انهمك العمال في وضع اللمسات الأخيرة قبيل الأوسكار، أضخم كرنفال احتفالي تشهده هوليوود هذا العام، حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الثامنة والأربعين الذي تترقبه عيون العالم بشغف هذه الليلة. غير أن الاستعدادات عكر صفوها فضيحة بطلها نجم الكوميديا البريطاني ساشا بارون كوهين، الذي ضرب بقرار أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، بمنعه من الظهور على السجادة الحمراء، باعتباره بطل فيلم "الديكتاتور". وقال كوهين خلال مقابلة تلفزيونية عن دور الاميرال شاباز علاء الدين وهي شخصية خيالية في أحد بلدان الشرق الأوسط، التي قدمها في "الديكتاتور": "أمامهم حتى ظهر الأحد ليعيدوا لى بطاقة دعوتي، وإذا لم يعيدوها، فسيرون ويواجهون تداعيات لا يمكنهم توقعها أو تخيلها". ولدى سؤاله عن طبيعة تلك العواقب المحتملة، أجاب بارون كوهين :"لنقل فقط إن أسعار النفط قد ترتفع". الحفل الذي يقدمه المنتج والكاتب والكوميدي الكبير بيلي كريستال والذي حظي بشرف تقديم الحفل ثماني مرات قبل ذلك- سوف يذاع على الهواء مباشرة في أكثر من مئة دولة، حيث يستعد عشاق الفن السابع لمشاهدة نجوم الصف الأول وهم يتهادون على السجادة الحمراء ويتقدمون لخشبة المسرح لتسليم وتسلم أكبر جوائز السينما الأمريكية. صحيح أن الطفرات التكنولوجية وتقنية البعد الثالث تركت بصمة واضحة على هوليوود في الآونة الأخيرة، لكن ليلة حفل الاوسكار هذا العام ستكون مغرقة في الحنين للماضي. فالمسرح الذي يبدو كالكهف تم تهيئته ليبدوا كدار عرض سينمائي قديمة، بينما تدور أحداث الكثير من الأفلام المرشحة لنيل جائزة أفضل فيلم، في الماضي. ولا أدل على ذلك من أن فيلم "ذي آرتيست"(الفنان) المرشح بقوة لنيل الأوسكار تدور أحداثه في هوليوود في عشرينيات القرن الماضي، عندما كانت صناعة السينما تعيش مرحلة التحول من الأفلام الصامتة إلى الناطقة. الفيلم الصامت تقريبا والمصور بتقنية الأبيض والأسود، نال عشرة ترشيحات ومرشح أيضا بقوة لاقتناص أكبر جوائز الليلة الكبرى، ومنها جائزة افضل فيلم وأفضل ممثل لجان دوجاردان وأفضل مخرج مايكل هازانافيسيوس. "هوجو" الذي نال أكبر عدد من الترشيحات-أحد عشر ترشيحا-هو أول أعمال مارتن سكورسيزي للأطفال وأيضا أول فيلم يقدمه بتقنية البعد الثالث، ويحكي عن أحد رواد صناعة السينما الذي تدفعه قصة يتيم يسعى لتكريم اسم أبيه، لإعادة اكتشاف شغفه بصناعة السينما. من بين الأفلام الأخرى المرشحة بقوة "ذا ديسندانتس"( الاحفاد ) لجورج كلوني و" مدنايت إن باريس" (منتصف الليل في باريس) لوودي ألن وفيلم الحقوق المدنية "ذا هيلب" (المساعدة). "ذي آرتيست" مرشح أيضا لنيل جائزة أفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصميم أزياء، فيما رشح "هوجو" لنيل جائزة أفضل إخراج فني، و"تري أوف لايف" (شجرة الحياة) مرشح لنيل جائزة أفضل تصوير سينمائي. فيولا ديفيز نجمة "ذا هيلب" ( النجدة ) مرشحة بقوة لنيل جائزة الاوسكار أفضل ممثلة، فيما تنافس زميلتها في الفيلم نفسه أوكتافيا سبنسر، بقوة للفوز بجائزة أفضل ممثلة مساعدة. اما النجم كريستوفر بلامر - 82 عاما -فمرشح لنيل أولى جوائز الأوسكار في حياته، كأفضل ممثل مساعد عن دور عجوز مثلي في "ذا بيجنرز" (المبتدئون). تشمل قائمة مقدمي الحفل التي أعلنت عنها الاكاديمية النجوم ميريل ستريب وكولين فيث وناتالي بورتمان وريستيان بيل وهالي بيري وتوم كروز وبينيلوبي كروز وكاميرون دياز ومايكل دوجلاس وويل فيريل وتينا في وزاك كاليفياناكيس وتوم هانكس وأنجلينا جولي وجنيفر لوبيز وكريس روك وبن ستيلر وإيما ستون.