بالتزامن مع الإجتماع الإقليمي العاشر للجمعية المصرية العلمية لأمراض الشعب الهوائية (ESSB) والمنعقد الأسبوع الماضي بجامعة القاهرة وتحت رعاية منظمة الصحة العالمية، ناقش مجموعة من أشهر الأخصائيين كيف كان تأثير وجود المضاد الحيوي أفالوكس (موكسيفلوكساسين أيدروكلوريد) على علاج الأمراض المعدية في منطقة الشرق الأوسط، وقد خلص الخبراء إلى أنه وعلى الرغم من أن أفالوكس كان يستخدم على مدى عقد من الزمان إلا أنه لم يفقد أي من فعاليته، وقد ثبت أنه خيار علاجي فعال ساهم في شفاء العديد من مرضى عدوى الجهاز التنفسي فضلا عن مرضى عدوى إلتهابات الجلد ومكوناته المصحوبة بمضاعفات. وأوضح الخبراء أن حظر التدخين الذي تم تطبيقه حديثا في مدينة الإسكندرية بمصر، يدل على أنه تم أخيرا الإنتباه للمشكلة المسببة للعديد من أمراض الجهاز التنفسي بمنطقة الشرق الأوسط، وإلى جانب الجهود المبذولة للقضاء على التدخين في الأماكن العامة هناك حاجة إلى علاج فعال لعلاج المدخنين الذين أصيبوا بالفعل بالأمراض التنفسية المزمنة مثل مرض السدة الرئوية المزمنة COPD من أجل الحفاظ على نوعية الحياة لديهم وتحسينها. "التدخين هو أحد العوامل الهامة في تطور وتفاقم الأمراض التنفسية المزمنة" كما يقول البروفيسور هارتموت لود، أستاذ بمركز أبحاث الدراسات الطبية (RCMS) بكلية طب جامعة شاريتي ببرلين في ألمانيا، والذي يضيف أن المرضى الذين يعانون من عدوى بكتيرية بالجهاز التنفسي يحتاجون للمضادات الحيوية الفعالية لتحسين الأطوار الحادة للمرض".مشيرا إلى إن أفالوكس غالبا ما يستخدم في حالات عدوى الجهاز التنفسي مثل التفاقم الحاد لإلتهاب الشعب الهوائية المزمن (AECB)، أو الإلتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع (CAP). وأضاف هارتموت: وجدت الدراسات الإكلينيكية التي أجريت خلال السنوات العشر الماضية أن موكسيفلو كساسين يقدم مميزات أفضل من المضادات الحيوية الأخرى الشائع إستخدامها في كل من هاتين الحالتين، فالدراسة المرجعية MOSAIC 1,2 أوضحت تفوق أفالوكس في علاج التفاقم الحاد لإلتهاب الشعب الهوائية المزمن (AECB) مقارنة بنظم العلاج القياسية الأخرى؛ فقد وجد أن المرضى يعودون للحالة الصحية لما قبل التفاقم بصورة أفضل مع العلاج بموكسيفلو كساسين وتنخفض نسبة إحتياجاتهم لجرعات إضافية من مضاد حيوي آخر بما يقرب من 50% مقارنة بنظام العلاج المعتاد. وعلاوة على ذلك، فإن متوسط المدة الزمنية بين حالات التفاقم الحاد لإلتهاب الشعب الهوائية المزمن كانت أطول بأسبوعين في المرضى الذين يعالجون بأفالوكس عنها في المرضى الذين يعالجون بالعلاجات المعتادة. كما أوضح البروفيسور لوود "كل حادثة تفاقم لاتؤثر على نوعية الحياة بالنسبة للمريض على المدى القصير فقط، ولكن على المدى البعيد أيضا"، وهذا يعني أن تأخير حدوث التفاقم هو مفيد للمريض". إن مميزان موكسيفلو كساسين التي تمت ملاحظتها في الدراسة كانت واضحة بصفة خاصة في المرضى المسنين، ومرضى الحالات الخطيرة. وأظهرت العديد من الدراسات على الإلتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع أن موكسيفلو كساسين هو خيار علاجي ممتاز؛ حيث وجدت الدراسة CAPRIE 3,4 أن المرضى المسنين الذين تلقوا أفالكوس كانت لديهم معدلات شفاء إكلينيكية عند اليوم 3-5 منذ بدء العلاج أكثر وضوحا من الذين تلقوا ليفوفلوكساسين. وخلصت الدراسة إلى أن أفالوكس كان فعالا وآمناً بالنسبة للمرضى وحقق معدلات شفاء أكثر من 90% في كل الحالات الخطرة وكل الأعمار للمجموعات الفرعية. وهو ما وضح أيضا في الدراسة TARGET5.بالإضافة إلى دراسات إكلينيكية أخرى مثل الدراسة MOTIV6، أو الدراسة MOXIRAPID7. ويقول البروفيسور سرهات أونال، رئيس قسم أمراض الباطنة بكلية الطب بجامعة هاسيتيب بأنقرة (تركيا)، إن مقاومة المضادات الحيوية في إزدياد مؤخرا، ومن الضروري وجود خيارات علاجية متنوعة مضادة للميكروبات وذات فعالية في مثل هذه الأمراض". وتقدر أسباب الوفاة نتيجة أمراض الرئة المزمن بنسبة 4% من عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط. وعلى المستوى العالمي فقد توفى 3 مليون شخص بسبب مرض السدة الرئوية المزمنة في عام 2005، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض سيكون ثالث أكبر أسباب الوفاة على مستوى العالم بحلول عام 2030. وفيما يختص بموضوع مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية فتؤكد البيانات الحديثة من منطقة الشرق الأوسط أن المقاومة ضد أفالوكس منخفضة جدا وثابتة. وعلق البروفيسور عادل خطاب رئيس قسم الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس، بقوله" يرجع هذا لحقيقة كون موكسيفلو كساسين يتمتع بأفضل الخصائص الحركية والديناميكية الدوائية بين مجموعته. وحيث أنه من المحتمل جدا أن ترتفع معدلات إنتشار مرض السدة الرئوية المزمن في الشرق الأوسط نتيجة لنسبة المدخنين العالية، وخاصة نتيجة للإتجاه العام نحو إنتشار التدخين بين المراهقين الصغار، فمن المؤكد أيضا أنه سيزداد إستعمال المضادات الحيوية. وقال خطاب: "يمثل موكسيفلو كساسين خيار علاجي فعال مع خطورة منخفضة لظهور مقاومة، آملا أن تنجح المجهودات المبذولة، عن طريق حظر التدخين وزيادة الضرائب على السجائر، في خفض معدل التدخين بصورة عامة، حتى يتم القضاء على السبب الرئيسي وراء العديد من الأمراض التنفسية المزمنة. جدير بالذكر أن "أفالوكس" للحقن الوريدي (IV) لم يتم تسجيله في مصر بعد، كما أن استخدامه للعدوى داخل البطن لم يتم تسجيله أيضا في جميع دول الشرق الأوسط.