قبل أن تبتل عروقها ويذهب ظمأ صيام هذا اليوم الحار، كُتبت نهاية "إيمان" على يد طليقها على مائدة الإفطار، لم يأت لمخيلتها أن زيارتها تلك ستكون بداية النهاية المأساوية التي شاهدتها على أعتاب بيت زوجها السابق، تلتقت أنفاسها الأخيرة التي خرجت "بتمتمات" الوداع "ليه يا محمد" والأخير محاط بهالة الذهول التي أوقفت سريان الدم في عروقه، وأبطأت خروج كلمات "النجدة" من فمه المتصلب كالحجارة. المنزل الذي شهد جريمة المدرس انتقل محررا "بوابة الأهرام" إلى مكان الواقعة التي راح ضحيتها "إيمان" 47 سنة، مدرسة، على يد طليقها " محمد.ح" 53 سنة، مدرس، بعد نشوب مشاجرة بينهما قام الجاني على إثرها باستلال سلاح الجريمة وطعن المجني عليها طعنة نافذة أودت بحياتها على مائدة الإفطار. "منزل الانطوائية داخل الحارة الشعبية" داخل الحارة الشعبية المتواجدة بنهاية شارع أحمد متولي بمنطقة دار السلام، يتواجد هذا البيت العتيق الذي ارتسمت على حوائطه لمحات من الماضي البعيد، منزل مكون من 5 أدوار يعد الأقدم بالمنطقة، تسكنه ثلاث أسر من عرق واحد، الوالدان بالدور الأول، والمجني عليها الدور السفلي، والشقيقان يسكُنان الدورين الثاني والثالث، وباقي الأدوار يملؤها الظلام والعناكب، "الانطوائية " كانت الأسلوب المتبع داخل تلك العائلة، رغم كونهم من أقدم سكان المنطقة، إلا أنهم لم يكن لهم أي نوع من الاختلاط بجيرانهم، "الوحدة" كانت القاسم المشترك بينهم حتى داخل حياتهم الشخصية. منطقة دار السلام "الأولى طلقها والثانية قتلها" " سبق له الزواج قبل طليقته المجني عليها" بهذه الكلمات بدأ "أحمد" أحد المجيران وشاهد عيان على الواقعة حديثة ل"بوابة الأهرام".. مشيرا إلى أن الجاني قد سبق له الزواج قبل أن يتزوج المجني عليها، ولكن لسوء القدر لم يوفق فيه بسبب حالة الانطوائية والوحدة التي توارثها عن أسرته، ويُكتب له الزواج من المجني عليها، ولكن ينتهي المطاف بالطلاق في شهر نوفمبر من العام الماضي. وأضاف "أحمد"، أن الجاني لم يسبق له المشاجرة أو خوض أي مشادة كلامية مع أحد الجيران قائلا "حتى السلام ماكانش بيرميه علينا"، مشيرا إلى أن باقي أفراد العائلة يشاركونه تلك الصفة، حتى أصبحت عادة بين أهالي المنطقة، واتخذ عنهم فكرة الانطوائية، منوها بأنه كان يعمل مدرسا بإحدى المدارس بالمنطقة، وأنه كان في حاله ولم يسبق أن سمع أحد الجيران عنه أي شيء سيئ. احد شهود العيان يروي التفاصيل لمحرر بوابة الاهرام "شاهد العيان يروي تفاصيل الواقعة" أمسك "إبراهيم" شاهد عيان وأحد أصدقاء المجني عليه طرف الحديث قائلا: "رغم الجيرة والصداقة التي جمعتني بالمتهم بحكم الدراسة، إلا أنه لم يكن مقربا لأحد بسبب حالة الوحدة التي كان يعيش داخلها". وأضاف شاهد العيان، أن مشاجرة بسيطة نشبت بين المجني عليها وبين المتهم بسبب خلافات عائلية، وأنه في ذلك اليوم قد طلب منها الحضور إلى البيت ليفاجئها ببعض التعديلات التي قام بها داخل البيت ممهدا الطريق لإرجاعها إلى عصمته، ولكن على مائدة الإفطار وفور انطلاق أولى تكبيرات الآذان اندلعت المشكلة، وتخرج المجني عليها مهرولة إلى الشارع بعد دقائق من الإفطار، ويحاول المتهم ملاحقتها لإرجاعها داخل المنزل، ممسكا سلاح الجريمة بيده "سكين المطبخ الذي استله محاولا إخافتها، لينجح في نهاية المطاف من الإمساك بها واصطحابها داخل "حوش" البيت، ولكن لسوء الحظ كان للقدر كلمته الأخيرة. منزل قاتل طليقته بدار السلام "شد وجذب.. سلاح الجريمة داخل جسد المجني عليها" "حالة من الشد والجذب أصابت الجاني والمجني عليها عقب دخولهما المنزل، كانت نتيجتها اختراق السكين الجانب الأيسر للمجني عليها بطعنة نافذة أنهت حياتها في ثوانٍ معدودة، وتنطلق صيحات المتهم كصاعقة القيامة.. النجدة.. الحقوني.. بتموت مني" هكذا كان المشهد كما وصفه شاهد العيان، مضيفا أنه فور سماعة صراخ المتهم هرول مسرعا إليه، وفي ذهول تام شاهد المجني عليه تلفظ أنفاسها الأخير التي صاحبت كلمتين "ليه كده يا محمد". أكمل شاهد العيان حديثه قائلا: "هالة الذهول التي أحاطت بالمتهم كانت كفيلة بتفسير حالة الصمت التي أصابته في تلك اللحظات، ويعجز لسانه عن نطق كلمات سوى - ألحقني يا إبراهيم بتموت مني .. مكنش قصدي أموتها"، مشيرا إلى أنه حاول مساعدتها إلى أن بحر الدماء الذي خرج من الجرح كان كفيلا بإنهاء حياتها في لحظات معدودة". الشارع الذي شهد الواقعة كان قسم شرطة دار السلام قد تلقى بلاغا من الأهالي يفيد بنشوب مشاجرة بين "مدرس" وزوجته السابقة، قام على إثرها المتهم بطعن المجني عليها طعنة نافذة أودت بحياتها في الحال. منطقة دار السلام شقة القتيلة