استطاع أن يضع اسمه فى قائمة قراء دولة التلاوة، ويرسم لنفسه طريقا خاصا به، وسط أمواج الأصوات المتسابقة فى قراءة وتلاوة كتاب الله تعالى، حباه الله بصوت نافذ قوى خاشع متمرس على فنون التلاوة المصرية الأصيلة، إنه الشيخ محمود الطوخى القارئ بالإذاعة والتليفزيون، وقارئ السورة من قبل وزارة الأوقاف- خلفا للراحل الشيخ محمد أحمد شبيب بمسجد النور بالعباسية. الذى أكد فى حواره مع «الأهرام»، أن مصر ستظل الدولة الأولى فى التلاوة، مطالبا بضرورة إنشاء معاهد متخصصة لاكتشاف المواهب والأصوات الندية، وعلى القارئ المبتدئ الاستماع إلى قراء الرعيل الأول وعدم الاستمرار فى التقليد، حتى يكون لنفسه مدرسة خاصة به، ......وإلى نص الحوار: حدثنا عن نشأتك؟ وكيف حفظت القرآن الكريم؟ فى قرية سنديون مركز قليوب بمحافظة القليوبية، حيث ولدت فى أول مارس عام 1964، ومات والدى وعمرى حينئذ عام واحد، فتولت والدتى رحمها الله تربيتى وإخوتى تربية دينية، وفى سن الخامسة من عمرى ذهبت إلى كتاب القرية، وكان اسمه كتاب الشيخ أحمد الشلقاني، حيث حفظت القرآن الكريم كاملا فى الثامنة من عمرى، ثم جودته فى الحادية عشرة، وتعلمت رواية ورش على يد فضيلة الشيخ حسن رجب بجامع الخازندار بروض الفرج، وسجلت القرآن الكريم كاملا مجودا لدولة الكويت، وهو يذاع حتى الآن عبر الإذاعة الكويتية، كما سجلت القرآن الكريم كاملا مرتلا، وهو الآن تحت الترخيص من الأزهر الشريف. وماذا عن التحاقك بالإذاعة والتليفزيون؟ فى يوم الخميس 24 يناير 2007 كان لى شرف افتتاح أكاديمية مبارك للأمن بالتجمع الخامس، فى حضور الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكانت تلاوة موفقة من سورة الفتح ، حيث طلب منى تلاوة قرآن الجمعة فى 25 يناير 2007 بالإذاعة والتليفزيون احتفالا بعيد الشرطة بمسجد الشرطة بالدراسة، وكانت التلاوة من سورة الإسراء لنحو 24 دقيقة بأداء راق وثقة عالية إلا أن لجنة القراء ثارت فى ذلك الوقت حيث اتهمونى بأننى قد فرضت عليهم من قبل وزير الداخلية، والغريب أنهم لم يجدوا لى خطأ واحدا فى التلاوة، وهكذا تحدتنى لجنة اختبار القراء آنذاك ولم يقبلونى قارئا رسميا، ثم سافرت إلى خارج البلاد حتى عدت عام 2012، حيث طلب منى أحد زملائى المخرجين بالتليفزيون أن أقرأ القرآن فى عزاء والدة رئيس التليفزيون فى ذلك الوقت (الأستاذ عصام الأمير)، وأعجب كل الحضور بالتلاوة وسألونى لماذا لم نسمع هذا الصوت الجميل بالإذاعة والتليفزيون؟! وبالفعل تقدمت للجنة الجديدة وتم اختبارى فى الصوت ثم القرآن الكريم، بمعرفة فضيلة الشيخ المرحوم العلامة عبدالحكيم عبداللطيف، حيث سجلت تلاوات واعتمدتها اللجنة والحمد لله صرت قارئا معتمدا رسميا. من وجهة نظرك كيف يتم اكتشاف المواهب فى مجال التلاوة؟ وما دور وسائل الإعلام فى ذلك؟ يجب اكتشاف المواهب فى مجال التلاوة عن طريق إنشاء معاهد متخصصة يكون لها صلة بلجنة اختبار القراء الجدد، حتى يتسنى لهم اختيار أكفأ القراء أداء ونغما. ويجب أن تنظم وسائل الإعلام المسابقات المحلية والعالمية فى مجال تلاوة القرآن الكريم، وذلك بالتنسيق مع وزارة الأوقاف وتحت إشراف الأزهر الشريف، فإن إلقاء الضوء على تلك المسابقات من قبل وسائل الإعلام سيجعل شبابنا مهتما بفن تلاوة القرآن الكريم بدلا من اهتمامه بالبرامج الدخيلة على مجتمعنا الإسلامى المحافظ. كيف تحافظ على قوة الصوت وفن الأداء؟ النوم مهم جدا لحسن الصوت، فيجب على القارئ أن يأخذ قسطا كافيا من النوم، وأيضا عدم تناول المشروبات الباردة والتوابل عامة حيث تسبب وجود بلغم بكثرة، وهناك تمارين للحفاظ على طول النفس، وأهمها استنشاق الهواء النقى عن طريق الأنف ببطء شديد وذلك فى مكان مفتوح من خلال نافذة أو بلكونة قبل الفجر ، ثم يتم احتباس الهواء لفترة كافية داخل الرئتين مع غلق الفم، وبعد ذلك خروج الهواء ببطء شديد أيضا عن طريق الفم وتكرر نحو 15 دقيقة كل ليلة، و للحفاظ على فن الأداء لابد من الاستماع لقراء الزمن الماضى الجميل - وليس لقارئ واحد منهم - حيث إن كلا منهم قد أضاف لفن التلاوة الأصيلة. وما هى شروط القارئ الجيد؟ ومن أبرز القراء الذين تأثرت بهم؟ لابد للقارئ أن يكون ذا قلب خاشع لله ، ويعى تمامًا أنه يتلو آيات الله العزيز الذى قال «لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله»، كما أن القارئ عليه أن يحافظ على أحكام التجويد ووقار كلام الله، وفى نظرى.. يولد القارئ موهوبا بالمقامات الموسيقية ولكن مهم جدا أن يكون القارئ على دراية بأسماء المقامات حتى يتسنى له الانتقال من مقام إلى آخر بعلم وتمكن. أما أبرز الأساتذة الشيوخ الذين تأثرت بهم فهم، محمد رفعت ومصطفى اسماعيل ومحمود على البنا وعبد الفتاح الشعشاعى ومحمود محمد رمضان ومحمد صديق المنشاوى، وأنتمى بالأكثر إلى مدرستى الشيخ رفعت ومصطفى إسماعيل. ما رأيك فى مدرسة التقليد ؟ وما دور نقابة القراء؟ إن على القارئ أن يستمع لقراء الزمن الجميل ويحاكيهم ثم بعد ذلك فى وقت ما يجب على أن يضيف إليهم. وستظل مصر دولة التلاوة الأولى إلى يوم الدين، حيث إن المصريين أكرمهم الله بحسن الأداء والصوت فى تلاوة القرآن الكريم، حتى وإن ضعف المستوى إلا أن قراء مصر الحاليين مجتهدون، ولكن هناك دخلاء على فن تلاوة القرآن الكريم ، فهم غير موهوبين بحسن الأداء ولا بحسن الصوت، كما أنهم لا يحافظون على أحكام التلاوة، وخرجوا عن الإطار الصحيح لتلاوة كتاب الله. وعلى النقابة أن تتحرى عن الدخلاء على فن تلاوة القرآن وتتخذ موقفا صارما تجاههم والأمر سهل جدًا الآن، حيث إن وسائل الاتصال الحديثة سهلت التحرى عن هؤلاء. وكيف يكون قارئ القرآن داعية فى الخارج؟ المفروض أن يعمل قارئ القرآن الكريم بكلام الله، وأن يكون متخلقا بخلق القرآن الكريم، فقارئ القرآن الكريم فى الخارج هو ليس فقط سفيرا لبلده، ولكن سفير لدينه القويم، كما أن قارئ القرآن لابد وأن يلم باللغة الانجليزية مع العربية لكى يستطيع التواصل مع أهل البلد المضيف فيشرح لهم بعض آيات القرآن وبعض الأحاديث النبوية الشريفة، ويفسرها لهم كما يستطيع أن يبين لهم أن الإسلام دين وسطى سمح.