يصدر للكاتب والباحث اللبناني الكبير د.خالد زيادة، كتاب جديد خلال الأيام المقبلة، بعنوان "المدينة العربية والحداثة"، عن منشورات دار رياض نجيب الريّس، بالعاصمة اللبنانيةبيروت، ومن المقرر صدور الكتاب ضمن فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب 2018، في مطلع شهر ديسمبر المقبل، بالإضافة إلى توافره في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي، خلال شهر يناير من العام المقبل. "بوابة الأهرام" تنفرد بتفاصيل الإنتاج الجديد للدكتور "زيادة" في حديث خاص من بيروت، يقول الدكتور زيادة، إن الكتاب الجديد يتناول التطورات التي لحقت بالمدن العربية، وخصوصًا المتوسطية، في الحقبة العثمانية، والتي بدأت تظهر ملامحها بوضوح مع المؤثرات الغربية، وكانت أسطنبول على سبيل المثال، أول المدن التي ظهرت فيها هذه المؤثرات منذ بداية القرن الثامن عشر، وظهرت التغيرات التي أصابت المدن العربية مع بداية القرن التاسع عشر، وأول المدن التي تأثرت بذلك القاهرة، بفعل الإجراءات التي أنجزها بونابرت خلال حملته على مصر، والتي شملت هدم معالم وشق طرقات، ثم كانت التطورات اللاحقة التي عرفتها القاهرةوالإسكندرية خلال عهد محمد علي باشا. وعن التغيرات التي أصابت الإسكندرية، استعرض الدكتور زيادة في حديثه ل"بوابة الأهرام" ما قاله الطهطاوي خلال مروره بها في طريق رحلته إلى باريس، حيث كشف أن الإسكندرية أشبه بمدينة أوروبية، ومن بين المدن التي عرفت المؤثرات الأوروبية الحديثة مدينة بيروت، والتي بدأت معالمها بالتبدل خلال حملة إبراهيم باشا على بلاد الشرق. وأضاف زيادة، الملاحظ أن المدن الأكثر تأثرًا بالتحديث العمراني، ونمط العيش والعادات، هي المدن-المرافىء، وذلك بسبب استقبالها للجاليات الأجنبية والقناصل، وتوسع أعمال التجارة مع أوروبا. ويستعرض الكتاب الجديد عملية التحديث تلك من خلال مرورها بثلاث مراحل: المرحلة الأولى: والتي قام بها الحكام المصلحون أمثال محمود الثاني في استامبول، ومحمد علي باشا وإسماعيل باشا في القاهرة، وخلال هذه المرحلة كان ثمة اندفاع في تمثل أنماط العمران والثقافة والعادات الأوروبية، بما في ذلك إقامة المؤسسات البلدية. المرحلة الثانية: هي المرحلة الاستعمارية وخصوصًا في البلاد العربية، والتي شهدت خلالها المدن التخطيط وفق العقلانية الغربية دون الأخذ بالاعتبار البيئة والثقافة، كذلك فإن الإدارات الاستعمارية كانت تهدف إلى تأمين مصالحها التجارية بالدرجة الأولى. وخلال المرحلة الاستعمارية أصبح التناقض بارزًا بين الحيّز الحديث والحيّز القديم في المدينة الواحدة، وهذا التناقض لا يقتصر على الجانب العمراني، وإنما على الجوانب الثقافية كذلك، فإن الحيّز القديم أصبح مركزًا وموقعًا لمناهضة الاستعمار. أما المرحلة الثالثة: فهي مرحلة ما بعد الاستعمار، حين برزت الحكومات الوطنية التي اندفعت هي الأخرى في التحديث ورسم الخطط العمرانية والتنموية، وتحت سلطة حكومات ما بعد الاستعمار تضخمت العواصم بسبب الهجرة من الأرياف الإدارية والتجارية والصناعية، وخلال هذه المرحلة بدأت الأزمات بالظهور، وتجلى ذلك بنمو الضواحي أو العشوائيات، التي تنقصها الخدمات الأساسية من كهرباء، وشبكات مياه وصرف صحي، والتي كانت تضطر السلطات إلى تشريعها، تفاديًا للأزمات الاجتماعية. يقول الدكتور زيادة: الكتاب يتناول الكيفية التي تتم من خلالها دراسة المدن، بين المؤرخين وعلماء الاجتماع، فإذا كان المؤرخون يخبروننا بما اندثر من المدن التاريخية، التي لم يبق سوى القليل من معالمها