استيقظ سكان القاهرة اليوم، على حادثين كبيرين، أحدهما فى باب الشعرية، عندما امتد حريق مخزن للكابلات إلى 3 عقارات، والآخرعندما انهار عقار فى حى روض الفرج، وتأثيره على عقارين مجاورين، وكلا الحادثين أسفرا عن العديد من الضحايا، كما أن كليهما يسفر عن تراخٍ فى بعض أجهزة أحياء العاصمة تجاه البناء المخالف. لم تسلم العاصمة من حوادث انهيار العقارات، ففيها مناطق وأحياء عديدة بها منازل متهالكة، وبحسب تصريحات عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، هناك عقارات مر على إنشائها 500 عام، ومازال يقطنها سكان. وقال المحافظ، خلال إحدى الندوات التى نظمتها مؤسسة الأهرام، سبتمبر الماضى، إن أجهزة المحافظة ترصد من خلال غرفة العمليات المركزية والمتابعة الميدانية، عددًا من البلاغات بشأن هذه العقارات، مشيرًا إلى أن رؤساء الأحياء، لديهم علم ودراية كاملة بهذه العقارات، وحال الخطر يبلغ كل رئيس حى النائب المختص بالمنطقة، وعلى الفور تشكل لجنة مكونة من أساتذة الجامعات، تعاين العقارات لإخلائها من السكان. كما كشف المحافظ، أن لجان حصر هذه العقارات "الآيلة للسقوط"، تواجه مشكلة مع الدخلاء الذين يندسون للحصول على وحدات بديلة، والتى توفرها المحافظة "كمساكن إيواء" فى وحداتها المتوافرة بمدن بدر وأكتوبر وغيرهما. ويعد عقار روض الفرج المنهار، اليوم الثلاثاء، واحدًا من سلسة انهيارات تحدث فى العقارات بالعاصمة، فقد انهارت عقارات فى أحياء شعبية كالمطرية، حيث انهار بها عقار فى عام 2014، راح ضحيته جميع قاطنيه. وأكد وقتها نائب المحافظ للمنطقة الشرقية، اللواء أحمد تيمور، أنه سيتم التدخل السريع لترميم وتدعيم العقارات الثلاثة المجاورة للعقار المنهار بعد إخلائها، بناء على توصيات تقرير اللجنة الهندسية التى شكلتها المحافظة لمراجعة سلامتها الإنشائية، وبيان مدى تأثرها نتيجة الانهيار. وناشد "تيمور" كافة المواطنين، بضرورة مساندة جهود الأجهزة التنفيذية للحد من ظاهرة البناء المخالف بدون ترخيص، عن طريق التأكد من بيانات أى وحدة سكنية قبل التعامل معها بالشراء وبالتوجه إلى أجهزة الحي المعنية، منعًا لتشجيع المخالفين من الاستفادة من مخالفتهم، والتي تؤدي أحيانًا لإهدار الأرواح البشرية. كما يناشد المحافظ عاطف عبدالحميد، المواطنين بنفس الاحتياطات، محذرًا دائمًا أجهزة الأحياء من التراخى والتستر على البناء المخالف وغير المرخص. وأكد المحافظ، اليوم الثلاثاء، أن حادث انهيار عقار حي روض الفرج، الذى وقع اليوم، لم تصدر له أى قرارات بالإزالة أو الترميم، مشيرًا إلى أنه تم استخراج 6 أشخاص من تحت الأنقاض، و4 منهم يتلقون العلاج بالمستشفى، واثنان وافتهما المنية. وأضاف محافظ القاهرة، أن انهيار العقار أثر على عقارين آخرين بجواره، مؤكدًا أنه سيتم تشكيل لجنة هندسية عاجلة لمعرفة أسباب الانهيار، ومتابعة الوضع الهندسى للعقارين المجاورين للعقار المنهار. وأوضح المحافظ، أنه تم إخلاء العقارين المجاورين للعقار المنهار لحين الانتهاء من معاينتهما، وتم نقل السكان مؤقتًا إلى أحد مراكز الشباب. أحد خبراء التنمية المحلية، أكد ل "بوابة الأهرام"، أن ما يقرب من 40 % من العقارات المخالفة بالقاهرة مبنية على أساس غير سليم، ولم توضع لها اشتراطات هندسية خاصة بالأساسات. وأشار إلى أن حوالى 90 % من العاملين فى الإدارات الهندسية بالأحياء من حملة دبلومات فنية وصناعية، حيث إن المهندسين يرفضون العمل فى هذه الإدارات لضعف أجورها، كما أن 95 % من مبانى العاصمة، تجاوزت الارتفاع المسموح به، طبقًا للتخطيط العمرانى بالهيئة العامة للتخطيط العمرانى بوزارة الإسكان. وقال: كى لا يتكرر حادث سقوط منازل أخرى كالعقار الذى سقط في المطرية، - وهو الانهيار الأعظم فى تاريخ العقارات، حيث راح ضحيته جميع قاطنيه فى عام 2014- لا بد أن يقوم وزير الإسكان الحالي بنقل جميع الإدارات الهندسية، التابعة لوحدات الإدارة المحلية في شتي المحافظات، إلى مديريات وزارة الإسكان المنتشره في جميع المحافظات. وأوضح، أنه حتى يتم ذلك، لابد من تطوير وتطهير الإدارات الهندسية، منعًا لزيادة العقارات المخالفة، كما أن هناك دراسات بحثية عديدة أكدت وجوب نقلهم فورًا، وبناء على تقرير صادر من وزارة التنمية المحلية، وبالتحديد من الأمانة العامة للإدارة المحلية التي تتبع الوزارة في عام 2011، ولكن لم يتم تنفيذها من قبل وزير الإسكان، وهذا سيضيع على الدولة قرابة ال 118 مليار جنيه سنويًا، حصيلة انهيار العقارات المخالفة، وتحصيل رسوم من المخالفين بسبب عدم اختصاص القائمين على تلك الإدارة. يذكر، أن من أشهر حوادث انهيار العقارات فى القاهرة، ما حدث فى حى الساحل عام 2015، أثناء انهيار عقار أدى إلى مصرع 7 أشخاص، وإصابة اثنين. وفى العام نفسه، انهار عقار بمنطقة عرب غنيم في حلوان، ما أسفر عن مصرع مالكه وإصابة شقيقه، كما انهارت 3 عقارات متجاورة بمنطقة باب الشعرية دون وقوع إصابات وفى حى شرق مدينة نصر، استيقظ سكان إحدى المناطق الراقية بالحى، على انهيار جزء من عقارهم، تبعه انهيار كامل للعقار. كما تعد منطقة "مثلث ماسبيرو"، بحى بولاق أبو العلا، من أكثر المناطق التى تتعرض لانهيارات فى العقارات، نظرًا لتهالكها وعدم تنكيسها وتطويرها، بل تعد المنطقة الغربيةبالقاهرة، من أكثر المناطق التى تحدث بها انهيارات فى العقارات، حيث تضم المنطقة أحياء سكنية شعبية وعشوائية وتراثية بها عقارات قديمة، (كالوايلى والموسكى وغرب ووسط القاهرة).