صدرت اليوم في القاهرة، المجموعة القصصية الجديدة للروائي والقاص "حسن عبد الموجود"، تحت عنوان "حروب فاتنة"، عن دار الكتب خان. وقال حسن عبدالموجود: "منذ فترة تستولي القصة القصيرة عليَّ، أعتبر نفسي كاتب قصة في الأساس وحين أعود إليها كأنني أعود إلى بيتي، وهذه المجموعة محاولة جديدة لتلمس أرض جديدة في القصة، حاولت أن أبتعد قليلاً عن أجواء (السهو والخطأ) مجموعتي السابقة، والتي استولى على عالمها نوع من العبث الذي يحدث نتيجة لهواجس الأبطال، أما في هذه المجموعة فالعبث ناتج بوضوح من حوادث تجري حول الشخصيات، أردت هنا تأكيد أن العالم الواقعي مليء بالقصص العبثية، لا أنقل منه حرفيًا بالطبع لكنني أردت القول إنه قادر على إدهاشنا أكثر من أي شيء آخر". وأضاف صاحب "الحروب الفاتنة" في تصريحات خاصة ل "بوابة الأهرام": لا أنقل من الواقع، لكنني أستعير واقعة أو مشهدًا لبناء عالم كامل عليهما، وكنت مهمومًا قبل كل شيء بأن يكون العالم الذي أكتبه ممتعًا وجذابًا، وهذا ما قاله لي أصدقاء مقربون قرأوا مخطوطة المجموعة، أن هناك نوعًا من التشويق فى كل قصص المجموعة، وقد أضاف إليها، وأتمنى أن أستمع من آخرين إلى هذا الرأي أيضًا. ويظل حسن عبدالموجود في مجموعته القصصية الجديدة، مخلصًا للاتجاه الذي ظهر في بعض قصص مجموعته السابقة الصادرة أيضًا عن الكتب خان، بعنوان "السهو والخطأ"، مطمئنًا إلى قالب "القصة القصيرة" الطويلة، مقتنعًا بضرورة أن تحتوي القصة، قصة لا ملامح قصة، وشخصيات لا مجرد أسماء خالية من اللحم والدم، وأحداثًا لا تهويمات، تجهد ذهن القارئ بدون أن تقدم له مكافأة على عنائه. ويبدو أن لقصص "حروب فاتنة" أو لبعضها على الأقل مذاق الرواية أو ربما النوفيلا، في كل قصة، نحن بإزاء عالم مكتمل يمكن للقارئ تحديد زمانه، وتلمس جغرافيا أماكنه، ووضع يده على الأزمة أو الأزمات التي تواجه شخصياته، فيتسنى من خلال ذلك كله أن يقيم القارئ علاقة حقيقية مع النص تتجاوز الفرجة عليه من الخارج. من قصة تلقي الوحدة المصرية السورية ظلالاً عليها، إلى قصة خلفيتها ما جرى للحزب الشيوعي، ومن قصة ساحتها وحدة عسكرية، إلى أخرى تطل شخصياتها على سجن طرة، ومن قصة يتحتم على شخصياتها الصعود إلى قرية معلقة على أحد جبال اليمن، إلى قصة تتيه شخصياتها في شوارع مسقط. يبحث عبد الموجود عبر عشر قصص طويلة هي قوام مجموعته الجديدة عن عناصر وشروط لعبة قصصية متقنة يورط من خلالها شخصياته وقراءه بالتأكيد في عوالم توشك أن تطابق عالمنا الواقعي، لولا انحرافة بسيطة هنا أو هناك، تبتعد بنا عن ألفة الواقع بقدر ما تتيح لنا المسافة الكافية لتأمله ورصد أفعاله في أرواحنا. لا يتحرج حسن عبد الموجود، بعد سنوات ساد فيها النفور من القضايا الكبرى، من طرح أسئلة كبرى حول الغواية والعزلة والسلطة والحب والخوف. ولا ينفصل عن تيمة من تيماته الأساسية في كل ما كتب من قبل في قصصه ورواياته: تيمة الإنسان المفعول به، الألعوبة في يدة قوة قد تكون مختفية في مكر، أو ظاهرة في وقاحة، لكنها دائمًا قوة غاشمة لا يبدو أن ثمة مهربًا منها. ومن المقرر أن تعقد مكتبة "الكتب خان"، ندوة لمناقشة وتوقيع "حروب فاتنة"، بحضور الكاتبة مي التلمساني التي ستناقش المجموعة مع المؤلف، في تمام السابعة مساء يوم الثلاثاء المقبل 14 أغسطس. يذكر أن حسن عبدالموجود، روائي وقاص، صدرت له قبل "حروب فاتنة" مجموعتان قصصيتان، هما "السهو والخطأ" و"ساق وحيدة"، بالإضافة إلى روايتى "ناصية باتا"، و"عين القط" التى حصدت جائزة ساويرس الثقافية فى عام 2005م، وتمت ترجمتها إلى اللغة الألمانية. . .