أثار انسحاب منصور حسن، رئيس المجلس الاستشارى، من سباق الرئاسة، موجة من الجدل فى الأوساط السياسية والحزبية، حيث اعتبر البعض انسحابه، إضافة لرصيد مرشحين آخرين، فيما اعتبره البعض خطوة متوقعة، بينما قلل البعض من أهمية ترشحه ودلالة انسحابه، لكن الغالبية اتفقت على أنه ضحية لكلمة "مرشح توافقى" للإخوان والمجلس العسكرى. قال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الهيئة ستعقد اجتماعًا بعد غدٍ الثلاثاء، لمناقشة قرار تراجع منصور حسن عن الترشح لانتخابات الرئاسية، بعد أن أعلن الوفد دعمه فى الانتخابات. وأضاف شيحة أن الهيئة العليا ستناقش دعم مرشح آخر، فيما قال ردًا على اتجاه الوفد لدعم عمرو موسى: "هذا الموضوع سابق لأوانه"، مؤكدًا أن منصور حسن لم يتشاور مع الوفد قبل اتخاذ هذا القرار. وأرجع "شيحة" موقف منصور حسن، للمناخ السيئ الذى تعيشه البلاد، وحالة التردد والتردى التى تجعل أى مواطن يراجع نفسة قبل الإقبال على هذه الخطوة، نافيًا أن يكون قد تعرض لأي ضغوط لاتخاذ هذا الموقف المفاجئ، خاصة وأن هناك أسلحة فتاكة يستخدمها المرشحون للرئاسة، ويرفض حسن استخدامها نظرًا لتاريخه المشرف. فى شأن ذى صلة، علق الدكتور عبدالجليل مصطفي، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، علي قرار انسحاب منصور حسن، قائلا "خيرًا فعل"، مضيفا "أنا أحترم منصور حسن علي المستوي الشخصي، لكن ممارساته في الفترة الأخيرة لم تكن علي قدر توقعاتي". من جانبها، فسرت كريمة الحفناوي، أمين عام الحزب الاشتراكي المصري، قرار انسحاب حسن مما أسمته "مولد الرئاسه" بأن القوي المضادة للثوره لم تطرح بعد الورقة الأخيرة الخاصة باسم الرئيس، ولم يتوافقوا عليه بعد، وفي هذا الإطار يدخل الساحه منصور حسن ثم ينسحب"، وأشارت إلى وجود حالة من الارتباك لدي هذه القوي، لأنهم لن يستطيعوا اختيار رئيس يرضي جميع الأطراف، لأن الوصول لهذه التوليفه سيكون صعبًا، ولهذا انحسب "حسن". واعتبر عماد عطية، عضو الهيئة العليا لحزب التحالف الشعبي الاشتراكى، أن انسحاب منصور حسن لن يكون مؤثرًا بالمعنى الحقيقى، وأن الأهم من انسحابه هو الوقوف على دلالة هذا الانسحاب التى تشير إلى الصعوبات التى يواجهها المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين فى الوصول لمرشح توافقى يرضي جميع الأطراف. ولفت عطية إلى ضرورة قراءة انسحاب حسن فى إطار المناورة السياسية التى تدور حاليا بين الإخوان والعسكرى، معتبرًا أن ما يتردد حول طرح الإخوان لمرشح من بينها يقع فى إطار التهديد من أجل الضغط على المجلس العسكرى فى إطار تلك المناورة لا أكثر، مؤكدًا أن انسحاب حسن يعكس بوضوح الأزمة بين الطرفين. من جانبه يرى الدكتور وحيد عبدالمجيد، المنسق العام للتحالف الديمقراطى، أن انسحاب حسن ليس له أى تأثير، لأنه لم يكن موجودا فعليا من الأساس، مشيرا إلى أن حسن اعتمد على علاقاته بعدد من القوى السياسية ظنا أنها ستدعمه، فانتظر هذا الدعم وعندما لم يأت بنتيجة لانسحاب بعض الأطراف أو الانقسام الداخلي، الذى شهدته أطراف أخرى، اكتشف أنه لن يتمكن من خوض تلك المعركة، فكان من الطبيعى أن يعلن انسحابه. وقال عبدالمجيد إنه كان يتوقع انسحاب "حسن" لكونه انضم متأخرا إلى سباق الرئاسة، وأنه فى ظل ضيق الوقت والجهد الذى يتطلبه خوض الانتخابات الرئاسية، لم