بعد توقف تصدير الخيول المصرية، تأثر الإنتاج لدى مربي الخيول العربية؛ الذين لديهم شكاوى متعددة بداية من مشكلات تربيه الخيول وحتى إهمال سباقاتها، لكن قرار الاتحاد الأوروبي باستيراد 69 حصانا عربيا من مصر؛ شجع مربي الخيول في القطاع الخاص على استمرار التربية. محطة الزهراء للخيول العربية- أحد أشهر أماكن التربية في مصر- تنفرد بوجود أختام مسجلة لها في مصر والمنظمات الدولية، كما أنها تعد معقل الحصان العربي بأنواعه الخمسة وهي " عبيان وكحيلان، وهدمان، ودهمان، وصقلاوي"وتمتلك أكثر من "15 ألف حصان عربي" أصيل على مستوى الجمهورية مدونة بمكتب تسجيل المحطة، حيث تعتبر إدارة التسجيل هي همزة الوصل مابين المربي والمنظمات العالمية المعنية بالخيل العربي الأصيل كمنظمه "الواهو"، وكذلك المنظمة الأكبر المسؤولة عن تنظيم كافه مسابقات الخيل في العالم وهي منظمه "الإيكاهو ". الخيول العربية التقت " بوابه الأهرام " بالمختصين ومربي الخيول لإلقاء الضوء على الاستثمار الأمثل للخيول، وسماع مشاكل المربين لحماية تلك الثروة من الإهمال. التصدير للاتحاد الأوروبي يقول الدكتور أحمد عبدالكريم، رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، أنه تم تصدير 69 حصانا ما بين حصان عربي أصيل وخيول فروسية؛ من المزارع الخاصة بالمربين بدءا من إبريل 2017، مقسمه إلى (6 خيول تم تصديرها للأردن- 9 خيول للعراق-54 للاتحاد الأوروبي)، مؤكدا أن الحجر البيطري على أتم الاستعداد لتوفير كل الشروط للدول المستقبلة للخيول المصرية. وأضاف، أنه سيتم عمل مراجعات مع الاتحاد الأوروبي؛ لتخفيف إجراءات التصدير، عبر تخفيف فترات الحجر من 40 يوما إلى 10 أيام فقط، وذلك بعد ثبوت خلو الخيول المصرية من الأمراض الخطيرة، التي أثبتتها المعامل المعتمدة في مصر والإمارات. بيع 55 حصانا بمحطه الزهراء يقول الدكتور خالد توفيق عثمان رئيس الهيئة الزراعية المصرية، إن محطة الزهراء للخيول العربية، تمتلك أكثر من 400 رأس من الخيول العربية، ويزيد العدد أو ينخفض على حسب المزادات المقامة على الخيول، وقد انتهت المحطة مؤخرا من مزاد للخيول؛ محققا إيرادات مرتفعة جراء بيع "55" حصانا للمربين في مصر من الخيل الزائدة عن حاجه المحطة، و يبدأ سعر الحصان من "15" ألف جنيه ويزيد على المليون، وتتفاوت الأسعار باختلاف النوع والنقاوة ولكن الإناث بطبيعة الحال هي الأعلى سعرا. بطولات دولية بمحطة الزهراء وأشار توفيق، إلى أن المحطة تسعى لتحسين الاقتصاد وتنميه السياحة عبر إقامة بطوله مصر الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة من كل عام؛ والتي حققت في شهر نوفمبر الحالي أعلى نسبة مشاركة وصلت إلى 370 حصانا، ما يؤكد ثقة الجميع بالمحطة، حيث إن المسابقات لم تعد هواية فقط ولكنها استثمار، لأن البطولة تفتح أبوابها لجميع الجنسيات بخلاف المصريين من مربيين ومحكمين، مما يساعد على زيادة عدد المربين وانتشار الوعي بالاستمرار في تربيه الحصان العربي الأصيل، كما