4 سنوات مضت، على محافظة أسيوط، شهدت خلالها المحافظة طفرة تنموية، تمثلت في إقامة العديد من المشروعات القومية، في مجالات قطاعات الري والبنية التحتية والاستثمار والإسكان والتكنولوجيا. قناطر أسيوط الجديدة تسابقت أيادي عمال صعيد مصر، على مدى 6 سنوات، لتبني أضخم مشروع مائي على نهر النيل بعد السد العالي، يخدم الزراعة في 5 محافظات، المشروع الذي بدأ العمل به في مايو 2012، يساهم في توليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة، قيمتها السنوية تعادل 100 مليون جنيه، فضلًا عن إنشاء كوبري علوي بحمولة 70 طنًا، وبعرض 4 حارات مرورية يربط شرق وغرب النيل، بجانب إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى؛ لخدمة أغراض الملاحة النهرية، فضلاً عن توفير أكثر من 3 آلاف فرصة عمل على مدى 5 سنوات، و300 فرصة عمل دائمة بعد اكتمال المشروع، وتطوير الملاحة وتسهيل الحركة المرورية بين غرب وشرق النيل. مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية، قد دخل بالفعل حيز العمل، ولم يتبق سوى الافتتاح الرسمي له، فهو يعمل على تحسين حالة الري بإقليم مصر الوسطى في 5 محافظات هي (الجيزة- الفيوم- بني سويف- المنيا- أسيوط)، لخدمة مليون و650 ألف فدان، بنسبة 20% من مساحة الأرض المزروعة في مصر، وتحسين الملاحة النهرية بنهر النيل، بتكلفة تصل إلى حوالي 6.5 مليار جنيه. مدينة ناصر محافظة أسيوط، لاقت اهتماما خاصا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم تتوقف مشروعات التنمية خلال فترة رئاسته الأولى بالمحافظة بوجه خاص، وربوع مصر بشكل عام، فقد وجه الرئيس بتنفيذ مشروع "مدينة ناصر" بمنطقة هضبة أسيوطالغربية بأسرع وقت.
وجاء تخطيط مدينة ناصر بمنطقة الهضبة الغربية، ليتواكب مع متطلبات العصر، من حيث إقامة المدن الذكية الجديدة التي تلبي احتياجات المواطنين، حيث تم تخصيص 6006 أفدنة من مساحة الأرض المملوكة للدولة أعلى منطقة الهضبة الغربية، لإقامة التجمع العمراني الجديد، الذي يضم مناطق سكنية وترفيهية واقتصادية وتعليمية وصناعية (صناعات صغيرة ومتوسطة)، وخدمات إقليمية ودينية وصحية، ومنطقة خدمات تجارية وحكومية وإدارية، ومنطقة مولات، ومنطقة لوجستية لقربها من مطار أسيوط الدولي. لخلق مجتمع عمراني جديد، يستلزم ذلك بالضرورة إنشاء طرق لتسهيل الوصول إلهي، وهو ما تم في أسيوط، حيث إنشاء طريق الهضبة الذي يربط الطريق الصحراوي الغربي والشرقي، بطول 22 كيلومتر، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى بطول 12 كيلو متر، والبدء في تنفيذ المرحلة الثانية بطول 10 كيلومترات تقريبا، بإجمالي تكلفة وصلت حتى الآن إلى 182 مليون جنيه. ووفقا لمحافظ أسيوط، فقد تم اعتماد ملياري جنيه؛ لتدعيم المرافق الأساسية في المرحلة العاجلة بمدينة ناصر الجديدة، موضحا أنه جارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء 60 عمارة، تتضمن 1440 وحدة سكنية إسكان متوسط "سكن مصر"، و66 عمارة تتضمن 1584 وحدة سكنية "إسكان اجتماعي"، التي تم الإعلان عنها والبدء في تلقي طلبات الحجز بها. المنطقة التكنولوجية بإنشاء 11 مبنى على مساحة 15 فدانا، لتضم مبنى خدمة المواطن، ومنافذ البنوك والمحلات، ومبنى التدريب، ومبنى الابتكار وريادة الأعمال، ومبنى التعهيد، ومبنى الشركات، ومباني المرافق والبنية التحتية، والمسجد، ومبنى المدرسة الذكية، تكون قد انتهت المرحلة الأولى من المنطقة التكنولوجية بمدينة أسيوط الجديدة. والمنطقة التكنولوجية - بحسب تصريحات المهندس محمد عبدالجليل النجار سكرتير عام أسيوط- تعد هي الأولى على مستوى الصعيد، بمساحة 44 فدانا، وتضم 3 مراحل، تم تنفيذ المرحلة الأولى منها، ويجري تنفيذ حاليا المرحلة الثانية، والتي تخضع ولايتها لوزارة الاتصالات. أول محمول مصري طرح أول هاتف محمول مصري، بمكونات محلية بنسبة 45% في الأسواق، كان حدثا جلالا في مصر، وكان لمحافظة أسيوط نصيب من الحدث؛ لأن تصنيعه تم في مصنع "سيكو" بالمنطقة التكنولوجية بأسيوط الجديدة، حيث تطرح "سيكو" هواتفها المحمولة بالتعاون مع إحدى الشركات الصينية الموردة لخط إنتاجها، بأسعار تبدأ من 200 جنيه وحتى 4500 جنيه، وقامت الشركة بتوقيع 42 بروتوكولا للتعاون مع دول إفريقية وعربية، لتصدير الجهاز إليهم -بحسب المهندس محمد سالم، رئيس مجلس إدارة شركة سيكو. محطة كهرباء غرب أسيوط مشروع عام قد مر الآن على افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي محطة كهرباء غرب أسيوط، التي تم افتتاحها في مايو 2017، وتبلغ طاقتها أكثر من 1500 ميجاوات، حيث تم الانتهاء من العمل في مرحلتها الأولى، وهي المرحلة الأصعب خلال 5 أشهر ونصف الشهر، وتم تسليمها وبدء العمل خلال 8 أشهر، وهو إنجاز غير مسبوق، لمنع ظاهرة انقطاع الكهرباء المتكررة قبل العمل بها في مناطق الصعيد بصفة عامة. مشروعات مستقبلية ليست تلك المشروعات القومية، هي نهاية المطاف في أسيوط، ولكنها قد تكون البداية، لنهضة تنموية أشد قوة وأسرع تأثيرا، وهذا ما أكده محافظ أسيوط، المهندس ياسر الدسوقي، عندما أعلن عن إقامة مشروعات مستقبلية أخرى بالمحافظة، ستشمل إنشاء مدينة للحرفيين، وإنشاء منطقة حرة للاستثمار، ومشروعات إسكان لنقل العشوائيات والمناطق الخطرة، لافتا إلى أن ذلك يحدث بالتزامن مع تنفيذ 106 مدارس جديدة، بالإضافة إلى إنشاء عدد من الأجنحة والتوسعات لزيادة القدرة الاستيعابية للمدارس وتقليل كثافة الطلاب بالفصول.