فُقد مخطوط "المختصر في علم التاريخ" للكافيجي في السبعينيات، والكافيجي هو علامة كبير وقد اعتبره السخاوي علامة الدهر وأوحد العصر وفخر هذا الوقت والزمان، كما اعتبره السيوطي إمامًا كبيرًا في المعقولات كلها، وتنبع أهمية المخطوط من تفرده من قيمة تراثية وعلمية كبيرة، حيث يعد أكبر رسالة إسلامية معروفة عن نظريات التاريخ. بدأت رحلة استعادة المخطوط في شهر إبريل الماضي عندما أعلنت صالة "بونهامس" للمزادات في لندن عن بيع مخطوط بعنوان "المختصر في علم التاريخ"، وعلى الفور ناشدت عدة جهات من بينها اتحاد الأثريين العرب، في بيان نشرته الصحف المختلفة، يوم الأربعاء الموافق 25 إبريل 2018، الجهات المعنية بوقف بيع المخطوط لأهميته التاريخية من جهة ولحق مصر الأصيل في ملكية هذا المخطوط من جهة أخرى، وفي اليوم التالي نجحت دار الكتب في إيقاف البيع بعد أن أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك ملكيتها لهذا المخطوط مدعمة ذلك بكل الوثائق التي قطعت الشك باليقين. وكان من الممكن أن ينتهي الأمر بإيقاف البيع ولكن دار الكتب اختارت الطريق الصعب وواصلت الجهد في سبيل استعادة المخطوط مرة أخرى، وبدأت رحلة المفاوضات التي تمت على مرحلتين: تمثلت المرحلة الأولى في التفاوض مع مسئولي صالة البيع حيث تم تسليمهم نسخًا مصورة من فهرس دار الكتب المصرية المثبت به عنوان ورقم المخطوط، والمحضر الذي تم تحريره لدى الشرطة بمعرفة دار الكتب بالإضافة إلى شهادة من دار الكتب المصرية بأنها لم تتخل عن ملكية المخطوط سواء بالبيع أو بغيره. ومن هنا قررت صالة المزادات إحالة الأمر إلى حائز المخطوط فبدأت المرحلة الثانية من التفاوض لإعادة المخطوط إلى مصر والتي انتهت بموافقة حائز المخطوط على إعادته لدار الكتب. وبعد النجاح في إيقاف البيع، رفع الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، تقريرًا وافيًا بما حدث إلى الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، والتي فوضت الدكتور عزمي بالسفر بنفسه إلى لندن ليكلل جهوده بإعادة المخطوط إلى مصر. وبالفعل تسلم الدكتور هشام عزمي المخطوط يوم الجمعة الموافق الثالث عشر من شهر يوليو 2018، وفور عودته إلى مصر توجه إلى مكتب الدكتورة إيناس عبدالدايم وبحوزته المخطوط المسترد في انتصار جديد يحققه المصريون في معركة استعادة مقتنيات مصر.