الدكتور محمد عبد الوهاب صاحب متحف المحنطات الحيوانية اقتناء العديد من الحيوانات المنقرضة أو التى أوشكت على الانقراض وبذل جهداً كبيراً فى أن تخرج عملية التحنيط ببراعة تامة سواء كانت هذه الحيوانات برية أو بحرية، حيث كان الهدف الأساسى من الصيد هو الحفاظ على ما تبقى من هذه الحيوانات حتى لو كانت محنطة. أثناء زيارتك لهذا المتحف ترى أعتى الوحوش الضارية إما ملقاة على الأرض أو معلقة على الحوائط أو آخذه وضع التأهب كما لو أن الروح مازالت تسرى بها. فى مدخل المتحف تشاهد «الترسا البحرية» السلاحف، حيث توجد عشر سلاحف من أندر السلاحف البحرية فى العالم وموطنها الأصلى البحر المتوسط وتتجمع بالقربب من الشواطئ التونسية حيث يقول د. عبد الوهاب إن هذه السلاحف قاربت على الانقراض نظراً للصيد الجائر لها ويقول إنه لا يوجد متحف حيوان يضم هذه المجموعة النادرة منها. مؤكداً أن أهم المخاطر التى تواجه هذه السلاحف هو خطر الافتراس والصيد بمجرد خروجها لسطح البحر أو لوجود الحيوانات المفترسة. بالرغم من وجود القوانين التى تحمى السلاحف من شبح الانقراض إلا أنها مازالت غائبة، حيث إن القوانين الدولية تحرم الصيد بقصد الاتجار، لذا يجب أن تكون هناك قوانين تلجأ إليها السلاحف لوضع البيض. وعن مراحل التحنيط وتكلفتها يقول د. محمد عبد الوهاب إن عمليات التحنيط تتم بالخارج كما أنها تستعمل للاحتفاظ بشكل الحيوان الأطول فترة ممكنة من الزمن حيث توجد مراكز مخصصة بالولايات المتحدة لتحنيط الحيوانات بصورة فائقة. كما أن هناك مراكز للتحنيط تستخدم معدات ومواد كيميائية فائقة تحافظ على الحيوان، حيث يتم تحنيط الحيوان مدى الحياة مع الاحتفاظ بنفس اللون والمواصفات كما يضم المتحف أيضاً عدداً هائلاً من التماسيح النهرية ونظراً لصعوبة تحنيط التماسيح بالشكل الكلى نجد التماسيح فاتحة أفواهها ومحتفظة بكامل أنيابها الحادة ورؤوسها المرعبه. ويقول د. عبد الوهاب إن أغلب هذه التماسيح نهرية من أواسط أفريقيا. نظراً لتعدد مصادر الصيد بها وتوافر الأنهار التى تعد البيئة الطبيعية لهذه التماسيح المقدسة التى تصل أطوالها إلى أكثر من 6 أمتار. الغزلان أروع ما تشاهده بمتحف عبد الوهاب الدقة والروعة فى تحنيط هذه الحيوانات، حيث برع المحنط فى تحنيط الغزلان وهى على وضعها الطبيعى وحين تراها تعتقد أنها مازالت على قيد الحياة، حيث يوجد بالمتحف أنواع عديدة من الغزلان خاصة غزلان المسك أندر الأنواع. ويقول عبد الوهاب إن الغزلان لها وقع خاص على حياته نظراً لجمالها فقد تملكت قلوب الشعراء قديماً، واقتحمت أبيات الشعر خاصة فى الرثاء والحب والدفء وأشعار المحبين ويقول د. محمد عبد الوهاب إن المنطقة العربية اشتهرت بوجود الغزلان على أراضيها وأشهر أنواعها غزال الرمال والغزال العربى- والغزال العفرى التى تقطن بجبال اليمن. كما يضم متحف المحنطات مجموعة نادرة من غدد الغزلات التى يتم استخراج المسك منها. كما تحوى حوائط المتحف مجموعة نادرة من جماجم لأسود أفريقية والنسور الأمريكية النادرة والببغاءات والغربان بكامل حالتها. والعديد من مخالب الأسود وأسنان العاج للعديد من الفيلة وأسود صغيرة استطاع المحنط أن يجيد تحنيطها بدرجة عالية من الدقة. وفى إحدى أروقة المتحف تلحظ رأس حيوان يثير تساؤل كل من يراه وهذا الرأس المحنط هو لخنزير صحراوى من الحيوانات المفترسة أكلة لحوم البشر ويشبه الضب الصحراوى. الحمار الوحشى السمه البارزة فى المتحف هى وجود أنواع كثيرة جداً من الحمير الوحشية ونظراً لصعوبة تحنيط الحمار الوحشى لسمك جلده وكثرة أحشائه الداخلية، إلا أن د.عبد الوهاب حاول جاهداً أن يكسو متحفه بجلود من أنواع الحمير الوحشية النادرة حيث يقول: إن أبرز أنواع الحمير الوحشية هو حمار الزيبرا. ويقول د. عبد الوهاب إن الحمار الوحشى وهو ذلك النوع الأفريقى من الحصان وهو حيوان برى متوحش يحمل ألواناً غاية فى الروعة والجمال، فهو مخطط بخطوط بيضاء وسوداء كما أنه لا تتشابه إطلاقاً أى خطوط مع حمار آخر فالخطوط هى البصمة المميزة لكل حمار والتى تشبه بصمة أصابع اليد للإنسان ويتميز هذا الحمار بطول الأذنين وطول الذيل ويعيش فى الغابات الإستوائية ويأكل العشب. ويعد «الحمار الحريفى» أكبر أنواع الحمير الوحشية وأكثرها تميزاً ويصل ارتفاعها إلى حوالى متر ونصف المتر ويبلغ وزنه أكثر من 400 كيلو مما يجعله الأجمل على الإطلاق. ويعيش فى دولة أنجولا وجنوب أفريقيا. الثعابين كما يحتوى المتحف على العديد من أنواع الثعابين سواء الأفريقية أو الصحراوية. ويصل طول أكبر ثعبان إلى حولى 16 متراً وأغلب الثعابين من أفريقيا وأمريكا وهناك صعوبة كبيرة فى تحنيط الثعابين لذا يتم دبغ جلده فقط.