لم يكتف الحزب الوطنى بتجاهل وسط سيناء من الترشيح على قوائمه لانتخابات مجلس الشعب لكنه ترك الدائرة الثانية بشمال سيناء (الشيخ زويد ورفح) مفتوحة بين أربعة من مرشحي الحزب، ففى الفئات ينافس الدكتور سليمان عراده، النائب الحالي فايز أبو حرب الذى يخوض الانتخابات للمرة الثالثة على التوالى. وينتمى عراده الى أكبر قبائل سيناء (السواركه)، والتى تسكن الساحل من مدينة بئر العبد وحتى الحدود المصرية عند رفح فيما ينتمى النائب فايز أبو حرب لعائلة الرياشات التى ترتبط بالسواركه، ليصبح الصراع عائليا قبليا حزبيا على مقعد الفئات. أما مقعد العمال فلا يختلف كثيرا فالصراع بين اثنين من قبيلة الرميلات فالنائب عيسى الخرافين يخوض الانتخابات للمرة الثالثة على نفس المقعد معتمدا على تاريخه كأحد المجاهدين خلال احتلال سيناء، ووضعه كأحد مشايخ قبيلة الرميلات وإن كان الأداء البرلماني داخل مجلس الشعب غير فاعل فى كثير من الأحيان ويواجه الخرافين طموح الجيل الجديد من الضالعين بالعمل العام متمثلا فى منافسه سالم أبو مراحيل والذي يعتمد على قطاع كبير من شباب القبيلة الذين يسعون للدفع به للفوز بالمقعد واستعادة الأمل فى التغيير وخاصة أن نواب الدائرة أصبحوا شبه دائمين. وجاء ترشيح اثنين من المستقلين ممن يتمتعون بدعم غير عادى من الناقمين على الأوضاع المتردية امنيا واقتصاديا ليقلب موازين الدائرة التى طالما احتكرها الحزب الوطني ومرشحوه. يقول أحمد أبو شيخة المرشح على مقعد الفئات وهو من قبيلة الرميلات: "لقد طال الانتظار والصبر على هؤلاء النواب اللذين تغيبوا عنا فى أحلك الظروف والمشاكل الكبرى التى لم تتوقف، ثم جاء ترشيح اثنين من قبيلتي على مقعد العمال لتفتيت أصوات القبيلة، وهو التحدى الذى قبلته بناء على طلب الجماهير وأبناء القبائل الأخرى". وكان أبو شيخه قد وزع دعايته الانتخابية وعليها صورة الرئيس مبارك وعبارة (الشورى شورتك يا ريس). أما محمد المنيعى ابن قبيله السواركة والمرشح على مقعد العمال فيحمل برنامجا انتخابيا يمثل انعكاسا لمطالب ابناء القبائل طوال السنوات التى شهدت احتجاجاتهم. يقول المنيعى لقد حان الوقت لترجمة إجماع القبائل على مطالب تتعلق بحرية المعتقلين وإسقاط ووقف إصدار أحكام غيابية، وكذلك تنفيذ الوعود بتوفير فرص عمل وتنمية حقيقية، وأضاف المنيعى أنه من دعاة التغييرالذى يتبناه قطاع كبير من نخبة المجتمع ومثقفيه في كل مصر يسعون إلى حقوق المواطنة بالتساوى مع كل المصريين. أما موسى أبو محمد أحد الناخبين فيرى أن الانتخابات القادمة هى الباب الواسع الذى قد يقضي على العصبية القبلية، مشيرا إلى أن الكثير من الناخبين سوف يعطون أصواتهم لمن يتبنى مطالبهم الحقيقية.