تسعى محطة الزهراء لتحقيق فكرة إقامة مهرجانات الخيول بالقرب من الأهرامات لدعم السياحة بالتنسيق مع وزارة السياحة. الخيول العربية وصحح الدكتور خالد توفيق الفكرة التي أصبحت متداولة عن الخيل العربي أنه أصبح اقل في المستوى من الخيل الانجليزي، قائلا إنه كلام مرسل من أشخاص ليس لهم خبرة بمجال الخيول، ولكن الحقيقة إنه يتم توجيه الخيل وفقا لقدرات كل فرس فمنه من يصلح للسبق وآخر للجمال وثالث في القدرة والتحمل حيث يتم تنميته من الناحية الغذائية بناء على التدريب الذي سنوجهه إليه. تحسين السلالة والصفات وأكدت دكتورة شيرين إدوار فهمي، مدير عام التربية بمحطة الزهراء للخيول العربية، أن المحطة لديها إنتاج الآن يصل إلى"212" فرسة جاهزة للإنتاج والتزاوج هذا العام، مما يساعد على زيادة الإنتاج الذي يأتي نظرا لالتزامنا ببرنامج التربية المخطط له داخل المحطة . الخيول العربية ونعمد في الإنتاج إلى تنسيق السلالات التي تتناسب مع بعضها في التزاوج،لإنتاج سلاله متفردة تحمل صفات الخيول العربية الأصيلة، من خلال الاحتفاظ بأصل الصفات، واستبعاد الصفات غير المرغوبة من خلال عمليه التحسين المستدامة. نقص الأدوية البيطرية وتناول الدكتور عوض الجنيدي مدير إدارة التناسليات بمحطة الزهراء، مشكله نقص الأدوية البيطرية المستوردة،التي يعاني منها جميع مربي الخيول حيث تتراجع الشركات عن استيراد الأدوية البيطرية نظرا للسحب الضعيف لها، بالإضافة لعدم قدرة هذه الشركات على توفير كل الأدوية كمثبتات الحمل للخيول، وأدويه السل والمحاليل، مما يجعلنا نلجأ لاستخدام الأدوية البشرية غير المتوافرة في بعض الأحيان، فيتوقف العمل لحين ظهور الأدوية؛ مما يتسبب في إهدار للثروة القومية. الخيول العربية وطالب جنيدي، أن تتولى الدولة استيراد الأدوية مع رفع الجمارك عنها من خلال هيئه وطنيه، أو السماح لمحطة الزهراء بالاستيراد بهدف الحفاظ على الخيول كثروة قومية. مستشفى الكسور وقال بهاء سليم مربي خيول، إن مجال تربية الخيول يتطلب استكمال مستشفى محطة الزهراء للخيول العربية لمعالجة الحالات المميتة والصعبة، كالعقم لدى إناث الخيول المتفردة حتى لا تختفي سلالتها الأصيلة؛ مما يتطلب تلقيحها صناعيا وهي عمليات مكلفه، وضرورة إيجاد حلول لعلاج مرض التواء الأمعاء والانتفاخ المتسبب في الوفاة، فضلا عن أن مستشفى محطة الزهراء ينقصها جهاز الليزر والعظام التي من المفترض أن تعالج إصابات الكسور في الخيول، وقامت جامعة دمنهور بإنشاء مركز لعلاج كسور الخيول بكليه الطب البيطري، ولكن المستشفى يحتاج للدعم لاستكمال القسم وتوفير المعدات والإنشاءات اللازمة لخدمه المربين، مع الانتباه لضرورة عدم الاعتماد على الأدوية المحلية نظرا لضعف المادة الفعالة بها. اندثار الخيول وعقب بهاء على ما يثار عن اندثار الخيول قائلا، إن الخيول لن تندثر، لكن الخيول تباع وتنتقل من شخص لأخر، وأعداد الخيل لم تنخفض ولكن هناك أسماء من المربيين تتنحى فقط عن المشهد، نظرا لتغير الظروف المادية