تتواصل ردود الفعل على الساحة الإسرائيلية في ظل تصاعد المظاهرات التي تخرج كل سبت ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، وهي المظاهرات التي لم تهدأ منذ اتهام نتنياهو في ثلاث قضايا فساد رئيسية ، بعضها عسكري مثل قضية الغواصات وبعضها إعلامي مثل السعي للضغط على صحف معينة للتوقف عن التوزيع لإتاحة الفرصة أمام صحف أخرى لتوزع أكثر. وبات واضحا أن هناك غضبا بالشارع الإسرائيلي من هذه الاتهامات ، بخاصة أن الحديث يدور الآن عن تورط نتنياهو وزوجته واتهامهم في ثلاث قضايا فساد رئيسية وبعض من القضايا الفرعية الأخرى ، والتي يأتي على رأسها اتهام زوجة نتنياهو "سارة" بالمعاملة القاسية والسادية في حق مدراء منزلها ، واستغلال منصب زوجها ونفوذه للإساءة للعاملين لديها بقوة. غير أن النقطة البارزة هي أن هناك توجهات إعلامية أو قوى دعائية تمنع من التصعيد الواضح لنتيناهو ، سواء على الصعيد الإسرائيلي أو الصعيد الدولى. والمعروف أن واحدة من أبرز القضايا المتهم فيها نتنياهو هي محاولته إقناع واستمالة وسائل الإعلام لدعمه ومساندته ، بل ومحاولة إقناع القائمين على صحيفة يديعوت أحرونوت بدعمه ، حيث عرضت وسائل الإعلام الإسرائيلية لنص محادثة تمت بينه وبين رجل الأعمال أرنون موزاس صاحب صحيفة يديعوت أحرونوت والذي طلب منه نتنياهو دعمه مقابل تخفيض أعداد توزيع صحيفة إسرائيل اليوم ، وهو ما سيصب في صالح حجم ريع المبيعات ليديعوت أحرونوت ، خاصة وأن صحيفة إسرائيل اليوم توزع بدون مقابل ، وهو ما يؤثر في حجم مبيعات يديعوت أحرونوت بالنهاية. ومع تكرار حوادث الإدانة والتحقيقات مع نتنياهو صرح الكثير من الكتاب الصحفيين بدقة وخطورة المشهد الحالي ، وقال الصحفي المعروف عاميت سيجيل في تغريدة له أن الليكود القديم الذي عرفته إسرائيل اختفى ، موضحا أن تكرار حوادث الفساد أنهى على ما يبدو الكثير من أشكال مستقبل هذا الحزب. غير أن الحديث الأخير الذي أدلى به أخيرا وزير الدفاع موشيه يعالون عن قضايا الفساد المتهم فيها نتنياهو والذي أشار إلى تورطه في قضايا الفساد وأن عدم إدانة نتنياهو حتى الآن هو أمر مخجل ومعيب يطرح الكثير من الأسئلة . وتتزايد سخونة هذه الأسئلة خاصة وأن من قال هذه التصريحات هو وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون والذي قال صراحة أن نتنياهو إنسان مرتشي وانتهازي ، والأهم من كل هذا إنه قال أن هناك ضغوطا من بعض القوى السياسية والأمنية في إسرائيل لمنع التحقيق مع نتنياهو ، وهي الضغوط التي تأتي بدعوى الحفاظ على الاستقرار السياسي بإسرائيل والذي يمكن أن يشهد أزمة كبيرة حال إدانة نتنياهو أو الإطاحة به. المثير هنا أن القواعد السياسية أو اللاعبين الرئيسيين لنتنياهو تمت الإطاحة بهم في قضايا الفساد ، بداية من دافيد بيتان رئيس الائتلاف الحكومي بالليكود أو المحامي يتسحاق مولخو والذي يعد من أهم الشخصيات المقربة من نتيناهو ، الأمر الذي يزيد من حدة ودقة الأزمات التي يواجهها نتنياهو الآن.