أثار الحوارالمطول الذى أجراه رئيس المجلس الاستشارى منصور حسن مع الإعلامية هالة سرحان فى برنامجها "ناس بوك" على قناة "روتانا مصرية" أمس وأمس الأول موجة من الجدل الشديد على مواقع التواصل الاجتماعى بين رواد تلك المواقع، حيث اعتبر قطاع عريض منهم أن ذلك الحوار المطول يهدف إلى إعادة تقديم حسن كمرشح رئاسي محتمل ورئيس ثورى تتوافق عليه القوى السياسية والمجلس العسكرى. وما أكد ذلك الانطباع لدى رواد تلك المواقع، هو توقيت الحوار الذى جاء مباشرة بعد إعلان الدكتور محمد البرادعى انسحابه من الترشح لانتخابات الرئاسة بالإضافة إلى تسريبات نشرت على عدة مواقع إخبارية، تقول إن قيادات حزب الحرية والعدالة وحزب الوفد وقوى سياسية أخرى تدرس سيناريو جديدًا لطرح الوزير السابق في عهد السادات لانتخابات رئاسة الجمهورية وأن هناك تحركات لإطلاق حملة طرح منصور حسن كمرشح رئاسى خلال الأيام العشرة المقبلة عبر شبكة الإنترنت، وأن أحد نواب "الحرية والعدالة" البارزين يقود هذا التحرك بالتنسيق مع بعض القوى الأخرى و التى بدأت بإطلاق حملة "الحملة الشعبية لدعم منصور حسن لرئاسة الجمهورية" والتي انطلقت الثلاثاء الماضي بمركز أبو كبير بالشرقية لجس نبض الشارع حول فكرة طرح منصور حسن للمنافسة على المنصب، وحتى يُقال إن الحملة انطلقت من مسقط رأسه على الرغم من نفى الجماعة لهذه التحركات وتأكيدها على كونها مجرد شائعات لا صحة لها. بالإضافة إلى تصريحات أدلى بها الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أكد فيها أن ترشيح منصور حسن رئيس المجلس الاستشارى لرئاسة الجمهورية عن حزب الوفد أمر وارد، ويأتى هذا السيناريو استنادًا إلى أن " حسن" يلقى قبولا كبيرا فى الأوساط السياسية، كما يلقى ارتياحا لدى أعضاء المجلس العسكرى خاصة بعد تماسكه خلال أحداث مجلس الوزراء فضلا عن عدم وجود تحفظات ملموسة عليه بين الأحزاب والأطراف المختلفة. ما بين مؤيد ومعارض اختلفت الآراء والمواقف من فرضية كون حسن رئيسا توافقيا قادما لمصر فى مرحلة دقيقة وحرجة من تاريخها، فالمؤيدون اعتبروه شخصية وطنية معتدلة قد تتوافق عليها كل الأطراف فليس له مشكلات مع الإخوان الذين أصبحوا هم حزب الأغلبية الآن، كما أنه لم يصطدم بالمجلس العسكرى والجيش بل على العكس أعلن خلال حواره عن تقديره للجيش ورفضه لفكرة الخروج الآمن للمجلس العسكرى، مؤكدا أنهم يجب أن يخرجوا خروجا مشرفا يليق بهم بالإضافة إلى معاصرته لثلاثة رؤساء بحكم كونه سياسيا قديما مما شكل لديه خبرة سياسية متعمقة، قد تؤهله لتحقيق التوازن المطلوب فى المرحلة المقبلة. إلا أن قطاعا كبيرا من النشطاء قد أعلنوا عن رفضهم الشديد لترشح حسن للرئاسة مرجعين أسبابهم إلى كبر سنه وإلى تصريحاته المتعلقة بالمجلس العسكرى، والتى بدت لهم تمثل انحيازا شديدا للمجلس وإنكارا لتجاوزات ارتكبها فى الشهور الأخيرة وآخرها أحداث مجلس الوزراء منتقدين محاولته قصر تلك التجاوزات على فئة محدودة من الجنود الذين بالنسبة لهم لم يكونوا ليجرؤوا على تلك التجاوزات دون أن تصدر لهم أوامر بذلك، معلنين رفضهم لكل من يروج للخروج الآمن للمجلس العسكرى وتكريمه وتمسكهم بمحاسبة العسكريين المتورطين فى أى تجاوزات وانتهاكات ضد المتظاهرين والمعتصمين السلميين أيا كانت رتبهم ومواقعهم . واعتبر نشطاء أن "تصعيد" منصور حسن إعلاميا فى ظل تلك التحركات التى يقودها حزب الأغلبية "الحرية والعدالة" - على الرغم من نفيه - بالإضافة إلى حزب الوفد والقبول من المجلس العسكرى الذى اتضح من تصريحات حسن انحيازه له قد يجعله "المحلل الأمثل " حيث يمثل حلا لإشكالية تسليم السلطة من وجهة نظر المجلس العسكرى إلى رئيس لا يصطدم بالمؤسسة العسكرية ويحافظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية ويكفل له خروج آمن دون محاسبة، مما سيجعله بمثابة عصام شرف جديد ويؤكد وجود "صفقة " بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين . كذلك ربط النشطاء بين التسريبات التى تم نشرها حول طرح منصور حسن كمرشح رئاسي توافقى وبين استقالة الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد من المجلس الاستشارى أول أمس والمحتوى المثير للجدل للعدد الأسبوعى من جريدة الوفد الذى صدر أمس الخميس حيث حمل العدد مانشيتات وصفها البعض بكونها ساخنة جدا تصطدم بشدة بالمجلس العسكري وأعضائه، حيث تصدر العدد مانشيتات مثل "الشعب يريد رأس المشير – سامي عنان الطامح في دور عبد الناصر – العسكري قائد الثورة المضادة – عن صحيفة إسرائيلية النخبة متفائلة بعد هدم العسكري". وهو ما دفع الكثيرين علي مواقع التواصل الاجتماعي بالتساؤل عن سر خروج هذا العدد بهذا المحتوي في ذلك التوقيت علي خلاف الخط الهادئ الذي كانت تنتهجه الصحيفه متجنبة توجيه انتقادات للمجلس العسكري حتي اعتبرها عدد كبير من النشطاء أنها كثيرا ما كانت تروج لسياساته، خاصة بعد أن انسحب البدوى من منصب رئيس مجلس إدارة الجريدة الورقية والبوابة الإلكترونية للحزب وأصبح محمد كامل رئيسا لمجلس الإدارة ومحمد مصطفى شردي نائبا له. يذكر أن الوزير السابق منصور حسن فى حواره مع برنامج "ناس بوك" لم يتطرق إلى قضية ترشحه للرئاسة من عدمه وإنما تطرق الحوار إلى ذكرياته خلال معاصرته لثلاثة رؤساء وآراؤه فى الثورة والمجلس العسكرى وسياسة مصر الخارجية والأوضاع الداخلية والمشهد السياسي الحالى والمواصفات التى يجب أن يتحلى بها رئيس مصر المقبل والدور الذى يقوم به المجلس الاستشارى الذى يرأسه ورؤيته للدستور ودور المجلس فى المرحلة المقبلة بعد الانتخابات.