العمرانية التراثية، فإن علم الاجتماع الحضري الذي تأثر بأعمال ماكس ڤيبر وجورج زيمل، واشتهرت بشكل خاص مدرسة شيكاغو، فإن أبحاث هذه المدرسة التي تعود إلى النصف الأول من القرن العشرين، لم تعد قادرة على تفسير التطورات التي تشهدها المدينة. ويشير صاحب "المدينة العربية والحداثة" إلى الأعمال الأكثر حدة من هنري لوفيفر، صاحب كتاب "الحق في المدينة" إلى ديفيد هارفي، صاحب كتاب "مدن متمردة"، إلى "آصف بيات" صاحب كتاب" الحياة كسياسة"، ففي هذه المؤلفات نجد فهمًا جديدًا للتطورات التي تعيشها المدن، والتي تعكس أزمات النمو والإخفاقات التي واجهها التحديث العمراني، وفشل السلطات في إستيعاب التحولات الاجتماعية والاقتصادية. يذكر أن د.خالد زيادة، من مواليد مدينة طرابلساللبنانية عام 1952م، وهو أستاذ جامعي في معهد العلوم الإجتماعية لفترة تجاوزت الربع قرن، شغل العديد من المناصب، منها المندوب الدائم للجمهورية اللبنانية لدى جامعة الدول العربية، كما تولى منصب سفير لبنان في القاهرة لمدة تجاوزت التسع سنوات. بدأ حياته العملية بالحصول على درجة الماجستير في الفلسفة من الجامعة اللبنانية عام 1977م، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس 1980م، شغل منصب رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي في منتصف الثمانينيات، كما أصبح مدير كلية الآداب والعلوم الانسانية، - الفرع الثالث للجامعة اللبنانية في نفس الفترة، وهو عضو الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع، وعضو الجمعية اللبنانية للدراسات العثمانية، وزميل في معهد الدراسات المتقدمة بالعاصمة الألمانية برلين. وأثرى الدكتور زيادة المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والترجمات، ومن أبرز كتبه، تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا، عن الدار المصرية اللبنانيةبالقاهرة 2016م، وعن دار رياض الريس للكتب والنشر بيروت 2010م.، لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب، عن الدار المصرية اللبنانية 2015م، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2015م ضمن مشروع مكتبة الأسرة، شرق الكتاب بيروت 2013م، الكاتب والسلطان، من الفقيه إلى المثقف، دراسات في الوثائق الشرعية. دار رؤية للنشر القاهرة 2012م، حكاية فيصل (رواية) .دار النهار بيروت 1999م، حارات الأهل جادّات اللهو، ترجمة إلى الإنكليزية، دار Palgrave Macmillan نيويورك 2011، دار النهار بيروت 1995م، المسلمون والحداثة الأوروبية، عن دار رؤية للنشر القاهرة 2010م (وكان قد صدر عن دار الطليعة عام 1981 تحت عنوان اكتشاف التقدم الأوروبي)، مدينة على المتوسط "ثلاثية". دار الشروق القاهرة 2010م، الخسيس والنفيس، دار رياض نجيب الريس بيروت 2008م، العلماء والفرنسيس . دار رياض نجيب الريس بيروت 2008م، بوابات المدينة والسور الوهمي. دار النهار بيروت 1997،2008، يوم الجمعة يوم الأحد . دار النهار بيروت 1995،2008 ،1994، وصدرت له ترجمات بالفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية عن المؤسسة الأوروبية للثقافة 1996، وصدرت له ترجمة إنجليزية في أستراليا 2005م، والمصطلح الوثائقي . عن المجلس الأعلى للثقافة القاهرة 2008م، الصورة التقليدية للمجتمع المديني قراءة منهجية في سجلات محكمة طرابلس الشرعية، منشورات معهد العلوم الاجتماعية الفرع الثالث 1983، وصدرت له طبعة جديدة عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عام 2008م. خالد زيادة خالد زيادة خالد زيادة