يكن ليتمكن من خوض تلك المعركة وحسمها لصالحه دون دعم القوى السياسية له، لذا عندما خسر رهانه على دعم تلك القوى له معتبرا نفسه مرشحا توافقيا لها، كان الانسحاب متوقعا خاصة أنه كان سيواجه صعوبات كبيرة فى الحصول على توكيلات ترشحه أو دعم نواب البرلمان (الشعب والشورى) وكانت النتيجة ستكون هزيلة وصعبة فى النهاية مقارنة بتاريخه السياسي المشرف. من جانبه، قلل عادل الوسيلى، المتحدث الإعلامى لحملة "دعم خالد على رئيسا للجمهورية" من أهمية وتأثير انسحاب حسن، مشيرا إلى أن انتخابات الرئاسة معركة مفتوحة وانسحاب أى مرشح منها لن يؤثر كثيرا، منتقدا فكرة المرشح التوافقى والجدل المثار حوله، مؤكدًا أنها فكرة غير واقعية عمليا لأن التكتلات الانتخابية المتواجدة حاليا على المشهد السياسي المصرى لا تتمتع بالقوة أو التأثير الكاف لحسم تلك المعركة لصالحها، حتى لو كان التيار الإسلامى متحدا، معتبرًا انتخابات الرئاسة معركة شعب بأكمله بكل فئاته وليست معركة متوقفة على تيار سياسي بعينه. أما عمرو فاروق، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط والأمين العام المساعد للحزب، فأكد أن انسحاب حسن يمثل خصما من التيار الوطنى العام، وخسارة عامة، لافتًا إلى تاريخ منصور حسن الوطنى حتى وإن اختلف الكثيرون معه فى أدائه ومواقفه السياسية كرئيس للمجلس الاستشارى، معربًا عن رفضه للجدل الذى انتشر حول كونه مرشحًا توافقيًا، معتبرًا الفكرة نفسها ليس لها أى دلالات أو أسانيد وأن ماتردد حولها، مجرد كلام مرسل. وأشار فاروق إلى أن انسحاب حسن يبرز بشدة الأزمة التى يواجهها الإخوان حول تأييد أحد المرشحين، لافتًا إلى أنه عندما تم طرح حسن كمرشح تدعمه الجماعة فإن ذلك وضعها فى مأزق أمام قواعدها، خاصة أن هناك مرشحين ذوى خلفية إسلامية مثل أبو الفتوح والعوا فى الوقت الذى يحظى فيه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح بدعم من قطاع واسع من قواعد الجماعة وشبابها، مشيرًا إلى أن "الوسط" نتيجة لمرجعيته الإسلامية يفضل مرشح وسطى المنهج لذا حرص على الوساطة بين أبوالفتوح والعوا الممثلين لذلك التيار. فى غضون ذلك، نفى أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل ومنسقها العام أن يكون انسحاب حسن مناورة سياسية كما يردد البعض، مؤكدا أن ذلك يتنافى تمامًا مع تاريخه السياسي، معتبرًا أن انسحابه نتيجه طبيعية ومتوقعه لأنه كان يطمح فى دعم القوى الثورية له، إلا أنه خسر هذا الدعم نتيجة ارتباطه بالمجلس العسكرى ورفض تلك القوى لأى مرشح يحظى بدعم العسكرى. وأكد ماهر أن انسحاب حسن سيكون مؤثرا بلا شك لكونه منافسًا له وزنه وثقله السياسي أيا كان اختلاف الكثيرين معه فى علاقته بالمجلس العسكرى أو جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه كان يتمتع بقدر من التأييد فى أوساط بعض القوى السياسية التى أعلنت عن دعمها له. عبدالمنعم إمام، عضو مؤسس حزب العدل، اتفق مع رأى أحمد ماهر، مؤكدا عدم تفاجئه من انسحاب حسن نظرًا لتاريخه السياسي المشرف الذى سيمنعه من أن يختتم هذا التاريخ بالهزيمة فى سباق الرئاسة، فى ظل فرصته المحدودة أمام ما تردد من جدل حوله طوال الفترة الماضية خاصة فى ظل وجود انقسامات وخلافات بين القوى السياسية التى أعلنت دعمها له منذ ترشحه وتلويح الإخوان بطرح مرشح من داخل الجماعة.