تصور نقوش المعبد الجنائزي "ساحورع"، رحلة الذهاب والعودة وإحضار دب سوري في عصور مصر القديمة، كما تصور معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري بالأقصر جمع النباتات والحيوانات التي تم جلبها في الرحلة لبلاد بونت - المختلف فيها فقد قيل الصومال وإريتريا وقيل البلاد التي تتصل جنوبًا ببلاد شبه الجزيرة العربية - حيث عادت الرحلة بالحيوانات النادرة والفهود والنمور، بالإضافة إلى النباتات التي صورت على المعبد. كانت وزارة الآثار المصرية قد أعلنت عن اكتشاف مجموعة مقابر جديدة بمنطقة سقارة في الجيزة تشمل ثلاث مقابر من الدولة الحديثة، وأربع مقابر من الدولة القديمة حيث عثرت على أكثر من 200 تمثال لقطط وصندوق به نحو 200 جعران، وصندوق آخر به جعارين محنطة في سابقة هي الأولى التي يعثر فيها على جعارين محنطة بمنطقة سقارة. وكشفت دراسة أثرية بعنوان "بعض الأدلة التصويرية والنصية على وجود حدائق الحيوانات في حضارتي مصر القديمة وبلاد النهرين" أن وجود عظام للحيوانات في الشرق الأدنى القديم جعل العلماء يقرون بالأهمية الرمزية والحيوانات في حضارات الشرق الأدنى القديم، كما أكدت الدراسة أن حدائق الحيوان في مصر وحضارة بلاد الرافدين من أقدم الحدائق في العصور التاريخية في العالم أجمع حيث تعكس الرسومات والمناظر المنقوشة دليلًا على وجود عدد كبير من الحيوانات التي تم جلبها في حضارة الشرق الأدنى القديمة مما يعكس مدى وجود حدائق للحيوانات بشكلها المعروف لنا في الوقت الحالي. وأوضحت الدكتورة فوزية عبدالله محمد، في دراستها المنشورة بمجلة اتحاد الأثريين العرب، أن مصطلح حدائق الحيوان كان له وجود قوي في حضارة مصر وحضارة بلاد الرافدين حيث كانت الحديقة جزءا من القصر الملكي، ومن أمثلتها؛ حديقة قصر إخناتون بتل العمارنة بالمنيا، وقد احتفظ إخناتون بأسد في حديقة قصره، كما نجد نقوشًا يصور صيد الأسود في حديقة قصر آشور بانيبال في العراق القديم . وتضيف فوزية عبدالله محمد، مدرس الآثار بجامعة القاهرة أنه منذ عصور قديمة ظهرت ظاهرة امتلاك الحيوانات وجلبها من الأماكن البعيدة رغم التكاليف الباهظة من أجل الإمساك بها وجلبها، وأغلب الظن أن محاولة استئناس الحيوان ظهرت منذ 10 آلاف عام قبل الميلاد، مؤكدة أن النصوص الهيروغليفية تحوى الكثير من رموز وعلامات تمثل علامات الحيوان أو أجزاء منه مما يدل على أهميتها في مصر. كان الصيد أول مهنة يحترفها الإنسان في العالم القديم ورغم ذلك لم يكن الصيد له أهمية في العالم القديم، كما توضح الدراسة وقد استمرت عادة الاحتفاظ بالحيوانات الأليفة في المنازل والأسماك في البرك والطيور في أقفاص كما كان يتم تصوير الصيادين الذين حالفهم الحظ والتوفيق مثل مناظر عودة الصيادين بالظباء المحمولة علي أقفاص والسبع واللبوة مثل رسوم مصطبة بتاح حتب، ورسوم آخت حتب بسقارة، كما مثلت عودة الصيد بأرنب وغزلان برية من أحد المقابر بالجيزة ويحتمل أن هذه الحيوانات كانت توضع في حديقة حيوان وذلك لإدخال البهجة والسرور على أصحابها في مصر. وتوضح الدكتورة فوزية عبدالله أن الرسوم الصخرية في الصحراء الشرقية والغربية دليلًا على قدم تمثيل الحيوانات في الصيد مثل الأغنام والزراف والغزلان فمنذ عصور قديمة جلبت الزراف والقرود والنعام والأفيال كنوع من الجزية سواء من إفريقيا أو بلاد الشام، أما الملك العظيم تحتمس الثالث التي وصلت الإمبراطورية المصرية في عصره لأوج ازدهارها، فقد نقش 300 نوع من الحيوانات والنباتات على جدران المعابد بالأقصر، أما رخميرع وزيره الذي صاحبه لبلاد الشام فقد صورت علي جدران مقبرته بالأقصر العديد من الحيوانات الواردة من مناطق عديدة ومنها على سبيل المثال منظر قرد متعلق برقبة زرافة. كما تؤكد الدراسة أن اختلاف الطبيعة في مصر والعراق عن يومنا هذا، أوجد تنوعا كبيرا من فصائل الحيوانات قديماً، كما كانت من العادة المتبعة المنتشرة في مصر وبلاد النهرين استخدام الصقور والأسود في المعارك الحربية والصيد حيث يوجد في مقبرة مريوركا عادة تسمين الضباع، حيث كانت توضع على ظهورها حتي لا تقاوم من يقومون بإطعامها باليد لحوما ولعل المرء يتسائل حتى هذه اللحظة كيف كان المصريون يطعمون بأيديهم الضباع؟