أطفئت الأنوار، وأغلقت الأبواب، حزنًا على رحيل فاتنة الشاشة المصرية، وحبيبة العندليب عبدالحليم حافظ....هنا، ومن أمام منزل الرقيقة "آمال فريد"، لم يبق بهذا المنزل سوى جدران مظلمة، تشيع بالحزن على فراق صاحبته، والذي كان شاهدًا على حياتها به منذ أكثر من أربعين عامًا، هنا ومن شارع إسماعيل مراد بالزمالك، عاشت حياتها ليصبح منزلها آخر ما تبقى لها بعد تمردها على الزواج منذ وفاة زوجها، سنوات عديدة مرت ليصبح هذا المنزل شاهدًا على أسرار حياتها، لكن كان" للقدر" رأي آخر، لتغادر منزلها منذ حوالي أربعة أشهر بعد إصابتها بكسر بمفصل الفخذ؛ تطلب إجراء عملية تغيير مفصل على الفور داخل مستشفى المعلمين؛ لتنتقل بعد ذلك للإقامة في دار مسنين، حيث تعرضت إلى أزمة صحية من جديد نقلت على إثرها إلى العناية المركزة أمس الأول، الأحد، لمستشفى شبرا العام، والتي توفيت بها صباح اليوم، الثلاثاء، في هدوء تام، كما اعتدنا منها. وكانت "آمال فريد"، قد قالت في إحدى تصريحاتها الأخيرة، إنها تريد أن تعيش في هدوء تام، بعيدًا عن الأضواء؛ حيث تعرضت منذ عام تقريبًا إلى شائعات نالت من سمعتها وشخصها؛ وذلك بعد نشر صور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد تدهور حالتها الصحية، وتعرضها للزهايمر، وأنها تسير في شوارع القاهرة في حالة مأساوية؛ مما أثر على حالتها النفسية، ولكنها استطاعت أن تنفي كل هذه الشائعات. أكد حسام محمد - حارس العقار المجاور لعقار الفنانة الراحلة آمال فريد - ل"بوابة الأهرام"، حُسن معاملتها لكل من يتعامل معها، ومحاولة مساعدتهم ماديًا بقدر الإمكان، مؤكدًا أنها كانت تقيم بمفردها، وكان يزورها من حين لآخر بعض أقاربها، وأنها آخر السكان المقيمين بالعقار المكون من ثلاثة طوابق؛ ولذلك قام أصحاب العقار بإغلاقه نظرًا لعدم وجود سكان به. وأوضح حارس العقار، أن الفنانة الراحلة "آمال فريد"، كانت تتميز بالرقة والهدوء، وعدم تكلفها أو تعاليها على الناس؛ حيث إنها فنانة كبيرة ومعروفة، بل كانت تعتاد الإفطار يوميًا بكافيه بالعقار الذي تقيم به منذ أربع سنوات، مشيرًا إلى أنه يعرفها منذ أكثر من عشر سنوات، لافتًا إلى أنها غادرت العقار منذ نحو أربعة أشهر، إلى أن علم صباح اليوم، الثلاثاء، بوفاتها.