اتسمت العملية الانتخابية في الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب التي أجريت الأحد بالهدوء، عكس ما كان متوقعا قبل انطلاقها، خاصة مع سخونة الحملات الدعائية والتحريضية لعدد كبير من الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية المختلفة، والتي بذلت جهودا مكثفة لحشد وجذب المؤيدين والمتعاطفين والناقمين. لم يخل المشهد الانتخابي الذي جرى يوم الأحد من بعض مظاهر العنف والاشتباك والاحتجاج الذى وصل إلى حد الغضب والتراشق بالألفاظ والكلمات واللكمات، بين أنصار بعض المرشحين من قوى مختلفة وفي عدد متباين من الدوائر، فضلا عن حدوث جملة من الانتهاكات التى يحاسب عليها القانون، سواء أثناء إجراء العملية الانتخابية أو بعدها. فى الوقت الذى أشارت فيه غالبية التقارير والشهادات الرسمية إلى التركيز على الهدوء، عمدت تقديرات بعض المراقبين وقوى المعارضة إلى التضخيم من الخروقات، وتصوير العنف على أنه السلاح الرئيسى فى الانتخابات. وقد خرجت البيانات الرسمية من اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الداخلية مغايرة أحيانا لمعظم التقديرات الأخرى التى أعلنت من قبل غالبية قوى المعارضة. ويرصد التقرير التالي مجموعة الأحداث التى وقعت يوم الانتخابات، وفقا لما تداولته الكثير من وسائل الاعلام المصرية، للتعرف على حدود وخريطة العنف والتجاوزات. كانت أبرز الأحداث ما شهدته دائرة سمنود فى محافظة الغربية من اشتباكات بين أنصار المرشحين، استدعت إغلاق عدد من المقار الانتخابية في مجمع مدارس سمنود لمدة حوالى ثلاث ساعات حتى يتسنى عودة الهدوء والاستقرار. وفي مركزي الحامول والبرلس وقعت اشتباكات بين أنصار المرشح حمدين صباحي في عدد من اللجان بسب منع أنصاره من الدخول للإدلاء بأصواتهم وإغلاق الباب أمامهم. وهو ما أدى الى إعلان صباحي عن انسحابه مبكرا من الانتخابات. إضافة الى حدوث اشتباكات في دوائر متفرقة بين أنصار مرشحي جماعة الإخوان المسلمين من ناحية وأنصار المرشحين المنافسين من ناحية أخري. كما وقعت اشتباكات وأعمال شغب من جانب أنصار ومؤيدى جماعة الإخوان وقوات الشرطة، أسفرت عن وقوع إصابات عدة وفى اماكن متفرقة، كان أشهرها إصابة ضابط شرطة بالأمن المركزي عند إغلاق صناديق الاقتراع بمدينة العياط، داخل لجنة مدرسة العياط الإعدادية، حيث قيل أن أنصار جماعة الإخوان قاموا بقذف قوات الشرطة بالحجارة اعتراضا على غلق صناديق الاقتراع. التحالف المصري لمراقبة الانتخابات الذي يضم 123 منظمة حقوقية مصرية قال إن ظاهرة العنف برزت منذ اللحظات الأولى للعملية الانتخابية. وأكد في تقرير أصدره أن "الانتخابات شهدت جملة من الانتهاكات والتجاوزات وحالات عنف أدت إلى وقوع عدد كبير من الوفيات. وهو مانفته وزارة الداخلية في بيان لها وأعلنت عن وقوع أربع حالات وفيات، لا علاقة لها بالانتخابات . اللافت للنظر أن العديد من حالات العنف التي تم رصدها يوم الانتخابات تمت عقب إنتهاء عملية التصويت وخلال نقل صناديق الاقتراع إلى لجان الفرز. وكان أبرزها إحراق بعض الصناديق في فارسكور بمحافظة دمياط. وفي مدينة إسنا بمحافظة الأقصر. واعتبرت اللجنة العليا للانتخابات في بيان لها أن الصناديق التي تضررت لاغية. وعقب الشروع فى فرز الصناديق وظهور المؤشرات الأولية للانتخابات حدثت بعض المعارك والاشتباكات في العديد من الدوائر. أبرزها قيام أنصار محمد العمدة مرشح الوفد بأسوان بالاشتباك مع الشرطة وتحطيم مقر للحزب الوطنى في كوم أمبو بشكل كامل وإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف. ناهيك عن حريق إحدى خيام الفرز فى مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ. من جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين أنصار المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ فى انتخابات مجلس الشعب بالدائرة الثالثة بأدفو، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين . وقامت الشرطة بإلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفرقة المتجمهرين. وقد استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع أيضا لتفريق متظاهرين تجمعوا عقب قيام سيارة طائشة بدهس خمسة من المواطنين تجمعوا أمام مقر مدرسة التجارة الثانوية فى مركز مشتول السوق انتظارا لإعلان نتائج فرز الأصوات. وفى دائرة الزرقا بمحافظة دمياط دارت اشتباكات بين انصار المرشح محمد عبدالله عمال وأنصار جمال الزينى، أفضت إلى إصابة 9 أشخاصَ تم نقلهم إلى مستشفى الزرقا المركزى. كما قاموا بقطع طريق الزرقا- فارسكور عن طريق إشعال النار في عدد من الإطارات. وتكرر الأمر نفسه تقريبا بوادي النطرون ، بعد أن قام المئات من أنصار المرشح محمد كمال خضر بقطع الطريق الصحراوي. وفي أسوان تجمهر نحو خمسة آلاف من أنصار مرشح الحزب الوطني محمد جلال بمركز شرطة أسوان، إحتجاجا على ما وصف بأنه تزوير لنتيجة الانتخابات لإسقاط مرشحهم في مقابل إنجاح المرشح المستقل اللواء عبد الوهاب أبوزيد بفارق 80 صوتا فقط. لم تتوقف التجاوزات عند هذا الحد، بل لقيت سيدة وطفلها مصرعهما ، بسبب تبادل لاطلاق النار بين عائلتى مرشحين بالقوصية فى أسيوط، استمر حوالى ساعتين.