اختتمت فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الثانية، اليوم الثلاثاء، تاركا بصمة كبيرة على كل المستويات السياسية والإعلامية والاقتصادية والسياحية، كونه ناقلًا لرسالة سلام وتنمية ومحبة على أرض مصر، من خلال مشاركة شباب 140 دولة على مستوى العالم، وجعله منصة للحوار الجاد والمباشر لشباب العالم من أجل طرح كل القضايا التي تهم الشباب، بهدف الوصول لصيغة حوار مشتركة تُسهم في جعل العالم أفضل. وتابعت "بوابة الأهرام" أصداء ونتائج منتدى شباب العالم، من خلال عرض رؤية الخبراء فيما خرجت به توصيات منتدى شباب العالم والقرارات التي أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل ختام المنتدى بحضور الرئيس السوداني عمر البشير. القوى الناعمة سياسيًا، يري الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن انعقاد منتدى شباب العالم للعام الثاني على التوالي ومشاركة ما يقرب من 140 دولة بحضور نحو 5 آلاف شاب، للمنتدى، ناقش محاور سياسية متعددة في جلسات مختلفة تربط بين شباب مصر والعالم وخلق لغة حوار بينهم، بالإضافة إلى أن جميع الشباب المشاركين بالمنتدى بمثابة سفراء لمصر في بلادهم فهم قادة المستقبل ومشاركتهم في المنتدى ستسهم في خلق مناخ من التفاهم والعلاقات الجيدة بين الدول المشاركة في المستقبل. وأضاف أن المنتدى خرج برسائل قوية والتركيز على قضايا هامة من كافة النواحي فمن الناحية السياسية تم التركيز على عدة قضايا مهمة مثل " الصراعات الداخلية والحروب الأهلية وكيفية بناء الدولة والمجتمع بعد هذه الصراعات والحروب، ومناقشة قضية التنمية الاستقرار والحفاظ على الدولة الوطنية القومية وحمايتها من التفكك، لافتًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أشار إلى الدول التي يتم هدمها لا تعود مرة أخرى فهذه رسالة مزدوجة تم توجيهها من خلال منبر منتدى شبابا العالم. وأشار إلى أن البحث عن حل لتلك المشكلات والقضايا السياسية ضرورة على أن نكون على حذر من الانزلاق في الأخطاء، هذا بالإضافة إلى أن المنتدى ركز على البعد الإنساني، ويحاول أن يحدث نوعا من التقارب بين الحضارات بدلا من صدام بين الحضارات التي ظهرت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وظهور نظرية "صدام الحضارات" والتي ترتب عليها نتائج كارثية، مضيفًا أن المنتدى بعث برسالة هامة وهي تكامل الحضارات بالرغم من اختلاف "اللغة، الثقافة، الدين، اللون، الزى" ويبقى العامل المشترك وهو القيم الإنسانية، هذا بجانب الرسالة المهمة التي وجهها منتدى شباب العالم وهي "القوى الناعمة" التي تغرس القيم الإيجابية وقيم التسامح وقبول الآخر والحوار وتعددية الآراء والاتجاهات كل ذلك يخلق جو من التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. رسائل قوية إعلاميا، يقول الدكتور حسن على أستاذ الإعلام بجامعة قناة السويس، أن تواجد 5000 من الشباب بمختلف الجنسيات هو مفتاح لترويج السياحة بشكل غير مباشر، لافتًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام من خلال المنتدى بتوجيه رسائل عامة للداخل من حيث إصلاح الاقتصاد، التعليم، وأننا بحاجة إلى الصبر حتى نعبر تلك المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، كما وجه الرئيس رسائل قوية