يشهد العالم زيادة مطردة في زحف التلوث الذي يهدد حياة البشر ويقوض جهود التنمية، هذا هو مجمل الأسباب التي دفعت برنامج الأممالمتحدة للبيئة إلى رفع شعار "نحو كوكب خال من التلوث " في مؤتمره الحاشد بنيروبي عاصمة كينيا والذي بدأت فعالياته منذ يومين. الاجتماع يجمع أعضاء الجمعية العامة للمنظمة التي تمثل 193 دولة، فضلا عن ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات العلمية أبرزها وكالة ناسا لعلوم الفضاء. تبدأ الجمعية أعمالها صباح الإثنين وتستمر حتى الخميس المقبل، ويغيب عنها الدكتور خالد فهمي وزير البيئة الذي أناب المهندس محمد شهاب رئيس جهاز البيئة، ومن المنتظر أن ينتهي الاجتماع بإعلان سياسي موجه للحكومات والمجتمع الدولي للتضافر في مواجهة التلوث. وعلى مدى اليومين الماضيين شهدت أروقة مقر منظمة الأممالمتحدة عددا من الندوات وورش العمل الجانبية، أهمها كان تنظيم عدة جلسات حول تضافر العلوم والسياسات لمواجهة التلوث. وأكدت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع مستويات تلوث الهواء في العالم بنسبة 8% بين عامي 2008 و2013، ومن المتوقع أن يرتفع ذلك بالنظر إلى المستويات المتزايدة للهجرة إلى المناطق الحضرية. وكشفت الأرقام أن تكاليف الملوثات في البيئة الداخلية والخارجية تقدر بحوالي 5.5 تريليون دولار، وتكاليف انبعاثات الغازات المسببة لتغير المناخ بحوالي 4.9 تريليون دولار، بينما تبلغ تكلفة التلوث الناجم عن المواد الخطرة كالرصاص والزئبق والكيماويات 480 بليون دولار والنفايات 216 مليار دولار.