على هامش مشاركتها هى وأسرتها في ملتقي "حماية الطفل من التنمر" الذى نظمته مجلة لغة العصر بمؤسسة الأهرام حلت الطالبة بسملة ضحية التنمر، ضيفًا على "بوابة الأهرام "حيث كشفت تفاصيل جديدة فى الواقعة وأسباب تنازلها عن الشكوى وندمها بعد ذلك. في يوم 23 أكتوبر تعرضت بسملة الطالبة بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة الشهيد محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة بدمياط لواقعة مؤسفة انتهت بها لأن تصبح ضحية التنمر من مُعلمها.. فتقول وهي يعتصرها الألم والأسى: "حضر أحد الموجهين أثناء حصة العربي إلى المدرسة في هذا اليوم وقام بطرح بعض الأسئلة علي التلاميذ في الفصل، وأجابوا، وكانت هي من بين الذين أجابوا وبعد مغادرة المُوجّه الفصل طلب منها مدرس اللغة العربية "أستاذ سامي دياب" الوقوف أثناء حصة النحو التي زارهم فيها المُوجّه وتساءل: ما اسمك؟ فقالت: اسمي بسملة فقال: "بسملة تلميذة سوداء" وطلب من التلاميذ إعراب الجملة إلا أن ضحكات التلاميذ على كلمة سوداء فور تفوُّه المُعلم بها شغلتهم عن إعراب الجملة، كما أن هذه الضحكات أثارت غضب بسملة فشعرت بالسخرية والتوبيخ وأن مُعلمها جعل منها مادة للاستهزاء أمام زملائها: "كنت حزينة عشان الفصل كله ضحك عليا بس الصبيان ضحكوا أكتر". مُعلم يهين تلميذته تتابع بسملة حديثها ل"بوابة الأهرام" بعيون تحمل آلامًا نفسية ومعنوية لا يستشعرها سوي صاحبها ومن لديه شعور بالآدمية، فتقول: المُعلم كان لديه إصرار على إحراجها أمام تلاميذ الفصل حتى إنها بكت وجلست على المقعد إلا أنه قام بطلب الوقوف منها قائلًا: "أنا مقولتلكيش اقعدي". ظلت بسملة صاحبة ال 12 عامًا تعاني قسوة الموقف وتشعر بالوحدة رغم امتلاء الفصل بالتلاميذ وكثرتهم حولها، لكن هذه الكثرة أصبحت في لحظة عبئًا ثقيلًا يؤذي أنفاسها فيجعلها تضيق كلما سَمعت ضحكاتهم عليها واشتدت قسوة الموقف عندما انهارت في البكاء؛ حيث لم تستطع المقاومة ومواجهة السخرية التي تعرضت لها فوجدت المُعلم يقول لها: "لو مبطلتيش عياط هخرجك برة". يوم سيئ في حياتي انتهى يوم 23 أكتوبر ذلك التاريخ الذي حمل ذكرى سيئة لبسملة ولن تنساه حسب حديثها ل "بوابة الأهرام"، وعندما دقت الساعة الثانية ظهرًا غادرت بسملة الفصل الذي تحول بالنسبة لها من مكان لتلقي العلم إلى مكان للسخرية من طلاب العلم فأصبح يمثل لها سجنًا فانتظرت نهاية اليوم الدراسي لمغادرته على الفور وألقت بنفسها بين أحضان والدتها فور وصولها المنزل وسردت عليها ما تعرضت له وسط حالة من الانهيار والبكاء غير المنقطع واصفة ما حدث ب: "يوم سيئ في حياتي". تنمر داخل المدرسة تقول والدة بسملة ل"بوابة الأهرام": إنها توجهت صباح اليوم التالي 24 أكتوبر إلى مدير المدرسة وروت ما حدث مع ابنتها فأخبرها أن المُعلم لديه حصة الآن ويصعب إحضاره للاستفسار منه عن حقيقة ما حدث إلا أنها لم تطق الانتظار فغادرت مكتب المدير متوجهة إلى الإدارة التعليمية بمحافظة دمياط وقدمت مذكرة بما تعرضت له بسملة وأرسلتها إلي الشئون القانونية للحصول على حقها. شكوى ضد المعلم تتابع الأم خطواتها في الحصول على حق ابنتها فتقول: إنها غادرت الإدارة التعليمية بدمياط بعد عمل المذكرة وعاودت إليها صباح اليوم التالي برفقة بسملة؛ حيث استمعت الشئون القانونية لأقوالها، وواصلت الأم رحلة البحث عن حق ابنتها فتوجهت إلى مديرية التربية والتعليم، والتقت وكيل الوزارة الذي أنصف بسملة من خلال رد فعل عاجل: "أمر فورًا بنقل المُعلم" وأرسل لجنة من مديرية التربية والتعليم إلى المدرسة للتحقيق فيما تعرضت له بسملة وفي النهاية تصالحت بسملة مع المُعلم في المدرسة. لم ينته الأمر بتصالح بسملة مع مُعلمها داخل المدرسة