دماء لا تجف.. قصة جريمة في حضرة «عزرائيل» بدار السلام

كتب - حازم هدهد:
بين شوارع دار السلام المزدحمة وفى أحد الشوارع الجانبية المتفرعة من شارع الفيوم، الهدوء هو المسيطر، لحظات قليلة بقيت على آذان المغرب، الجميع يستعد للافطار، لحظات الصمت لم تدم كثيرًا إذ سرعان ما اخترقها صراخ دوى صوته على امتداد الشارع الخالى تقريبًا من المارة، سيدة خرجت من إحدى المنازل وكأنها تهرب من قدرها، وسرعان ما تبين الأهالى أحد الأشخاص يجرى وراءها ويجرها بالقوة للدخول إلى المنزل صرخات تجددت من جديد ولكنها هذه المرة كانت "صرخة الموت"..
"ايمان م، 47 سنة، مدرسة" لم تكن تتوقع وهى تستجيب لدعوة طليقها لتناول الافطار معه فى منزله، أنها لن تهنأ بالافطار الأخير، فقبل موعد آذان المغرب بلحظات نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى تشابك بالأيدي، فقد خلالها "محمد ح، 53 سنة ، مدرس" أعصابه وتوجه إلى المطبخ و أمسك بسكين هدد به زوجته السابقة، لم يكن من الضحية إلا أن فتحت باب الشقة وفرت هاربة، لم تخطو سوى خطوات قليلة فى الشارع حتى لحق بها طليقها وبدأ فى جرها إلى داخل المنزل وفى مدخل العمارة طعن الجانى طليقته فى الجانب الأيسر لتسقط غارقة فى دمائها وسرعان ماتلفظ أنفاسها الأخيرة.
"كان فى حاله ومش بيتعامل مع حد" بتلك الكلمات بدأ "محمد ا، أحد جيران المجني عليه"،حديثه حول الواقعة، مؤكدًا أن المنزل ملك لأسرة واحدة يعيشون فى المنطقة منذ زمن، إلا أنهم لايحبون الاختلاط بالجيران فهم دائمًا فى حالة انعزال، وهكذا فقد ورث "محمد، الجانى" تلك الصفات عن والده "حتي السلام ممكن مايرمهوش علينا"، وتابع، الجريمة وقعت تقريبا فى توقيت أذان المغرب، أى أن الشارع كان شبه خالى من المارة.
وتابع، «فوجئنا بالسيدة تخرج مسرعة من المنزل وسرعان ما خرج ورائها "استاذ محمد" ممسكا بسكين فى يده وتمكن من السيطرة عليها وبدأ يسحبها إلى داخل المنزل وسرعان ماخرج مرة أخرى والدماء تغطى ملابسه ويصرخ بأعلى صوته "الحقوها هاتموت"، حينها تجمع الجيران حول الجثة التى تمددت على أرضية مدخل العمارة و بدأت جرحا فى جانبها الأيسر ينزف بشدة، وقبل أن تأتى سيارة الاسعاف لانقاذها لفظت المسكينة أنفاسها الأخيرة وسرعان ما ألقت قوات الأمن القبض على المتهم.
"كان لسة مطلقها" أحد جيران المجني عليه رفض ذكر اسمه، أكد أن المجني عليها رفعت قضية خلع وكسبتها منذ عدة أشهر وحاول الجانى استرضائها أكثر من مرة ويبدوا أن"محمد " كان فى طريقه لرد المجني عليها "كان بيجهز الشقة علشان يرجعها".
وألقت قوة من مباحث قسم شرطة دار السلام القبض على "محمد ح، مدرس" بتهمة قتل طليقته" ايمان م،47 سنة ، مدرسة" بعد مشاجرة نشبت بينهما ، فاعتدى عليها بسلاح أبيض لتلفظ أنفاسها الأخيرة ساعة الفطار.
وأمام النيابة اعترف المتهم بارتكاب الواقعة وأنه طلب من طليقته الحضور إلى شقتهم ليفاجئها بالتعديلات التى نفذها فى الشقة ، إلا أن مشادة كلامية وقعت بينهما وهربت المجني عليها وتبعها المتهم إلى الشارع بعد أن استل سكينا من مطبخ شقته، وسيطر عليها وبدأ فى جرها إلى مدخل العمارة وطعنها فى جانبها الأيمن .