كم طالبنا بإعادة النظر فى منظومة النقل على الطرق، خاصة الرئيسية، ولكن الجهات المسئولة عن المرور تجاهلت هذا المطلب المهم سنوات طويلة، وأخيرا تنبهت الحكومة له، وبدأت إجراءاتها لإدخال نظام النقل الذكى على الطرق من أجل مواجهة الفوضى المرورية، بحيث يغطى هذا النظام الطرق تباعا، تزامنا مع قانون المرور الجديد الذى تم إعداده لمواجهة سلوكيات السائقين الخاطئة عبر تغليظ العقوبات على المخالفين. وقررت هيئة الطرق والكبارى تنفيذ البنية الأساسية لنظام النقل الذكى بمد كابلات كهربائية، وتركيب كاميرات مراقبة فى طرق المرحلة الثالثة من المشروع القومى للطرق، بحيث يتم تفعيل وتشغيل هذا النظام مع افتتاح كل طريق، مع تدعيمه بشبكة كاميرات مراقبة. المرحلة الثالثة تضم مشروع ازدواج طريق 6 أكتوبر الواحات بطول 325 كم، ومشروع ازدواج وصلتى ربط طريق الصعيد البحر الأحمر بسوهاج وأسيوط بحيث يصبح 3 حارات بكل اتجاه بإجمالى أطوال 180 كم، ومشروع ازدواج طريق ساحل البحر الأحمر - سفاجا بطول 213 كم ليضم 3 حارات فى كل اتجاه، ومشروع توسعة طريق القاهرةالسويس فى المسافة من الدائرى الإقليمى حتى دائرى القاهرة الكبرى. لقد بلغ التسيب على الطرق مداه، وبات مهما إحكام السيطرة المرورية عليها، ومضاعفة الغرامات على المخالفين، ومنع سير "التكاتك" على الطرق الرئيسية، إذ اختلط الحابل بالنابل، ولم يعد هناك أحد ملتزما بقواعد المرور، وصارت البلطجة عنوانا لممارسات السائقين فى غياب تام للمرور على كثير من الطرق، ولعل منظومة النقل الذكى الجديدة تضع حدا لهذا التسيب حتى تقل الحوادث وينساب المرور الذى أصبح قطعة من العذاب.