وسط قسوة الحياة الزوجية، تاهت سيدة بين أرجاء نفق مظلم تدفع ضريبة موافقتها بالزواج من مدمن مخدرات، ظنًا منها أنه سيتغير بعد ذلك ومساعدته على الإقلاع عن تلك السموم، لكن دائمًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتكون نهاية مطاف الزوج داخل زنزانة، والزوجة تكتب اسمها وسط سجلات دعاوي الخلع بمحكمة الأسرة. "ياسمين".. فتاة عشرينية حظيت بقدر لا بأس به من جمال الشكل والروح، وأسرة طيبة السمعة ترعرعت في كنفهم، وكأي بنت وهبها الله بمميزات حسنة، توافد العديد على باب أبيها لخطبتها، لكن نصيبها أخذها إلى رجل يعمل كسائق لتاكسي يمتلكه رجل مُسن، وكان من متعاطي المواد المخدرة، وبالرغم من علم الفتاة بذلك، تغافلت عن تلك الكارثة وقررت الزواج منه وبدء معه حياة جديدة وتغييره ليكون إنسانا أفضل بعيدًا عن المخدرات، فلم تكن تعلم أن وهم حماسها سيهلك حياتها. تزوجت "ياسمين" في عمر ال 24، زوجها يكبرها بحوالي سنتين، غلب عليها الإصرار لجعل حياتهما مليئة بالبهجة وخالية من المشاكل، لكن سرعان ما تحطمت تلك الآمال عند يأسها من إقلاع زوجها عن المخدرات، بالرغم من محاولتها الكثيرة حول ذلك الأمر، ثم كان للقدر دوره حينما رزقهما الله بطفل، لم تفرح الزوجة بتلك المولود بقدر ما شعرت به من خوف على ابنها من أبيه المدمن، فلم تجد سوى الدعاء والتضرع إلى الله ملجًأ. ومع محاولات تعديل الزوجة لسلوك زوجها، لاحظت عدة مرات انحراف الزوج عن مواعيد عمله مما زاد شكها في تصرفاته، فخطر على بالها أن تتواصل مع ذلك الراجل صاحب التاكسي لتسأله عن مدى التزام زوجها بمواعيد عمله، وكانت الصدمة عندما أخبرها أن الزوج ترك العمل منذ شهور عديدة، انهارت الزوجة في البكاء وكثرت تساؤلاتها عن كذب زوجها عليها ومن أين يأتي بالمال الذي ينفقه على المنزل دون عمل. بدأت ياسمين تراقب زوجها وتراقب أفعاله بشكل مستمر، حتى اكتشفت تجارته للمخدرات، بجانب تخبئتها في المنزل باعتباره مكانا آمنا يتستر على إجرامه، فواجهته بما عرفته ولكنه حاول التهرب من تلك المواجهة، ولم يجد طريقًا سوى أن يخدعها بتوبته والبعد عن كل هذه الأفعال المشينة. وفي ليلة هادئة، دقت ساعة منتصف الليل ودق معها باب المنزل دقات عنيفة كادت أن تكسر الباب، انفزعت الزوجة مسرعة لتحتضن طفلها الذي بدأ في الصراخ من الخوف، وخرج الزوج لاكتشاف الأمر بالخارج، إذ فوجئ برجال المباحث في مهمة رسمية أقدموا على القبض عليه لاتهامه بالاتجار والتعاطي للمخدرات، فذهب معهم في الحال تاركًا مسئوليات الحياة الزوجية على عاتق زوجته، غير مدركة بما ستفعله بعد. فكرت "ياسمين" كثيرًا فلم تجد سوى أن توكل محاميًا للترافع عن زوجها، ولسوء الحظ ثبتت صحة التهم الموجهة للزوج وإدانته بها، فحُكم عليه بالسجن 6 سنوات، ودون تردد ذهبت للمحامي نفسه وطلبت منه رفع دعوى خلع على زوجها لتتخلص من حبال تلك الزيجة التي قيدتها لمدة عام كامل، وأهلكت حياتها وحياة طفلها.