فأصبح يضايقها في كل مرة يراها فيها فتقول والدتها إنه طلب من أحد التلاميذ أن يقف للإجابة على سؤال طرحه عليه قائلًا: "قوم يا سمارة واللا هتروح تشتكيني". "فيس بوك" يغضب ل"بسملة" تتابع والدة بسملة حديثها ل"بوابة الأهرام" فتقول: إنها قامت برفع الواقعة التي حدثت لبسملة عبر أحد جروبات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسردت ما تعرضت له بسملة من إهانة وأذى نفسي ومعنوي جعلها كارهة الذهاب إلي المدرسة، ونشرت صورتها وفوجئت بتفاعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة بسملة ورفضهم لإهانة المُعلم لها وسخريته من لون بشرتها أمام زملائها وقاموا بمشاركة القصة بعد أن أثارت مشاعر الغضب دخلهم حتى وصلت قصة بسملة إلى النائب العام ولاقت ردة فعل قوية وعاجلة من الجهات المسئولة؛ حيث قامت النيابة العامة باستدعاء المُعلم ويدعي سامي دياب والتحقيق معه. المُعلم قيمة وقامة أثناء مشاهدة بسملة التليفزيون فوجئت بأحد برامج التوك شو تعرض قصتها مع المُعلم الذي أهانها، وقام البرنامج بنشر صورة المُعلم مع وضع علامة علي وجهه وهو ما آثار تعاطف بسملة معه فأخبرت أسرتها أنها تريد التنازل عن حقها ولا ترغب في حبس المعلم. تقول بسملة: لما لقيت صورته وحاطين حاجة علي وشه زعلت وقولت ده معلمي والمعلم قيمة وقامة ومينفعش يكون في الوضع ده"، وتابعت بسملة حديثها: "هو عنده 54 سنة وعنده بنت قدي وحطيت نفسي مكانها قولت مينفعش تشوف باباها كده فقررت أتنازل". تنازلت عن حقي.. وندمت تنازلت أسرة بسملة عن حقها الجنائي، ورفضوا حبس المُعلم وإهانته وذلك بناء علي رغبة بسملة، لكنهم فوجئوا بعد ذلك بتكريم المعلم من المدرسة، وهو ما أثار غضبهم متسائلين عن سبب التكريم: "بنتي اتعرضت للتنمر منه وأهانها أمام زملائها وبسببه تعبانة نفسيًا.. ازاى يكرموه بعد كده"، أما بسملة فقالت بمشاعر غاضبة: "تكريم المدرسة للمُعلم بعد إهانته لي استفزني وخلاني ندمت إني اتنازلت". صراع نفسي صراع نفسي ومعاناة تعيشها التلميذة بسملة التي لا يتعدي عمرها 12 عامًا، ولا يعلم الكثير شيئًا عن هذا الصراع فتلك المعاناة داخلية تؤذي المشاعر وتجرح القلب لا يُبصرها المحيطين بها وإنما تستشعرها تلك الصغيرة وحدها فبعد أن سَخِر مُعلم اللغة العربية من لون بشرتها أمام زملائها في الفصل، وارتفعت ضحكاتهم عليها، وأصابت أذناها بالأذى استشعرت بسملة الغضب نحو الفصل والمُعلم وزملائها والمدرسة وبات هذا الصرح الذي ينقل العلم للطلاب شبحًا يطاردها كل صباح عندما تستيقظ للذهاب إليه؛ حيث يذكرها بمشاعر سيئة مرت بها وموقف قاس تعرضت له لتصبح بسملة تلميذة الصف الثاني الإعدادي أمام مواجهة التنمر في هذا السن الصغير ولا شيء يساعدها علي هذه المواجهة. فكلما ذهبت إلي المدرسة تعرضت إلي الّلوم من المُدرسين وبعض أولياء الأمور الذين يلتقون بها صدفة موجهين إليها العتاب لأنها قامت بتحرير شكوى ضد "أستاذ سامي دياب" الذي أهانها جاعلين منه ضحية ومنها شخص مذنب وتلك شعور آخر أكثر قسوة علي بسملة تعانيه: "بيشوفوني يقولولي ارتحتي كده لما اشتكيتي المدرس؟ حرام عليكي اللي عملتيه ده" لتصبح بسملة أمام صراع نفسي في منتهي القسوة بين تشجعها علي خطوة المطالبة بحقها من المُعلم الذي أهانها وبين لوم المحيطين بها علي هذه الخطوة وتصويرها بأنها أذنبت حينما طالبت بحقها وبين ندمها على التنازل عن هذا الحق بعدما فوجئت بتكريم المُعلم من المدرسة وزملائه. بسملة ضحية التنمر مع محررة بوابة الأهرام بسملة ضحية التنمر فى ضيافة بوابة الأهرام بسملة ضحية التنمر فى ضيافة بوابة الأهرام بسملة ضحية التنمر فى ضيافة بوابة الأهرام الطفلة بسملة تتساءل عن سبب تكريم "معلم التنمر" من المدرسة