قال سفير كوريا الجنوبيةبالقاهرة " يون يو شيول"، إن بلاده تدعم الإصلاحات الاقتصادية فى مصر من خلال برنامج تبادل المعرفة المحدد الأهداف الخاص بها مع أهداف محددة، كذلك التعاون فى المجال المالى مثل اتفاقنا لتوفير قطارات لخط المترو الخامس.وقال أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تقدما كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية..جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقامها بمناسبة اليوم الوطني.بحضور د. محمد معيط، وزيرة المالية وأسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والأثار بمجلس النواب،وحشد من اعضاء السلك الدبلوماسي، المصري عي راسهم مساعد وزير الخارجية للشئون الاسيوية السفير خالد ثروت وكذا عدد كبير من السفراء الاجانب وقال فى البداية اود ان اعرب عن شكرى لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى تفضل بإرسال رسالة تهنئة بمناسبة اليوم الوطنى لكوريا الرئيس مون جيه-إن و الحكومة والشعب الكورى، وذلك عن طريق مندوبه الأمين أحمد إيهاب. أن هذه اللافتة الطيبة خير دليل على صداقتنا المتينة وستكون محل تقديرا كبيرا منا جميعًا. خلال الأشهر الثمانية الماضية منذ وصولي إلى القاهرة، حضرت العديد من الإحتفالات باليوم الوطني التي عادة تكون بمناسبة يوم الاستقلال أو تاريخ إنشاء الجمهورية الجديدة. بالنسبة لكوريا ، تلك الأيام هي نفسها 15 أغسطس 1945 و 1948 ، على التوالي. إن تاريخ احتفال كوريا بالثالث من أكتوبر يعقد الأمور بالنسبة لأصدقائنا الألمان الذين يحتفلون بنفس التاريخ منذ عام 1989 ، وهم الآن يرغبون بصدق في إعادة توحيد كوريا حتى يكون للكوريين تاريخا اخر للأحتفال ويتركون الثالث من أكتوبر لهم. إذن ، ما الذي يحتفل به الكوريون يومهم الوطني؟ وأضاف قوله : يطلق على الثالث من أكتوبر في كوريا "جيه تشيون ايل" Gae Cheon Jeol' ويعني حرفياً "يوم فتح السماء". لكل دولة أسطورة عن أصلها. واسطورتنا تقول أن ابن الإمبراطور السماوي نزل على الأرض ، في شبه الجزيرة الكورية، وأنشأ ابنه أول مملكة للشعب الكوري في 2333 قبل الميلاد. ربما لا نريد أن نعترف لأنفسنا بأن كوريا واحدة من العديد من الجمهوريات الجديدة التى نِشأت بعد الحرب العالمية الثانية، ربما نريد ان نفتخر بأن لدينا تاريخا يرجع لآلاف السنين. لكن أعتقد أننا نحتفل بيوم التأسيس لنذكر أنفسنا بفلسفة المؤسس: "هونغ إيك إنجان"، وهى نشر الفائدة للبشرية جمعاء. أعتقد أننا جميعاً نشارك في الاعتقاد النبيل بأن الدولة ومؤسساتها تعني جميعها بأن تفيد البشر. أعتقد أننا جميعاً نتشارك فى نفس الفكرة وهى أن الدولة وجميع مؤسساتها معنية بتعميم الفائدة على البشرية. وبهذه الروح ، أعتقد أنه يمكننا الاحتفال باليوم الوطني الكوري مع أصدقائنا من مصر ، دولتنا المضيفة ، وأولئك الذين يمثلون بلدان أخرى فى العالم. وقال بالطبع ، عندما يتعلق الأمر بالتاريخ القديم أو الممالك القديمة، لا يمكننا التنافس مع المصريين. فليس لدينا الأهرامات أو أبو الهول لتحاكى قصة مملكتنا الأولى التي دونتها السلالات اللاحقه فى كوريا. حتى انه فى عام 2333 قبل الميلاد ، كان عمر أهرامات الجيزة أكثر من 200 سنة! ومن ناحية أخرى ، تتشارك كوريا ومصر نفس مصير الجمهوريات الشابة وإلقاء الظلال على الممالك القديمة وبداية رحلة جعل حياة الناس أفضل مع رؤية جديدة وبتصميم. وواصل قوله وعلى ذلك، فإن دولتى كوريا ومصرتربطهم صداقة وطيدة منذ زمنا طويلان وذلك على الرغم من أن علاقتنا الرسمية بدأت متأخرة في عام 1995. في مؤتمرى الصحفي الأول الذي اقمته بعد وصولي