أكدت صحيفة "القدس" أن لمصر دورًا كبيرًا على الساحة الفلسطينية، إلى جانب دورها على الصعيد الإقليمي والدولي، وهو ما ألقى على عاتقها ضرورة العمل الجاد في إنهاء الانقسام، والسعي إلى المصالحة الفلسطينية التي بدأت عجلتها في الدوران. ورأت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادر صباح اليوم الأحد، تحت عنوان "الدور المصري الرائد والمصالحة الفلسطينية الضرورية"، أن استدعاء مصر العروبة أمس الأول وفدي "حماس" و"فتح" إلى القاهرة، لبحث تخطي العراقيل التي تواجه المصالحة، التي هي ضرورية لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تحيط بقضية شعبنا من كل حدب وصوب، يؤكد أن الدور المصري ليس فقط جمع طرفي الانقسام، بل أن مصر أصبحت شريكًا في إنهاء هذا الانقسام البغيض، والسير بالمصالحة خطوات إلى الأمام، وصولا إلى تحقيق هذه المصالحة، كي يصبح الانقسام خلف ظهورنا. وأكدت أن الشعب الفلسطيني وقيادته، ممثلة فى منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وجميع فصائل العمل الوطني والإسلامي، لا يمكنهما الاستغناء عن الدور المصري الذي يعمل بكل جهد من أجل لم الشمل الفلسطيني، خاصة أن المرحلة المقبلة هي من أصعب المراحل على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. وقالت الصحيفة: "دولة الاحتلال الإسرائيلي هي المستفيد الأول من الانقسام، وتسعى جاهدة لكي يبقى، والذي من خلاله نفذت انتهاكاتها وممارساتها بحق شعبنا وأرضه ومقدساته، وعلى الجانب الفلسطيني، وتحديدا طرفا الانقسام، تقديم التنازلات، حتى يتم تجاوز العقبات والعراقيل، فالقضية أهم من كل الفصائل والقوى، فهي تمر بأخطر مراحلها، ولن يوصلها إلى بر الأمان سوى الوحدة الوطنية المنشودة التي ينتظرها شعبنا بفارغ الصبر". واستطردت الصحيفة قائلة: " شعبنا أيضا يعول الكثير على القيادة المصرية في الضغط على الجانبين، بصفتها أصبحت شريكا في المصالحة، من أجل تحقيق هذا الهدف السامي، وحتى يتنازل الطرفان عن مصالحهما الحزبية والفردية، فالدور المصري في المصالحة وفي غيرها ضروري، ويجب أن يكون حاسما في هذه المرحلة، فهو أصلا الذي أسهم في إنشاء منظمة التحرير، ووقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، خلال مسيرته النضالية، ودعمه بكل قوة، من أجل نيل حقوقه الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف". وحيت الصحيفة "الدور المصري، بل الشريك المصري" - حسب وصفها، مطالبة إياه بالتدخل دوما، ووضع أجندة وبرنامج وسقف زمني لكل مرحلة من مراحل الاتفاق، والإسراع في التنفيذ على أرض الواقع، حتى يستطيع شعبنا مواجهة التحديات والمؤامرات التصفوية، خاصة أن هناك حديثا بأن الرئيس الأمريكي سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهذا يعني أن "صفقة القرن"، إن صح الحديث، ستكون في غير مصلحة شعبنا، ولن نستطيع مواجهة ذلك بدون وحدة، فالتحديات كثيرة وكبيرة، ولا مفر من تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام الأسود.