للعملية الانتخابية فوائد كبيرة، لن تعود فقط على المرشح الفائز، بل على كل أصحاب المقاهى والمطاعم القريبة من اللجان الانتخابية، حيث تزدهر حركة الإقبال عليهم، ويتمنون لو أن يكون فى مصر كل يوم انتخابات، وعلى الجانب الأخر هناك فئة أخرى تضررت بدرجة ربما تقترب من ضرر رسوب المرشح، وهم أصحاب المحال والمشروعات الصغيرة، الذين أصابتهم الانتخابات بركود حاد. في جولة ل"بوابة الأهرام" في مناطق عابدين والموسكي وقصر النيل التقينا مع عدد من أصحاب المحلات والمشروعات الصغيرة أكدوا أن الانتخابات كان لها أثر سلبي علي حركة البيع والشراء بالسوق فيما أكد أصحاب المقاهي والمطاعم أن يوم الانتخابات يمثل عيدًا لهم بسبب المكاسب الكبيرة التي حققوها من الإقبال. وأكد مختار الجميل، صاحب مقهي بلدي بمنطقة السقايات بعابدين، أن اليوم ازدادت فيه الطلبات علي المشروبات بشكل كبير جدًا منذ الصباح الباكر قائلا: "الحال بقي عال العال" لافتا إلي أنه قام بتشغيل شابين لتوصيل الطلبات إلي مدرسة الوحدة التي تتواجد بها إحدي اللجان الانتخابية للوفاء بجميع طلبات المواطنين. وأوضح أنه نظرًا لارتفاع أسعار السكر ووصول الكيلو إلي 7 جنيهات وتوصيل الطلبات فإن سعر كوب الشاي يصل إلى 2 جنيه فقط للزبون العادي، ولكن مندوبي المرشحين يحصلون عليه بجنيه واحد فقط لأنهم يواصلون شرب الشاي والقهوة أثناء تواجدهم لمتابعة عملية التصويت، وبالتالي يأخذون مشروبات كثيرة. ومن جانبه أكد جمعة السايح، صاحب كشك سجائر بدائرة الجزيرة بعابدين، أن الإقبال علي شراء السجائر يتزايد هذا اليوم بشكل كبير مقارنة بالأيام العادية، لافتا إلي أن بعض الأفراد قاموا بشراء كميات لتوزيعها علي أعوانهم الذين يساندونهم في الانتخابات. و قال شعبان رجب، صاحب عربية فول، إن البيع اليوم في رواج قائلا: إن قِدرة الفول انتهت منذ الساعة 10 صباحًا، بسبب إقبال الناخبين علي السندوتشات موضحا أنه ينتظر هذا اليوم لأن فيه "سبوبة" كبيرة - علي حد قوله - ربنا بيرزقنا ب 30 أو 40 جنيه من المرشحين مقابل صوتي، فضلا عن أشياء أخري - لم يفصح بها. وفي غضون ذلك ونحن في طريقنا إلي دائرة قصر النيل التقينا بولاء خميس، عاملة في محل كوافير، اشتكت من عدم إقبال السيدات علي المحل، مشيرة إلي أنه في هذا الوقت في الأيام العادية تكون قد صففت شعر 5 أو 6 سيدات على الأقل، ولكن مع حلول الساعة 1 ظهرًا لم تدخل سيدة حتى الآن ولكنها قالت :"أنا مش عارفه إيه السبب"، فقلت لها الانتخابات، فأجابتني: "مش هينفع الستات تروح تنتخب قبل ما يعملوا شعرهم لأن معظمهن يعملن. وتعد سوق الذهب الأكثر تضررًا فى يوم الانتخابات، حيث ركود شديد، يؤكده لنا معتز عزيز، صاحب محل، لافتًا النظر إلي أن الإقبال علي الذهب بشكل عام تراجع كثيرا في الآونة الأخيرة، ولكن في يوم الانتخابات فإن الإقبال تراجع تمامًا. وأرجع سبب عدم إقبال المستهلكين علي الشراء في يوم الانتخابات إلي الخوف من تلاعب التجار بالأوزان أو الأسعار مستغلين انشغال جميع الأجهزة الرقابية بالانتخابات. ومن جانبه، أوضح رفيق عباسي، نائب رئيس غرفة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة، أنه كان من المتوقع عدم وجود بيع أو شراء في المحلات في هذا اليوم، لذلك فإن العديد من محلات الذهب أغلقت أبوابها، لافتا النظر إلي أنه علي الرغم من انخفاض أسعار الذهب بنحو 90 جنيها للأوقية ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلي 218 جنيها بانخفاض 2,5 جنيه علي سعر الخام، فإن المستهلكين لا يقبلون علي الشراء علي أمل الانخفاض. فيما أكد هاني ميلاد، سكرتير شعبة المصوغات والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، أن هذا الوقت كان مناسبا جدا للشراء خاصة مع انخفاض السعر الحالي للذهب مقارنة بالفترة الماضية؛ متوقعا أن المرحلة المقبلة سترتفع فيها الأسعار بشكل كبير جدا نظرا للمتغيرات الاقتصادية العالمية.