من أولى الرحلات التي يستمتع بها زائر محافظة الأقصر، هي رحلة البالون الطائر، التي تبدأ في الساعات الأولي من الصباح، قبل بزوغ الشمس، ليعبر السائح النيل من مكان إقامته بالضفة الشرقية إلي الضفة الغربية، لينتقل السائح عبر المزارع والحقول الخضراء إلي وادي الملوك بدأ البالون أولي رحلاته بالأقصر منذ عام 1988، علي أيدي خبراء أجانب من شركة "فيرجن الإنجليزية"، وكان المسمي هو "بالونزا أوفر ريجبت" في عام 1994، وتأسست أول شركة بالون طائر مصرية في عام 2001، ليزداد عدد شركات البالن الطائر إلى اثنتين في عام 2002، ثم إلى 3 شركات في عام 2004، وصاحب ذلك في نفس العام، إفلاس شركة "بالونزا أوفر إيجبت"، ثم تأسست شركة "سندباد للبالون الطائر" عام 2006، ثم شركة "فايكنج إير" وشركة "إبرس بالونز" وشركة "لاسكا"، وأصبح عدد شركات البالون العاملة حالياً بالأقصر هو 8 شركات. وكشف مصدر مسئول بإحدى شركات البالون بالأقصر، أن مهمة البالون معرضة لأخطار، شأنها كشأن أي مهنة أخرى، وحادثة بالون الأقصر ليست خطأ من طيار أو خطأ مهني، ولا أحد يستطيع الجزم بسبب الحادث.
وأضاف المصدر في تصريحات ل"بوابة الأهرام"، أن البالون لكي يقوم بنقل السائحين، لابد له من تراخيص من وزارة الطيران، ولو ثبت اكتشاف خطأ بسيط بنسبة 1%، يتم إلغاء ترخيص الشركة بالكامل، وكل بالونة تسجل بوزارة الطيران، ولها شهادة صلاحية، ولها تأمين ضد الحادث، مقسم على الراكب والقائد والبالونة نفسها. وأوضح المصدر، أن أخطار البالون هو عدم وجود مكان مخصص للهبوط، بالرغم من وجود مكان مخصص للإقلاع، إلا أن البالون يتحكم فيه الرياح، بالرغم من إجادة القائد للطيران، مشيرًا إلى أن قائد البالون يتم تدريبه نظريًا وعمليًا تحت إشراف طيار معتمد، وأساتذة متخصصين في علم الطيران، وبعد امتحانه يتم إعطاؤه رخصة طيار تجاري، حسب السن وقيادة البالون. وأشار إلى أن رخصة الطيران مقسمة لطرازات، من فئتي "A وB"، والأهم هي فئة "D"، لافتا إلى أن قائد البالون يمكنه التحكم في الصعود والهبوط، في مكان واسع، ومساحة فضاء، كما أن العمال مدربين على فرقة أمن ودفاع مدني في العوامية بالأقصر، مدتها أسبوع، وفرقة أمن أخرى مدتها 15 يومًا في القاهرة، كما يخضع الطيار لكشف طبي عالي المستوي. وحول توافر وسائل الأمان داخل البالون أثناء تحليقه، وإمكانية استخدام "الباراشتوات"، أكد المسئول بإحدى شركات البالون، أن به أدوات إطفاء حريق، وبه إسعافات أولية، كما تتواجد بصفة دائمة سيارتي إسعاف ومطافيء في موقع انطلاق البالون، أما عن استخدام الباراشوتات فهذا يخضع للقوانين الدولية التابعة لمنظمة الطيران الدولية "الإيكاو"، التي يلتزم بها الطيران والبالون، وهو الذي يحدد إمكانية وجود الباراشوتات أو غيرها. وعن عوامل الأمان، أكد أن البالون يخضع قبل إقلاعه لعملية فحص "Pre Flight check"، بمعنى كشف ما قبل الإقلاع، ويتم ذلك بمعرفة مهندس معتمد من وزارة الطيران المدني، وكل شركة ملزمة بتوفير مهندسين اثنين لعملية الفحص، بالإضافة للطيار الذي يكون مدربًا على كل هذه العمليات، وبعد الإقلاع يتم إجراء كشف آخر، بالإضافة إلي كشف يتم كل مائة ساعة، وأيضًا كشف سنوي يتم كل عام، من خلال لجنة متخصصة من المهندسين، وما ينطبق على الطائرة من فحص وكشوفات، يتم تطبيقه علي البالون أيضًا. وفي سياق متصل، فقد أعاد حادث ارتطام بالون طائر بالأرض، في منطقة جبلية بالبر الغربي بمدينة الأقصر، صباح اليوم الجمعة، للأذهان حادث وقع عام 2013 في نفس المنطقة، نتيجة نفس الأسباب.
فقد كانت أسباب الحادثين واحدة، فكلاهما وقع نتيجة اضطرابات في الهواء، وسوء الأحوال الجوية، وقالت التحقيقات الأولية لنيابة الأقصر في الحادث، الذي وقع عام 2013، أن سبب سقوط المنطاد يرجع إلى أن تيارات الهواء تسببت في ارتفاع البالون لأعلى، مما أدى لفشل الضحايا في الهروب من النيران التي اشتعلت نتيجة قطع خرطوم الغاز المتصل بموقد المنطاد، وأسفر عن مقتل 19 شخصًا وإصابة اثنين. بينما اليوم، وقع حادث المنطاد نتيجة سرعة الرياح الشديدة، في سماء محافظة الأقصر، والتي أدت لعدم قدرة سائق المنطاد على التحكم في الحركة، ما تسبب في سقوطه في منطقة جبلية بالبر الغربي، وأسفر الحادث عن مصرع سائح إفريقي، وإصابة عدد من السائحين بكدمات وجروح طفيفة. أما عن توقيت الحادثين، فوقعا في بداية العام الجديد، فالأولى حدثت في فراير والثانية في يناير، إضافة إلى أن عدد الركاب كان متقاربًا في الرحلتين، وهو 20 سائحًا في حادث اليوم، و21 في حادث عام 2013 #