هو أحد الموهوبين فى عالم قراءة القرآن الكريم، تربى على صوت عمالقة التلاوة، اكتشفه الشيخ أبو العينين شعيشع، عندما اختبره فى المسابقة العالمية التى تنظمها الأوقاف، وأشاد بموهبته الكاتب الراحل محمود السعدني، وطالب بعقد لجنة لاختباره واعتماده فى الإذاعة، فحصل على ثقة جميع أعضاء اللجنة، هو القارئ الشاب حجاج هنداوي. وفى هذا الحوار، دار الحديث عن رحلته مع القرآن الكريم، وذكرياته مع عمالقة التلاوة، وسفرياته للخارج، وأهم مواصفات القارئ المتميز، والمشكلات التى تواجه القراء، ودور الكتاتيب فى اكتشاف مواهب جديدة، وغيرها من القضايا .. وإلى نص الحوار: فى البداية نود أن نعرف رحلتك مع القرآن الكريم ؟ بدأت حفظ القرآن الكريم فى السادسة، وكانت أسرتى تشجعنى على الحفظ، لأننى والحمد لله نشأت على حب القرآن، وكنت أسمع عمالقة التلاوة فى الإذاعة والتليفزيون، من كبار القراء أمثال الشيخ عبد الباسط، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد رفعت، وغيرهم من كبار القراء، وقد أتممت الحفظ فى التاسعة من عمري، وكنت دائما أراجع الحفظ وأجتهد فى سماع كبار القراء، ولذلك فقد التحقت بأحد معاهد القراءات بحى شبرا بالقاهرة، وذلك حتى أكتسب مهارات جديدة فى التلاوة، وفى عام 1998 تقدمت للمسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم، والتى تنظمها وزارة الأوقاف سنويا، ويتم تكريم الفائزين فى احتفال مصر بليلة القدر، وكان أخى يشجعنى وقدم لى فى هذه المسابقة، وكان يذهب معى فى التصفيات فى جميع المراحل، حتى وصلت للمرحلة النهائية، وكانت الاختبارات تتم فى الأوقاف، وكانت اللجنة فى ذلك الوقت تضم الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ رزق خليل حبه، ووكيل وزارة الأوقاف لشئون القرآن، وعددا من المحكمين، وبفضل الله تعالى حصلت على المركز الأول فى هذه المسابقة العالمية، بل وقام الشيخ أبو العينين رحمه الله، بترشيحى لقراءة القرآن فى حفل توزيع الجوائز، فى احتفال مصر بليلة القدر بصفتى الفائز الأول فى المسابقة، وعندما توجهت للشيخ أبو العينين أشكره على هذه الثقة، قال رحمه الله، إن موهبتى هى التى فرضت نفسها، وقد قرأت فى هذا الاحتفال، الذى يعد من أكبر المناسبات الدينية التى تحتفل بها مصر . الكاتب الراحل محمود السعدنى كان يشيد بموهبتك وتوقع أن تكون من أشهر القراء، ماذا عن ذكرياتك معه ؟ عندما حصلت على المركز الأول فى المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم عام 1998، وقمت بقراءة القرآن فى احتفال مصر بليلة القدر، هذه كانت نقطة تحول كبيرة فى حياتي، لأنه بعدها اتصل بى الكاتب الراحل الأستاذ محمود السعدني، ووجدت إشادة بالغة منه، بل إنه قام بتسجيل حلقة معى فى الجامع الأزهر، وهذا اللقاء ضم عددا من كبار القراء ومنهم الشيخ الطبلاوى والشيخ نعينع، والشيخ أحمد الرزيقي، وفى هذا اللقاء وجدت نفسى بين عمالقة التلاوة وكبار القراء فى مصر والعالم العربى والإسلامي، وقد أذيع هذا اللقاء على القناة الأولى عقب نشرة التاسعة فى عام 1999 . ومتى تم اعتمادك فى الإذاعة والتليفزيون ؟ بعد هذا اللقاء قام الكاتب الأستاذ محمود السعدنى بلقاء الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر فى ذلك الوقت، وقال للإمام الأكبر رحمه الله، إن هناك أصواتا متميزة، ويجب أن تعتمد هذه الأصوات فى الإذاعة والتليفزيون، وأن يحصل المتميزون على الفرصة المناسبة، وبالفعل عقدت اللجنة، وتقدمت للاختبارات، وكانت اللجنة تضم الشيخ المعصراوى والشيخ رزق خليل حبه، والشيخ عبد اللطيف عبد الحكيم، وعبد العظيم محمد وعددا كبيرا من الأعضاء، وبفضل الله تعالى تم اعتمادى من أول لجنة، وبدأت مسيرة القراءة والتلاوة فى المساجد الكبرى، وفى المناسبات العامة والدينية . وفى رأيك ما هى أهم المشكلات التى تواجه قراء القرآن الكريم ؟ ضعف المعاش هو أكبر المشكلات التى تواجه قراء القرآن الكريم، لأنه لا يمكن بعد رحلة طويلة من العطاء، أن يكون معاش القارئ 40 جنيها، وهذه المشكلة تتطلب حلولا جذرية، واسأل الله أن يعين الشيخ الطبلاوى نقيب القراء على هذه المهمة الصعبة . كيف يمكن أن نكتشف مواهب جديدة، وماذا عن مواصفات القارئ المتميز؟ من يمتلك الموهبة ويسعى بكل جهد، عليه أن يدرك أن الله عز وجل سوف يفتح له أبواب الخير، والوقت الحالى هناك وسائل التواصل الحديثة والفضائيات وغيرها، وكل من يمتلك موهبة عليه أن يجتهد ويستفيد من كبار القراء، لأن الموهبة تفرض نفسها، والأجيال السابقة من عمالقة التلاوة، بذلوا جهدا كبيرا للوصول لهذه المكانة، ولم تكن هناك وسائل متاحة للشهرة، مثل تلك الوسائل الموجودة حاليا، فالقضية هى الموهبة وحب القرآن الكريم . وكيف ترى فكرة الكتاتيب العصرية ودورها فى تربية الأجيال على حب القرآن الكريم ؟ الكتاتيب هى المدرسة الأولى التى تخرج فيها عمالقة التلاوة، وجميع القراء المتميزين حفظوا القرآن الكريم فى الكتاتيب، وأتمنى عودة الكتاتيب مرة أخري، لتؤدى دورها فى تحفيظ القرآن الكريم واللغة العربية وعلوم القرآن، وعندما يتم تطويرها بوسائل العصر الحديثة، سيكون لها دور كبير فى اكتشاف المواهب من الحفظة والقراء، ويتم تشجيع المتميزين للاشتراك فى مسابقات حفظ القرآن الكريم .