مباشرة إلى القاهرة، أعلنت أن كوريا تقدر مصر تقديرا كبيرا، ليس فقط من أجل مجدها التاريخى وحضارة الأهرامات وأبو الهول ولكن أيضا للدور الهام الذي تلعبه مصر فى السلم والأمن الإقليميين ولمجتمعها المثالي المنفتح وللتسامح والتنوع. خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس السيسى إلى كوريا في مارس 2016 ، ومنذ تبنى الشراكة التعاونية الشاملة، شهدت علاقاتنا الثنائية تطورا سريعا. وعلى مستوى الدبلومسية الدولية، تعتبر الدولتين شركاءا مقربين. أن كوريا تدعم الإصلاحات الاقتصادية في مصر من خلال برنامج تبادل المعرفة الخاص بها مع أهداف محددة وكذلك التعاون فى المجال المالي مثل اتفاقنا لتوفير قطارات لخط المتر الخامس. وحاليا يعمل فى مصر حوالي 40 شركة كورية، منها مصانع سامسونغ و إل جي واللتان تبلغ قيمة صادرتهما من منتجات تحمل شعار " صنع فى مصر" 500 مليون دولار و 200 مليون دولار على التوالى. و هناك مصنع ERC، تحت الأنشاء، التابع لشركة جى أس الهندسية في مسطرد والذى سيوفر 50 ٪ من استهلاك وقود الديزل فى مصر. وهناك أيضا التبادل الثقافي النابض بالحياة، والذى يستمتع فيه العديد من الشباب المصري بأغاني ورقصات K Pop، وكذلك الدراما الكورية التى تعرض فى التليفزيون المصرى. وهناكح العديد من المصريين الذين يتعلمون اللغة الكورية. كما ان هناك 35000 مصري يمارسون رياضة التايكوندو، الرياضة الكورية الوطنية. والقائمة تطول وتطول. وفى نفس الوقت، أود أن أوجز ما يحدث في شبه الجزيرة الكورية. كما تعلمون جميعا ، كانت اجواء الخوف من نشوب حرب تخيم على شبه الجزيرة الكورية في العام الماضي، فوجه رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن دعوة كريمة واستراتيجية إلى كوريا الشمالية للمشاركة فى الألعاب الأولمبية الشتوية التي أستضافتها كوريا الجنوبية في وقت مبكر من هذا العام. وكانت مفأجاة كبيرة عندما استجابت كوريا الشمالية باستحسان لهذا العرض، ونحن جميعًا نتذكر السرعة المذهلة التي تبادلت بها الكوريتان مبعوثيهما حيث عقدتا 3 اجتماعات قمة في غضون 5 أشهر، في حين عقد قادة الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية أول قمة لهم على الأطلاق في يونيو في سنغافورة. وتبنت القمة الأخيرة بين الكوريتين إعلان بيونج يانج التاريخي الذي سيعجل من الحد من التوترات العسكرية، ومن الإستعدادات للتعاون الاقتصادي، وإعادة توحيد الأسر المنفصلة ، والتبادل الثقافي ، ونزع السلاح النووي. بالطبع ، لا تزال هناك عقبات يجب التغلب عليها، لكننا سنستمر في رحلتنا من أجل السلام في شبه الجزيرة الكورية بصبر وعزيمة ، وأيضاً بدعم وتفاهم أصدقائنا المقربين في المجتمع الدولي مثل مصر. ودعونى اردد بعد الكلمات باللغة الكورية لمواطنى كوريا أعضاء الجالية الكورية الأعزاء، مازالت ذكرياتنا سويا فى احتفال عيد الحصاد منذ اسبوعين مضوا عالقة فى اذهانننا، ولكن اليوم تغمرنى عاطفة الأحتفال مع الشعب المصرى والدبلوماسيين المتواجدين فى مصر للاحتفال باليوم الوطني. وقال بالرغم من البعد عن بلدنا الحبيبة، أنا فخور بحفاظكم على الهوية والروح الكورية واظهاركم مقدرة الكوريين. وبمناسبة اليوم الوطنى اود ان اعبر عن رغبتى فى تعميق الصداقة بين مصر وكوريا مستحضرا فلسفة "هونغ إيك إنجان". كما اتمنى لكم التقدم فى أعمالك.وفى الأسبوع الماضى، تقابل الرئيس السيسى مع الرئيس مون فى نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامه للأمم المتحدة لبحث سبل تعميق وتطوير الشراكة بيننا. أتصور، أن هذه المناسية أبرزت الأهميه التى نوليها لعلاقاتنا ولشعوبنا وللعالم.