للخارج واستعداد مصر لكافة الاحتمالات بما فيها الاستعداد العسكري إذا لازم الأمر واتخاذ منبر منتدى شباب العالم لتوجيه تلك الرسائل من خلال خطابات الرئيس التي احتوت على رسائل قوية. سياحة المؤتمرات سياحيا، يؤكد إيهاب موسي الخبير السياحي، على أن انتظام منتدى شباب العالم لمدة عامين على التوالي يدل على استقرار الأوضاع الأمنية واختيار مدينة السلام "شرم الشيخ" يعيد إليها الأنظار مرة أخري، كأفضل مكان بالعالم لانعقاد المؤتمرات، حيث أنها قد أخذت تلك مكانة العالمية في السابق وحتى 2010 مثل كامب ديفيد، ملتقي دافوس، وكذلك كانت من أفضل أماكن للتفاوض حول اكبر المشكلات والمفاوضات العالمية التي عقدت بها في السابق، لافتًا إلى أن اختيار مدينة شرم الشيخ لانعقاد المنتدى بها هي إعادة لفت الأنظار إليها مرة أخري واستعادة لمكانتها وتنشيط السياحة بها كأحد أفضل الأماكن السياحية بما يسمى "سياحة المؤتمرات". وأشار موسي إلى أن وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط شباب مصر والعالم هو تجسيد لمعنى الديمقراطية، ورؤية واهتمام مصر بسماع وجهة نظر الشباب ومشاركتهم في القرار السياسي، مضيفًا "وجود عدد كبير من ممثلي الشباب وانتقائهم بعناية بالغة وتمثيلهم لكافة أطياف المجتمع المصري"، فعلى سبيل المثال أن هناك مجموعة من المرشدين السياحيين المصريين المشاركين في المنتدى يتحدثون "34 لغة مختلفة"، مما يسهم في زيادة التواصل بين مصر ومختلف دول العالم، هذا بالإضافة إلى استعادة سمعة مصر العالمية من حيث مجال الحريات ووضع لغة الحوار أساسًا للتفاهم بين مختلف الشعوب، وإظهار قوة مصر الناعمة التي تتمثل في هذا الكم الهائل من المثقفين المصريين مما لديهم ميراث هائل من الحضارة. فرص استثمارية ومن الناحية الاقتصادية، يوضح الدكتور على الإدريسي الخبير الاقتصادي، أن انعقاد المنتدى لدورتين متتاليتين إن دل فإنه يدل على نجاح الدورة الأولى منه واستمرار نجاحه، حيث كان على المستوى الاقتصادي هو ترويج للفرص الاستثمارية المتاحة، مشيرًا إلى الإعلان عن الإصلاحات الاقتصادية وبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري والنجاحات على مستوى مؤشرات الاقتصاد الكلى. ولفت الإدريسي إلى أن إقامة منتدى شباب العالم للعام الثاني على التوالي بمدينة شرم الشيح يعد ترويجًا لملف السياحة كأحد أهم المدن والمقاصد السياحية في مصر والعمل على إنعاش إيرادات مصر من قطاع السياحة، مشيرًا إلى نتوقع أن تحقق إيرادات السياحة في العامة المالي 2018/2019 ما يقرب من 11.2 مليار دولار. وأضاف من ضمن الجلسات والموضوعات الهامة المطروحة بالمنتدى كيفية تحقيق التنمية المستدامة وتمكين الشباب اقتصاديا وسياسيا، وتمكين المرأة اقتصاديا، مع توفير التمويل اللازم والحوافز التي تحتاجها لرفع مساهمتها في النشاط الاقتصادي ليس بحسب على مستوى الاقتصاد المصري، ولكن على مستوى القارة الإفريقية من خلال رؤية إفريقيا 2063، مشيرًا إلى أن محاربة الإرهاب وإرساء السلام على مستوى العالم أحد أهم مطالب المنتدى وتوصياته، وحرصًا من القيادة السياسية على نشر السلام في العالم، مع طرح إقامة مدينة للشباب الإفريقي على أرض مصر وهذا سوف يكون له دور كبير في تأهيل وتطوير القدرات الشبابية بالقارة السمراء.