على الرغم من الإجراءات الصارمة التى تسلكها الحكومة لمواجهة انتشار المواد المخدرة، وجهود وزارة الداخلية فى ضبط كميات كبيرة منها للحد من الادمان، إلا أن هناك الكثير من الحيل يسلكها المدمنون؛ لخلق بدائل مسموح بتداولها فى الصيدليات بدل المحظور.. من بينها انتشار مادة بين المدمنين وهى "بريجابالين"، والتي يعتقد المدمنون أن تأثيرها مماثل للمخدرات، ولَم يعلموا أن الاستمرار في تناولها يدمر الجهاز العصبي وتسمم الكبد. "بوابة الأهرام"، فتحت النقاش مع أطباء في علم النفس وعلاج الإدمان وصيادلة عن مادة "بريجابالين"، وما صحة استخدام الأشخاص لها بشكل مفرط، وتأثيرها على صحتهم. قال الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ علاج السموم بجامعة القاهرة، إن هناك أكثر من 20 منتجا دوائيا لمادة "بريجابالين" تستخدم لعلاج أمراض الأعصاب ويتم استخدامه بجرعات محددة من قبل الطبيب المعالج، ولكن لاحظ أن عددا قليل من الأدوية التى من مكوناتها مادة "بريجابالين" أصبح منتشرا بشكل كبير، مشيرا إلى أن الشركات المصنعة لهذه الأدوية حققت مليارات وتضاعفت نسبة مبيعاتها خلال العامين الماضين. وأضاف "عبد المقصود"، أن من يتعاطون المواد المخدرة يلجأون إلى هذه المادة لسهولة الحصول عليها نظرا لأنها غير مدرجة بجدول الأدوية المحظورة، بالإضافة إلى عدم توافر "الترامادول" والتي ضبطت الأجهزة الأمنية كميات كبيرة منه. وأشار "عبدالمقصود" إلى أن الإفراط في تناول مادة "بريجابالين" يدمر الجهاز العصبي ويسمم الكبد، ولكن المتعاطين يفرطون فى استخدامه ويصل الجرعة الواحدة للمتعاطى لأكثر من شريط وهذه كمية كفيله بتدمير الجهاز العصبي والكبد ومن الممكن أن تسبب الوفاة. خطورة "بريجابالين" تتجاوز الترامادول واستكمل مدير معهد السموم، أن من يتعاطون هذه المادة يشعرون "بنشوه" غير حقيقية مع عدم القدرة على اتخاذ القرار، موضحا أنه يلجأ أيضا بعض الراغبين فى إيقاف تعاطى الترامادول إلى تناول مادة "بريجابالين" ليسهل لهم أعراض الانسحاب، ولكن آثار ال "بريجابالين" السلبية تتجاوز آثار الترامادول. وطالب الدكتور نبيل عبد المقصود، بسرعة إدراج هذه المادة فى جدول المواد المخدرة لأنها انتشرت بشكل كبير، وأن الاستخدام الخاطئ والعشوائي لأدوية الأعصاب يثير الخوف والقلق لأنه يحول مستخدميها إلى مدمنين، مشيراً إلى ضرورة صرف مثل هذه الأدوية من خلال "روشتة" مختومة من الدكتور المعالج ولا يتم صرفها بشكل عشوائى. ضرورة وضع مادة "بريجابالين" ضمن الأدوية المحظورة وفى سياق متصل، قال الدكتور محمد العزازى صيدلي، إن مادة "بريجابالين" تدخل فى أكثر من 22 نوعًا من الدواء، مضيفًا أن تلك الأدوية تدخل فى علاج مرضى الصرع وبعض أمراض المخ والأعصاب وآلام العظام. وأشار الدكتور محمد العزازى، إلى أن تعاطى كميات كبيرة منها بشكل عشوائى يدمر الصحة العامة، مضيفًا أن بيعها فى الصيدليات دون محاذير أو قيود أدى إلى سهولة استخدامها من قبل المتعاطين كبديل الترامادول، موضحا أن بعض المدمنين استخداموها لتحسين المزاج وجعلها بديل قانوني لهم نظراً لعدم توافر الترامادول. وأكد الدكتور محمد العزازى، أن شركات الأدوية المنتجة لهذه الادوية حققت أرباحا كبيرة خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن تناول تلك الأدوية يجب أن يقتصر على من هم بحاجة لهذا الدواء، مضيفاً أن السبب الرئيسى يرجع إلى بعض الصيادلة معدومى الضمير هو من عرف المدمنين هذه الأدوية- حسب قوله. الإفراط فى استخدام أدوية الأعصاب يدمر الجهاز العصبي والصحة العامة ومن جانبه، قال الدكتور إبراهيم مجدى أستاذ الطب النفسى، إن "بريجابالين" هو الاسم العلمي لبعض الأدوية التى تستخدم كمضاد للصرع وعلاج أمراض الأعصاب، مضيفاً أن الإفراط فى استخدامه ينتج عنه تسمم فى الكبد وتسمم فى الكلي ويزيد من التشنجات. وأضاف الدكتور إبراهيم مجدى، أن يوجد بعض الدول وضعتهُ فى جداول المخدرات مثل السعودية، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تدرس حاليا وضعه ضمن الادوية المخدرة. واستكمل أستاذ الطب النفسي، أن مادة "بريجابالين" مختلفة عن المادة الموجودة داخل الترامادول والتفاعلات الدوائية أيضا مختلفه عنه، مؤكدًا أن مستقبلات الترامادول على المخ مختلفة عن ماده "بريجابالين" لأنه يساعد على النوم ويقلل من القلق والتوتر. وأوضح الدكتور إبراهيم مجدى، أن هذه المادة مفيده فى علاج التهاب الاعصاب وأن المرضي قد تتناولها لفترات وجرعات محددة أما التناول العشوائى وبكميات كبيرة ولفترات طويلة يهدد بتدمير الصحة العامة. دكتور ابراهيم مجدى دكتور نبيل عبد المقصود