هل خططت للمكان الذي ستذهب إليه بعد أن تموت؟! بمعنى آخر هل تعرف أين ستكون عندما تنتهي حياتك الدنيا؟! أيًا كانت أعمالك وحسناتك وسيئاتك، وبعيدًا عن الثواب والعقاب، تلك مرحلة من الغيب، ستذهب يمينًا أو يسارًا، ستنتظر طويلاً أم فترة قصيرة فى مرحلة ضبابية .. أيًا كان.. أين ستذهب؟ فالأكيد أنك لن تعود بعد الدفن والعزاء إلى بيتك مرة أخرى. بمعنى آخر لا تحمل همًا للموت فعندما يأتي لن تكون هنا، ما يجب أن يشغل بالك هو المتبقي من حياتك، وإنه أيضًا غير معلوم لكن يمكنك الاحتفاظ دائمًا بالأمل أنك ستعيش سنوات طويلة مديدة، وما عليك إلا أن تجعلها سعيدة مبهجة ومريحة. كلنا يعلم أن الفرح لا يدوم، وكذلك الحزن؛ لكنه يختفي أسرع مع الوقت (ماعدا الكوارث طبعًا كفقدان عزيز مثلاً)، وربما ذلك هو السبب وراء اشتياقنا لأيام الماضي دومًا، لأننا ننسى الزعل مع الوقت، ونكاد أحيانًا نتعجب لماذا غضبنا من شخص أو على أمر ما.. لذا فإن كل يوم نعيشه الآن سيكون مع الوقت ذكرى كلما كانت جميلة كان الحنين إليها أحلى، فلتزينها قدر المستطاع، فالأمر دائمًا بيدك. لا أنصحك بشيء من الخيال، وليس لدى وصفة سحرية، لأن كلًا منا يعلم ما يسعده ويريحه ويختلف فيه عن الآخرين، لكن يمكنك وضع أسس عامة، أولها ألا تقاوم الحزن في وقته أو حتى القلق، مارس طقوسه للحظات، أو دقائق أو حتى ساعات، ثم انفض أنقاضه واغسل وجهك وروحك، وابدأ في التفكير بذهن صافٍ، أولاً في حل للمشكلة إن وجدت، وفى حالة عدمها فكر في أسلوب محبب إلى قلبك للنسيان وللترفيه، سواء بسفر أو مقابلة صديق أو قراءة كتاب وسماع موسيقى. أيًا كانت وسيلتك، ركز على الإيجابيات الكثيرة ولا تعطيها ظهرك لتنظر من خرم إبرة على حياتك؛ لأنك ببساطة ستضيعها، ولن تدرك قيمتها إلا بعد مرور سنوات أخرى قيمة لن تعود.