انتشر مرض السعار في القاهرة عام 1925م، بسبب ازدياد وانتشار الكلاب في الشوارع، وقيام الأهالي بتربية أكثر من كلب في منازلهم، ما أدى لوقوع الكثير من الحوادث التي أجبرت الحكومة آنذاك، على إصدار قانون عاجل تم نشره في الجريدة الرسمية للدولة بفرض غرامة على كل شخص لا يقوم بالإبلاغ عن الكلب الخاص الذي يقوم بتربيته. كان الرأى العام في مصر انشغل منذ عدة أيام، بحوادث الكلاب في شوارع القاهرة بعد نشر فيديوهات على صفحات التواصل الاجتماعي، وقيام مجموعة من الشباب بترهيب مواطنين بالكلاب، فيما قامت الشرطة المصرية بضبط عدة وقائع وتحويل الأشخاص المتورطين للنيابة. ويؤكد المؤرخون، أنه في عام 1889م، أي منذ 128 سنة، بدأ الاهتمام بالأمراض التي تنقلها الكلاب ومنها مرض السعار، حيث شهدت مستشفى طنطا بالغربية أول حالة مكلوب لشاب تم وضعه في المستشفى، كما يؤكد المؤرخون أن في نهايات القرن التاسع عشر ظهر الاهتمام بضحايا الكلاب في دول العالم وخاصة فرنسا وروسيا، في ذات الوقت بدأ الاهتمام بالأبحاث العلمية للشفاء من السعار في كافة أنحاء العالم. وتنشر "بوابة الأهرام" وثيقة القرار النادر الذي صدر بعد لائحة الكلب التي أقرها الخديو عباس حلمي الثاني عام 1905م بسنوات عديدة، وهي اللائحة التي نصت علي 10 بنود منها: فرض كمامة علي كل كلب، مع إلزام الشرطة بضبط الكلاب الضالة وقتلها، وقيام صاحب الكلب بدفع مؤونة للطب البيطري بعد تسجيل الكلب الذي يخصه، وذلك بعد الواقعة الشهيرة بقيام الكلاب بعقر طلاب المدارس في عهد الخديو عباس حلمي الثاني. وتظهر الوثيقة النادرة المحررة في عام 1925م، أن لائحة الكلب تم إصدارها في عام 1925م، وهي تخص محافظة القاهرة وحدها التي كان يطلق عليها محافظة مصر آنذاك، وذلك بعد ازدياد مرض السعار لدي المواطنين نتيجة الكلاب الضالة وانتشارها في القاهرة. ويقول عاطف أحمد طبيب بيطري بمحافظة قنا ل"بوابة الأهرام"، إن الطريقة التي كانت متبعة قديما في كل مصاب بداء الكلب، هو حبس المصاب في غرفة مظلمة وعدم تعرضه لأشعة الشمس حتي يموت، مضيفاً أن هذه الطريقة كانت قبل قيام مصر بجلب عقار باستور الشهير للتداوي من داء الكلب. تقول الوثيقة المكونة من 3 بنود، إنه بعد الاطلاع على المرسوم بالقانون الصادر بتاريخ 11 مارس سنة 1925 الخاص باتخاذ احتياطات ضد داء الكلب ونظرا لازدياد عدد الإصابات المشتبه فيها بالكلب بمدينة القاهرة قرر ماهو آت: تسري أحكام المرسوم بالقانون المشار إليه، الصادر بتاريخ 11 مارس على حدود محافظة مصر (القاهرة) فقط. وألزمت المادة الثانية، أنه يجب علي كل شخص حيازته كلب أو أكثر مهما كانت صفته هذه الحيازة، أن يبلغ عنها قسم الطب البيطري بوزارة الزراعة في ظرف 15 يوما من تاريخ نشر هذا القرار في الجريدة الرسمية، ويحصل كل كلب يبلغ عنه مبلغ 50 قرشا أميريا يخصص لسد نفقات التسجيل وثمن اللوحة أي أن يقوم بدفع مبلغ 50 قرشاً للطب البيطري كي يقوم بأخذ قسيمة التسجيل. ويوضح عاطف أحمد الطبيب البيطري بقنا، أن علاج داء السعار تطور في العصر الحالي بعد أن انكب العلماء لتطوير أدوية باستور، لافتًا إلى أن داء السعار ليس منه شفاء ما لم يتم إنقاذ المصاب وخضوعه لفترة علاج كافية، مضيفاً أن الطب البيطري يقوم بقتل الكلاب الضالة أو تطعيمها بالسم للحد من إصابتها للمواطنين بداء السعار، لافتًا إلى أن مرض السعار في الكلاب نوعان الأول هو الكلب الهادئ الذي لا يشعرك بأنه مسعور، ولا ينبح ويقوم بمفاجئتك، ونوع ثاني هو الكلب الشرس الذي يكون دائم النباح ويقوم بنثر اللعاب من فمه. أما البند الثالث والأخير من الوثيقة الصادرة عام 1925م فقد أوضحت بصيغة جازمة بأن كل من يخالف هذا القرار، يعاقب بغرامة لا تتجاوز جنيها واحدا ويسري هذا القرار من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية، تحريرا في القاهرة 21 مايو 1925م. وثيقة غرامة تربية الكلاب وعدم الابلاغ عنها في القاهرة عام 1925م وثيقة غرامة تربية الكلاب وعدم الابلاغ عنها في القاهرة عام 1925م وثيقة غرامة تربية الكلاب وعدم الابلاغ عنها في القاهرة عام 1925م