أوشك كأس العالم المقام على الأراضي الروسية على الانتهاء، ولم يمر هذا الحدث إلا وامتزجت معه الأحداث السياسية، ووضعت لمستها على هذا الحدث الرياضي المهم، وفيما يلي نستعرض أهم هذه الأحداث السياسية التي ارتبطت بمونديال روسيا2018. استغلال روسيا للمونديال: استغلت روسيا المونديال كنوع من أنواع القوى الناعمة، حيث أن روسيا دعت السياسيين من الدول المشاركة في البطولة لحضور المباريات، وكان من أبرز هؤلاء الحضور، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي حضر مباراة الافتتاح بين روسيا والسعودية. ومن أبرز السياسيين الذين حضروا مباريات بلادهم، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة كرواتيا غرابار كيتاروفيتش، وغيرهم من القادة. كما أن روسيا دعت نجوم الكرة السابقين، لحضور المباريات من المدرجات وكان من أبرز هؤلاء الحاضرين الأسطورة دييجو أرماندو ماردونا، والأورجواني دييجو فورلان، والدنماركي بيتر شمايكل، وغيرهم من أساطير اللعبة. مقاطعة إنجلترا للمونديال: التجاذب السياسي والعداء التاريخي بين روسياوإنجلترا، انتقل إلى الرياضة مع إعلان الحكومة الإنجليزية في مارس الماضي، أنها لن تشارك بأي ممثلين رسميين لها، ولن ترسل حكام إلى روسيا أثناء كأس العالم. جاء ذلك على خلفية تسمم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته في لندن، ووجهت إنجلترا أصابع الاتهام مباشرة إلى الحكومة الروسية، والتي نفت ذلك بدورها، وتبادلت الدول الغربية مع روسيا عملية طرد دبلوماسيين على نطاق واسع. حلف الناتو والمونديال: شغف السياسيين بالمونديال ظهر واضحا في قمة حلف الناتو قبل أيام، حيث أظهر فيديو متداول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتابعون اللحظات الأخيرة من مباراة إنجلتراوكرواتيا في نصف نهائي المونديال، وظهر انفعال ماي بعدها عقب خسارة منتخب بلادها. وكما لم يترك الحلف، هذه المناسبة تمر دون استغلالها، حيث إنه عقب انتهاء منافسات دور ال8 من البطولة، ووصول منتخبات إنجلتراوبلجيكاوكرواتياوفرنسا وجميعها دولا أعضاء في الحلف، غرد الحلف على موقعه الرسمي، على تويتر قائلا: "المنتخبات الأربعة في كأس العالم هي من دول الناتو، حظا سعيدا لجميع المنتخبات". كما ذكر الحلف فيما سبق، أن 10 دول من الدول الأعضاء فيه تأهلوا لهذه النسخة من البطولة وهذه الدول هي إنجلترا، فرنسا، أسبانيا، البرتغال، بلجيكا، كرواتيا، بولندا، آيسلندا، الدنمارك وألمانيا. صرخة فيدا: النزاع بين روسياوأوكرانيا، ألقى بظلاله أيضا على المونديال، فعقب فوز كرواتيا على منتخب روسيا صاحب الأرض والجمهور، ظهر مساعد مدرب كرواتيا أوغن فوكويفيتش، مع مدافع المنتخب دوماغي فيدا في فيديو أهديا فيه النصر على روسيا إلى أوكرانيا. وأصدر الاتحاد الكرواتي بعدها بيانا قال فيه، إن تعليقات فيدا في الفيديو لم يكن هدفها سياسيًا، وكانت متعلقة بناديه السابق دينامو كييف. واعتذر المدافع الكرواتي فيما بعد عن تصريحاته، تجاه روسيا، وقال إنه لم يكن يقصد منها الإساءة إلى روسيا. شاكيري ونسر ألبانيا: العداء الصربي الألباني كان حاضرا أيضا في المونديال، حيث ظهر ذلك أثناء مباراة صربيا وسويسرا في دور المجموعات والتي تغلب فيها منتخب سويسرا بهدفين مقابل هدف. وسجل أهداف سويسرا جرانيت تشاكا وشيردان شاكيري، واللاعبان من أصول ألبانية، حيث تم تهجير أسرهما، وأصبحوا لاجئين في سويسرا إلى أن تحصلوا على الجنسية السويسرية، وعقب إحرازهما الأهداف أشارا بالنسر الذي يمثل القومية الألبانية، مما أثار ضجة كبيرة حول هذه الإشارات. مسعود أوزيل وأردوغان: أثار الدولي الألماني مسعود أوزيل الرأي العام الألماني ضده، عقب انتشار صورة له، وهو يهدي قميصه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتصريحات للاعب ذو الأصول التركية، والتي يظهر فيها حنينه إلى موطنه الأصلي تركيا. ورغم أن زميل أوزيل في المنتخب جاندوجان قام بنفس الفعل، إلا أن أوزيل كان الأكثر تعرضا للانتقادات الصحفية بسبب تصريحاته، وكانت الصحف الألمانية تطالب باستبعاده من المونديال قبل بدئه، وربما أثر ذلك على الحالة النفسية للاعب أثناء المونديال وظهوره بمستوى فني متراجع، إلى أن خرج منتخب ألمانيا من الدور الأول لأول مرة في تاريخه. أزمة المهاجرين في المونديال: من أهم القضايا التي أثارها المونديال قضية المهاجرين المجنسين، حيث يوجد منتخبات بها عدد كبير من اللاعبين، الذين هاجرت عائلاتهم لتلك الدول. ولعل أبرز تلك المنتخبات منتخب فرنسا، بلجيكا، إنجلترا، سويسرا، وتضم هذه المنتخبات عددا كبيرا من اللاعبين المهاجرين. ومن أبرز هؤلاء اللاعبين، مهاجم منتخب بلجيكا صاحب الأصول الكونغولية، والذي يوجد تصريح منسوب له يقول فيه "عندما تسير الأمور جيدا، يقولون لوكاكو مهاجم منتخب بلجيكا، وعندما لا تسير بشكل جيد يقولون لوكاكو مهاجم بلجيكا، صاحب الأصول الكونغولية". مباراة الافتتاح بين روسيا والسعودية مباراة الافتتاح بين روسيا والسعودية إيمانويل ماكرون