التوعية السليمة والتثقيف والتسلح بالعلم والإيمان أهم سبل القضاء على الإرهاب، والدعاة والقراء في سوهاج يقومون بالدور المثالي في نشر الفكر الوسطي، وغالبية قراء الصعيد يسلكون مسلك وطريقة الشيخ محمود صديق، ويحاولون تقليده بنغماته، وقراء العصر الماضي كانوا قراءً ربانيين خاشعين في تلاواتهم فكانت تلاواتهم تصل إلى قلوب سامعيهم مباشرة. من الشيخ صديق المنشاوي هو حفيد الأسرة المنشاوية الشيخ / صديق محمود صديق المنشاوى من مواليد القاهرة في الأول من يناير عام 1974 حفظت القرآن في الخامسة عشرة من عمري على يد جدى الشيخ صديق الكبير، ومن بعده كبار محفظي القرآن الكريم بمركز المنشاة، وكنت حريصاً على تعلم القراءات وأحكام التجويد، وحرصت على إتمام تعليمي بمراحل التعليم المختلفة حتى حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية بجامعة عين شمس. ماذا عن ذكرياتك مع الشيخ محمود صديق المنشاوى بصفة عامة؟ كنت ملازماً له بصفة عامة من خلال التلاوات والسهرات القرآنية أنهل منه العلم والتقوى والإخلاص في التلاوة؛ لأنه مدرسة بارعة في تلاوة القرآن الكريم عندما تسمعه كأن الآيات تتنزل من السماء، وتجد تلاوته أقرب إلى التفسير وإدراك معاني القرآن الكريم تتجلى عند تلاوته لكلام ربه مصداقاً لقوله تعالى: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ" وترك لي والدي رصيداً كبيراً من حب الناس وتقديرهم لبيت المنشاوي، وقاعدة عريضة من المحبين دائمة السؤال عنه وعن أخباره وعن محافله. من الذى سلك نفس طريقة المنشاوى؟ غالبية قراء الصعيد يسلكون مسلك وطريقة الشيخ محمود صديق ويحاولون تقليده بنغماته وأدائه، ولكن شتان بين الأصل والصورة فمهما قلد المقلدون وأبدعوا فى طريقتهم فلن يصلوا شيئاً فى طريقة الشيخ المنشاوي، الذي تفرد بأدائه وطريقته فمن خلال سماعه تعرف الشيخ من تلاوته لما تميز به من اتساع رقعة الصوت، وتمكنه وقوة الحنجرة ومقاماته العالية. رأيك في القراء الموجودين على الساحة ومن يعجبك منهم؟ كل مدح وكل خير لمن يقرأ بصحيح التلاوة منهم. ما التكريمات التي منحها الشيخ؟ حصل الشيخ محمود صديق المنشاوي على تكريمات عديدة فقد كرمه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وكرمه سلطان البهرة بالهند.. وغيرهما من كثير من رؤساء الدول، أما عن الشيخ محمد صديق، فلقد حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من سوريا، ومنحته الحكومة الأندونيسية وساماً رفيعاً فى منتصف الخمسينيات، ومنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، واختير قارئاً للقرن العشرين. بما تنصح القراء؟ التسلح بالعلم والتقوى والزهد والورع؛ لأنهم أهل الله وخاصته، وتطبيق القرآن الكريم في أعمالهم، كما حملوه في صدورهم، والإخلاص في التلاوة وعملاً بقوله تعالى: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ" وقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ" هل نحن افتقرنا لأمثال الشيخ المنشاوي في وقتنا الحاضر؟ نعم.. وذلك لأن قراء العصر الماضي كانوا قراءً ربانيين خاشعين في تلاواتهم، فكانت تلاواتهم تصل إلى قلوب سامعيهم مباشرة. ما هو دورك في نقابة قراء القرآن الكريم؟ بداية تم انتخابي عضواً بمجلس الإدارة بالإجماع، ثم اختياري نقيباً للصعيد، وأخيراً أمين صندوق النقابة المنوط به في جميع ماليات النقابة العامة من تحصيل الاشتراكات والمعاشات، وبحث الحالات العاجلة التي تستحق الصرف، ونطلب من معالي وزير الأوقاف المشهود له بالتصدي للفكر المتطرف، وحب الخير النظر في رفع معاشات الحفظة والقراء، فلا يعقل أن يكون المعاش لأهل القرآن 55 جنيهًا شهرياً، وأنا دائماً أولى اهتمامى بالنقابة والتحدث عنها وعن المحافظة على القراء؛ لأنهم أهل الله وخاصته ما هو رأيك فى النقابة؟ نناشد معالى وزير الأوقاف بتوفير مكان كريم يليق بأهل القرآن لحضور الاجتماع الشهري للنقابة، وعرض المشكلات ولامتحان أعضاء النقابة الجدد، والنقابة تقف بجانبكم صفاً صفاً. ما دور النقابة تجاه القراء؟ 1- تقديم بعض الإعانات للقراء غير القادرين على مزاولة المهنة وكبار السن. 2- سفر القراء للخارج من خلال النقابة عن طريق الابتعاث للسهرات الرمضانية. 3- اعتماد أعضاء النقابة من خلال امتحانهم في حفظ القرآن الكريم واكتشاف الأصوات الحسنة منهم. 4- عمل معاش لأعضاء نقابة القراء ومحاولة رفع هذا المعاش. 5- المساهمة في تعليم القرآن الكريم للناس، ونشر قراءة القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة، وأحكام التجويد من خلال أعضاء النقابة والمحفظين والمقارئ المنتشرة على مستوى الجمهورية. كيف نقضي على الفكر المتطرف؟ من خلال التوعية السليمة والتثقيف والتسلح بالعلم والإيمان، فالإسلام دين وسطية، وشحذ همم وأفكار الشباب بمقاصد القرآن الكريم السامية ووسطية الإسلام السمح، والبعد عن التشرذم والتشدد في الدين. هل الدعاة والقراء في سوهاج يقومون بالدور المثالي في نشر الفكر الوسطي؟ نعم وهم أقدر على ذلك مصداقاً لقوله تعالى مخاطباً نبيه محمد "صلى الله عليه وسلم" ونحن مأمورون بالاقتداء به واتباعه (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" وقوله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" وقوله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" ومساهمة القراء في ذلك في نشر هذه الآيات وقراءتها على الملأ؛ لأنها تدل على الوسطية ونبذ العنف والتطرف في المجتمع عامة. وأخيراً اللهم طهر بلادنا من الفساد، وقها شر الحساد، وأهل البغي والعناد إنك وليُّ ذلك والقادر عليه. صديق محمود صديق المنشاوي