أكد عدد من الناشرين، أن الكتاب المصري وصناعة النشر تمر بمرحلة متعسرة، وأن الاحتفال بيوم الكتاب العالمي مناسبة يجب أن تذكر بالظواهر التي تعوق مهنة النشر وتقف أمام انتشار الكتاب المصري. وقال الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن الكتاب ومهنة النشر يتعرضان لأخطار جسيمة وذلك لأسباب عديدة، منها ظاهرة التزوير والاعتداء علي الملكية الفكرية والقرصنة الورقية والإلكترونية، وانخفاظ نسبة القراءة عند المواطنين، وأوضح أن هناك أكثر من عشرين رقيبًا في الوطن العربي علي الكتاب مما أدى إلي تراجع كبير في طبع ونشر الكتاب بحيث وصل عدد النسخ إلي 1000 نسخة وأحيانا 500 نسخة، هذا بجانب ضعف الميزانيات الشرائية عند المؤسسات والهيئات والجامعات. وأضاف رشاد أن هناك أيضا تراجعًا في نسب التوزيع بالعالم العربي، ونبحث الآن عن منافذ جديدة للتوزيع من معارض داخلية وخارجية، كما نصب اهتمامنا علي التصدي للتزوير وانتهاك حقوق الملكية. وأوضحت الناشرة فاطمة البودي أنها ستحضر الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في فلوريدا بأهم المكتبات الأمريكية والتي توضح الفارق الكبير بين الكتاب المصري والكتب في الدول الأخرى. وقالت البودي إنها تصبح في منتهي الحزن والأسي عندما تنشر كتابًا ولا تستطيع أن توزعه في باقي الدول العربية في نفس الأسبوع الذي نشر فيه، لأن من أكبر المشاكل التي تواجه الكتاب هي الشحن، لذلك يتجه كثير من الناشرين للطباعة في بيروت كي يستطيع أن يصدره ويوزعه بعيدًا عن التعقيدات التي يواجهها هنا، لذا أهيب برئيس اتحاد الناشرين أن يجد حلًا مع الاتحاد في هذه التعقيدات. وأضافت "الوضع غير مستقر فنسب النشر تقل كل عام عن العام السابق له كما أن الناس متخبطة، والثقافة تتراجع والجهل يتزايد خاصة بعد خروج في ظل وجود بعض التيارات بعد الثورة ضد حرية الفكر والتنوير، ومهمتنا كناشرين أن نستمر في خطنا التنويري والتأكيد علي حرية الإبداع. وقال الناشر محمد هاشم، إن أي قرار سياسي أو اقتصادي يؤثر علي الكتاب، لأن الناس لا يمكن أن تستغني عن الأكل أو الشرب وغيرها من الأساسيات حتي إن ضاق بها الحال لكن يمكن أن تستغني عن الكتاب. وكشف هاشم عن أن سوق الكتاب تأثر بسبب الأحداث السريعة التي تمر بها مصر والمنطقة العربية، لكننا متفائلون لأن الثورة ستغير كثيرًا من الأوضاع عندما تكتمل وتتحقق أهدافها وأهمها إشاعة مناخ الحرية، بطريقة تنعش سوق الكتاب، مع رفع الحالة المعيشية للمواطنين. ومن جهته شدد الناشر محمد البعلي، على أن الكتاب والنشر يمكن رصدهما من أكثر من جانب، الأول هو العملية الإبداعية وهذه لا يوجد بها مشاكل فالمؤلفون والمبدعون مستمرون في عملية الإنتاج، كما أن القيود السياسية حول الإنتاج الفكري أصبحت غير موجودة، كما أن التيارات الدينية لا تنتبه للإبداع في تلك اللحظة لأنها مشغولة بمعاركها السياسية. لكن على جانب النشر فالواضح أن الجهات الحكومية تعوض التراجع النسبي لدور النشر الخاصة بطباعة أعمال جديدة وإعادة طبع أعمال سابقة، لكن النشر الخاص تأخر بسبب التراجع النسبي للقاعدة الشرائية. وعبر البعلي عن أمنياته في أن تتمكن مصر من تجاوز هذه المرحلة حتى لا تؤثرعلي دور النشر الصغيرة بالذات، كما أن دور النشر الكبرى تواجهها مشكلة أخرى هي تزوير الكتب وقرصنتها.