وكثير منهم لم يربوا الخيل حبا فيها ولكن فقط من أجل الوجاهة الاجتماعية. تصدير الخيول وحول تعقيدات تصدير الخيول ذكر بهاء، أن إجراءات تصدير الخيول قديما كانت ميسرة، ولكنها الآن أصبحت معقدة مطالبا بمراجعتها حتى لا يتنحى المربي أكثر من ذلك عن تربيه الخيول . الفروسية الشعبية والتحكيم وقال بهاء سليم، إن الفروسية الشعبية المعروفة بترويض الخيول تحتاج لتوثيق قواعد التحكيم وامتطاء الخيل وكتابتها وإشهارها حتى لا تترك في يد من لا يحترم هذه الهواية، ليحتذي بها الجيل القادم في مصر. الخيول العربية وأضاف أنه يوجد لدينا هيئة تتولى تربية محكمين جدد، كي نلغي وجود المحكمين الأجانب في المهرجانات، وأن نكتفي بالمحكم المصري مع وضع ضوابط لعدم فرض أي أهواء شخصيه على المحكم من قبل أي جمعيه أو أي عضو مجلس إدارة. وأشار إلى ضرورة التمسك بهويتنا العربية في عرض مراجع انساب الخيول العربية والاقتصار على عرضها باللغة العربية فقط وليس باللغة الانجليزية، حيث توزع كتب الانساب الحديثة باللغة الانجليزية فقط الان داخل مهرجانات محطه الزهراء للخيول، والمؤسف أن النسخة العربية الوحيدة الموجودة من ال60 للدكتور عشوب. سباقات الخيول وقال فليكس سرحان، رئيس الهيئة العليا لسباق الخيول، إن الهيئة تقدم دعم للفائزين في سباق الخيل وتم رفع قيمة الجوائز من 6 آلاف إلى 10 آلاف جنيه. سجل أنساب الخيول العربية وذكر فليكس، أن عدد ملاك ومربي الخيول في انخفاض نظرا لارتفاع تكلفه رعاية الحصان الواحد إلى نحو 2500 جنيه شهريا بسبب ارتفاع سعر اردب الشعير إلى 845 جنيه، ويحتاج الحصان اردبين في الشهر بخلاف كافه الخدمات الأخرى، مما تسبب في انسحاب الملاك. الدعاية والمراهنات وحول ضرورة وجود الدعاية التلفزيونية لسباق الخيل قال فليكس، لا يمكن الدعاية لسباق الخيل في التلفزيون لأنه يشترط وجود معلن، ولن يتقدم أي معلن للسباق بسبب وجود "المراهنات " التي لا يمكن إلغاؤها لأنها المسؤولة عن دفع الجوائز للفائزين، حيث توفر المراهنات "3 ملايين جنيه سنويا" للهيئة العليا لسباق الخيل لاستخدامها في تقديم الجوائز، لذلك لابد أن نعتمد على مصدر بديل عن المراهنات يقدم الجوائز كوزارة الشباب والرياضة التي لن تعطينا هذه المبالغ . الدعم المادي وحول الدعم المادي لمسابقة الخيول، ذكر فليكس، أن دوله الإمارات تدعم سباق الخيل من خلال حفلة واحدة سنويا تتكلف 600 ألف جنيه وهي لا تكفي لدعم الجوائز، مما يتطلب إدخال أعضاء وهواه وملاك جدد في التربية، لذا تم فتح الاشتراك لهم في نوادي السبق في الأقصر وأسوان ليصبحوا أعضاء بالهيئة، وذلك نظرا لإقبال الصعايدة على شراء الخيول المهجنة بأسعار مرتفعة، رغم أن هذا الشراء يقلل الأعداد الموجودة لدينا من الخيول المهجنة وبهذه الطريقة ستعود للمشاركة في سباق الخيل بالقاهرة مرة أخرى. سجل أنساب الخيول العربية ومن جانبه أكد فليكس، أن الدولة مهتمة بفروسيه قفز الحواجز فقط، وليس بفروسية سباق الخيل التي تحفز المربي على الاستمرار