قال السفير يون يو تشول، سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، إن بلاده تقدر مصر تقديرا كبيرا ورحبت بالدخول في شراكة استراتيجية تعاونية شاملة، عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سول عاصمة الكوريين الجنوبيين، وعقده لقاء قمة تاريخي مع نظيره مون جيه-إن، مؤكدًا أن ذلك ليس فقط من أجل مجدها التاريخي وحضارة الأهرامات وأبو الهول، ولكن أيضا للدور الهام الذي تلعبه مصر في السلم والأمن الإقليميين ولمجتمعها المثالي المنفتح وللتسامح والتنوع الذي تحظى به. وأضاف يون يو تشول، في تصريحات خاصة ل "بوابة الأهرام" على هامش احتفالية السفارة أمس باليوم الوطني لكوريا الجنوبية، أن بلاده تتعاون مع مصر في توفير اعتمادات مالية لخط مترو الأنفاق الخامس، مشيرًا إلى أن السوق المصرية يعمل بها حوالي 40 شركة كورية، منها مصانع سامسونج التي تبلغ قيمة صادراتها 500 مليون دولار سنويًا، وإل جي 200 مليون دولار سنويًا، من خلال منتجات تحمل شعار "صنع فى مصر"، فضلا عن مصنع الشركة المصرية لتكرير البترول ERC في مسطرد، الذى تبنيه شركة جي آس الكورية والذى سيوفر 50٪ من استهلاك وقود الديزل في مصر. وأكد أن اللقاء الذي جمع رئيس بلاده مون جيه-إن، بالرئيس السيسي الأسبوع الماضي، في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، تناول بحث سبل تعميق وتطوير الشراكة بين البلدين، وأبرز الأهمية التي يوليها كلاهما لعلاقاتهما ولشعوبهما وللعالم. وأعرب عن فخره بأن بلاده تمتلك تاريخًا يرجع لآلاف السنين، مؤكدًا أن ذلك التاريخ لا يمكنه منافسة تاريخ مصر، حيث إنه عندما بدأت الممالك الأولى في شبه الجزيرة الكورية، في عام 2333 قبل الميلاد، كان عمر أهرامات الجيزة أكثر من 200 سنة، مضيفًا أن المواطنين في بلاده يتذكرون دائمًا فلسفة مؤسس الدولة هونغ إيك إنجان، وهي "نشر الفائدة للبشرية جمعاء". ولفت إلى أن بلاده تتشارك مع مصر في نفس مصير الجمهوريات الشابة ذات الحضارات العريقة، تلك الجمهوريات التي انطلقت مسيرتها نحو حياة أفضل لشعوبها برؤية جديدة وعزم، مؤكدًا أن الدولتين تربطهم صداقة وطيدة منذ فترة زمنية طويلة وذلك على الرغم من أن علاقتهما الرسمية بدأت متأخرة في عام 1995. وأعرب سفير كوريا الجنوبية، عن ارتياحه لتبدد الخوف من نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية، بين دولتي الشمال والجنوب العام الماضي، من خلال خطوات بدأها الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، بدعوة كوريا الشمالية للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها سول في وقت مبكر من هذا العام، مشيرًا إلى أنه كانت مفاجأة كبيرة عندما استحسنت الجارة الشمالية هذا العرض واستجابت له. وتابع السفير قائلا: "ونحن جميعًا نتذكر السرعة المذهلة التي تبادلت بها الكوريتان مبعوثيهما، حيث عقدتا 3 اجتماعات قمة في غضون 5 أشهر، في حين عقد قادة الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية أول قمة لهم على الإطلاق في يونيو في سنغافورة". وأضاف أن إعلان بيونج يانج التاريخي، سيعجل بالحد من التوترات العسكرية، ومن الاستعدادات للتعاون الاقتصادي، وإعادة توحيد الأسر المنفصلة، والتبادل الثقافي، ونزع السلاح النووي، وأن ذلك نتاج القمة الأخيرة بين الكوريتين، مشيرًا إلى أنه لا تزال هناك عقبات يجب التغلب عليها، لكن الرحلة ستستمر من أجل السلام في شبه الجزيرة الكورية بصبر وعزيمة، وأيضاً بدعم وتفاهم أصدقاء كوريا الجنوبية المقربين في المجتمع الدولي مثل مصر. . . . . .