علي الرغم من ارتفاع أسعار مختلف أنواع الأسماك المملحة بالأسواق بنسبة تجاوزت ال30% عن العام الماضي إلا أن المواطنين يصرون علي الاحتفال بأعياد شم النسيم والإقبال علي شراء الرنجة والفسيخ لتناول هذه الوجبة التي ينتظرها البعض من العام للأخر وقد واختلف التجار حول أسباب هذه الارتفاعات غير المسبوقة في الأسعار فقد أرجع البعض الي ارتفاع أسعار الدولار ونقص حجم الاستيراد بينما البعض الأخر استند الي انتشار مرض الحمي القلاعية. قال أحمد يحيي رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية للقاهرة, أن أسعار الأسماك المملحة ارتفعت هذا العام مع أعياد شم النسيم بنسبة تجاوزت ال30 % وذلك نظرا لارتفاع أسعار مختلف أنواع الأسماك بالتزامن مع انتشار مرض الحمى القلاعية وعزوف المواطنين عن شراء اللحوم واستبدالها بالأسماك كبروتين بديل هذا علي حد قوله وأشار يحيي, إلي أن أسعار الرنجة تتراوح ما بين 18 إلي 30 جنيها للكيلو الواحد مقابل 22 جنيها للكيلو العام الماضي, مشيرا الي أن أن أسعار الفسيخ تتراوح ما بين 40 و60 جنيها وهناك محال تبيع بأسعار مرتفعة عن هذه القيمة، موضحا أن كل فسخاني يضع لافتة بالأسعار ويلتزم بها وأن هذه الفترة خاصة قبل شم النسيم مباشرة ومع أول يوم يقبل المواطنون علي الشراء بشكل ملحوظ ويزداد الطلب علي الأسماك المملحة بجميع أنواعها. ونفي أحمد يحيي, ما تردد بعودة ارتفاع الأسعار إلي زيادة تكلفة النقل, مشيرا إلي ان زيادة التكلفة في النقل لا تتعدي ال10% وهذه النسبة ليست سبب وراء ارتفاع أسعار الأسماك المملحة الي أكثر من 30%, موضحا بان ارتفاع أسعار الدولار وانخفاض حجم الاستيراد من تلك الأنواع عامل كبير ورئيسي في ارتفاع الأسعار وتابع قائلا, الأسباب في ارتفاع الأسعار ليست واضحة حتي ألان, مشيرا إلي أن الأحداث السياسية في البلد تؤثر بشكل فعال علي حركة الأسواق وزيادة حدة الركود. بينما قال عمرو عصفور عضو شعبة البقالة بالغرفة التجارية بالقاهرة إلي أن أسعار الرنجة في محال البقالة تعتبر معقولة بالنسبة لباقي أنواع الأسماك المملحة فهناك زيادة ملحوظة في أسعار الفسيخ والسردين والتي يشعر بها جميع المستهلكين، مشيرا إلي أن أسعار الرنجة تختلف كثيرا عن العام الماضي فسعر الرنجة الكبيرة يتراوح مابين 28 الي35 جنيها للكيلو وذلك لأنها تكون ذات ملح خفيف وتأخذ وقتا طويلا في التصنيع، أما الرنجة الصغيرة فيتراوح سعرها مابين 22الي 28جنيها لأن تصنيعها لا يأخذ وقتا طويلا لاستخدام الملح بكثرة في تصنيعها، موضحا أن أسعار الأسماك المملحة بصفة عامة تتوقف علي جودتها. وقال طه زيدان, أحد بائعي الأسماك المملحة بأسواق القاهرة, الي أن الأسماك مرتفعة جدا خلال هذا العام ولا أحد من التجار يعرف السبب وراء ذلك, معتقدا أن يكون أهم الأسباب هو انتشار مرض الحمي القلاعية والذي رفع أسعار الاسماك وبالتالي كانت هناك زيادات ملحوظة في أسعار الأسماك المملحة خاصة مع أعياد شم النسيم والذي يقبل عليه جموع المواطنين من مسلمين وأقباط في هذا اليوم علي تناول هذه الوجبة. وأوضح أن الإقبال علي الشراء هذا العام ضعيف إلي حد ما وذلك نظرا للظروف السياسية التي تحيط بالبلاد وحالة الترقب التي تسيطر علي المشهد السياسي والشارع المصري في انتخابات الرئاسة وانشغال المواطنين بهذه الأحداث عن الاحتفالات واختلف معه مصطفي السيد تاجر مواد غذائية, أن الشعب المصري اعتاد علي تناول هذه الأطعمة المملحة في يوم شم النسيم ولذلك مهما ارتفعت أسعارها يقبل المواطنين علي شرائها, ولكن تختلف حجم الكميات فالمواطن عندما يرتفع السعر يقوم بتخفيض حجم الكميات حسب إمكانياته المادية والميزانية المسموح بها في الأسرة وأشار السيد, إلي أن هذه الوجبة تختلف في أصنافها ما بين المناطق الشعبية والراقية فيقبل المستهلكين بالمناطق الشعبية علي شراء الرنجة والتونه نظرا لانها لذهد ثمنها بالنسبة للأنواع الأخرى أما في المناطق الراقية ذات الدخول المرتفعة فتقبل الأسرة علي شراء الفسيخ والسردين بالإضافة الي أجود أنواع الرنجة وذلك لقدرة قاطني تلك المناطق علي شراء هذه الأنواع والتي تصل أسعار الكيلو منها إلي 70 جنيها من الفسيخ و 50 جنيها للسردين وتابع قائلا, لذلك يختلف عرض المنتجات في الأسواق الراقية عن الشعبية لان كل تاجر يدرس تماما طبيعة وأسلوب الاستهلاك في منطقته ويقوم بعرض المنتجات التي تتواكب مع طبيع دخول المواطنين بها.