في الإنتاج، فإذا لم يتوافر مشتري للخيول فستتوقف التربية، مما سيتسبب في اندثار الجواد المهجن كما حدث في محافظه الشرقية التي تبيع الخيول للصعيد الآن. رعاية ومراهنات ومطالبات ونوه ياسر فوزي الطحاوي مربي ومدرب خيل، أن هناك بدائل لإلغاء المراهنات في سباق الخيل تتمثل في إدخال شركات راعيه لسباق الخيل من خلال تحرك أعضاء نادي الشمس وأعضاء مجلس الإدارة لتحقيق هذه الخطوة ليتمكنوا من دفع قيمه الجوائز. سجل أنساب الخيول العربية وطالب الطحاوي، نادي الشمس بالاهتمام بأرض السباق أنها غير مطابقة للمقاييس المطلوبة، والتي تؤثر على أوتار ساق الخيل وتتسبب في غرس قدمه في الرمل أثناء التدريبات مما يسرع بانتهاء عمر خيل السبق . كما طالب بأن يتم رفع التعنت في لجنة تصنيف الخيل في المسابقات، مع ضرورة إنشاء جهة للرقابة على الهيئة العليا لخيل السبق التي بدورها يجب أن تتولى تخزين الشعير وإعطائه للمربين وقت الحاجة حتى لا نفقد المربي والمدرب وهذا إذا أرادت الحفاظ على الخيل والسبق، لأن اللجوء للشعير المستورد يتسبب في إصابة الخيل بالمغص وبمرض الحافر المكلف في علاجه مما يعجل بانتهاء صلاحية الفرس. برنامجين للمسابقات المحلية وأكد ميشيل كوكيدس مربي خيول، أن جميع مسابقات الخيول في مصر تقام على المستوى المحلي فقط، والمسابقة العالمية الوحيدة اللي شاركت فيها مصر كانت عام 1963 كانت في لبنان وحصدنا جائزة كبرى وتمت عودة الحصان الفائز لمصر ثم استخدامه في تحسين السلالة. وقال كوكيدس، إن هناك برنامجين للسباق منفصلين في سباق الخيول السنوي، أحداهما للخيول العربية والثاني للخيول الانجليزية، والسبب في الفصل بينهم يعود للتكوين الأسرع للخيل الإنجليزية في السباق، وهناك نوع ثالث دخل السباق منذ عامين وهو الخيل المحلي البلدي الذي بدأ الاستعانة به نظرا لانخفاض أعداد الخيول، لذلك لابد من إذاعة المسابقات بهدف الاستثمار . المسابقات العالمية وقال أسامه الطحاوي مربي خيول، التشجيع على تربيه الخيل تتم بتشجيع مشاركه خيول باسم مصر في سباق دبي العالمي مما سيساعد في انتشار الخيل المصري بشكل أوسع . سجل أنساب الخيول العربية ونوه بضرورة الاهتمام أكثر بسباق الخيل المهجنة المولودة في مصر، عن طريق رصد جوائز بقيمه مالية أكبر تصل إلى "50" ألف جنيه بهدف تحسين دخل المربي، ليتمكن من الإنفاق على الخيل؛ لأن جائزة السبق الآن 10 آلاف جنيه فقط مقسمه بين الفائزين الثلاثة. وذكر شادي عبدالعزيز الطحاوي مربي خيول، أن الإمارات اقل جائزة تقدمها في مسابقاتها تصل إلى مليون دولار، فالقيمة العالية للجوائز تساعد على الاستمرار في تربيه الخيل، فالجميع يحتاج للتحفيز، مؤكدا انه مازال مستمر في التربية لأنها وراثه فقط. الخيول العربية وأخيرا نقول أن الخيول ثروة قومية في كل أنشطتها، يتطلب استثمارها تكاتف وزارة السياحة، والشباب والرياضة، والزراعة، حتى ننهض بها عبر استثمارها الاستثمار الأمثل بهدف انتشارها على المستوى المحلي والعالمي. الخيول العربية