الاستخدام العشوائي والإفراط في أي شىء تكون له أضراره، فما بالنا بما يتعلق بصحة الإنسان خاصة الأدوية، فقد حذر عدد من الأطباء المتخصصين فى الأمراض الصدرية والحساسية من أن هناك فرصة كبيرة لتحور العديد من أنواع البكتيريا والفيروسات فى مصر بسبب الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية، مما يترتب عليه ظهور أجيال جديدة بصفات جينية مقاومة للمضادات الحيوية الحالية، مما يضعف قدرتها على علاج الأمراض وبالتالى انتشارها بشكل سريع بين المواطنين. وطالب الأطباء بضرورة دراسة الحالات التى يتم علاجها بالمضادات الحيوية بشكل دقيق، وعدم استخدامها بشكل عشوائى، مؤكدين ضرورة صدور قرار من وزارة الصحة ونقابة الصيادلة، يلزم الصيدليات والمواطنين بعدم صرف تلك المضادات إلا بوصفة طبية معتمدة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أخيرا على هامش المؤتمر السنوى العاشر للأمراض الصدرية للجمعية المصرية العلمية لأمراض الشعب الهوائية، والذى استضافته كلية طب جامعة القاهرة. وأوضح الدكتور عادل خطاب، مستشار وزير الصحة للأمراض الصدرية، وأستاذ طب عين شمس أن احتمال تكون أجيال جديدة من البكتيريا والفيروسات فى مصر أمر تتوافر له فرصة كبيرة، بسبب الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية، مشيرا إلى أن هناك مطالبات عديدة باتخاذ إجراءات رادعة وصدور قرارات فورية لردع الصيادلة والمرضى وإجبارهم على عدم صرف المضادات الحيوية، إلا من خلال روشتة طبية معتمدة. وأشار إلى أنه لابد من اختيار المضاد الحيوى الذى يناسب كل مرض على حدة، عن طريق فحص دقيق للوصول إلى الشفاء بأقل قدر من الآثار الجانبية وبفعالية كبيرة بضمان سرعة وصوله إلى مكان الميكروب المراد التغلب عليه. لافتا إلى ضرورة حرص المريض على استكمال البرنامج العلاجى (الكورس) بالمضاد الحيوى إلى آخر قرص فى العلبة حتى وإن شعر المريض بأنه شفى، نظرا لأن التوقف قبل انتهاء الأقراص الموصوفة يسهم فى تكوين مقاومة لدى المرض من هذا النوع من المضاد الحيوى. من جانبه، أكد الدكتور طارق صفوت ارتفاع عدد الوفيات بسبب الإصابة بالبكتيريا الرئوية العنقودية، التى تزيد على 50%، بسبب انتشار التدخين بين الشباب بنسبة تتجاوز ال 19%، بالإضافة إلى زيادة معدل تدخين الشيشة التى أصبحت موضة بين الشباب، مشيدا بتجربة حظر التدخين بالإسكندرية والتى يدل على وعى المسئولين بخطورة التدخين، وتسببه فى أمراض الجهاز التنفسى. وطالب بضرورة توفير علاج فعال لعلاج المدخنين الذين أصيبوا بأمراض تنفسية مزمنة، مثل السدة الرئوية المزمنة التى تنتشر بين المدخنين. وأضاف الدكتور هارتموت لوود، رئيس قسم الأمراض الصدرية والعدوي بمركز أبحاث الدراسات الطبية بكلية طب جامعة شاريتي ببرلين في ألمانيا، أن التدخين هو أحد أهم العوامل المهمة وراء انتشار الأمراض التنفسية المزمنة، مما يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية الفعالة لتحسين الأطوار الحادة للمرض. وأكد أن مادة الموكسيفلوكساسين فعالة بنسبة كبيرة، حيث تقدم أفضل النتائج من بين المضادات الحيوية الأخرى الشائع استخدامها وفق الدراسات الإكلينيكية التى أجريت خلال 10 سنوات واظهرت النتائج أنه حقق شفاء لأكثر من 90% فى كل الحالات الخطرة وكل الأعمار للحالات الفردية. وأوضح الدكتور سرهات أونال، رئيس قسم أمراض الباطنة وعميد كلية الطب بجامعة هاسيتيب بأنقرة تركيا أن الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع هو عدوي ذات معدل اعتلال مرتفع، مؤكدا أن المعدل الدقيق للإصابة بالالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع هو غالبا غير معروف داخل دولة بذاتها. وقال إن المعدل قد يتراوح بين 1.6 و 11.6 لكل 1000 شخص، وفي منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا تقدر نسبة الوفيات من عدوي الجهاز التنفسي السفلي والتي تشمل الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع، بحوالي 10% مقارنةً بنسبة 3.8% في الدول ذات الدخل العالي.