انتابت القوى السياسية والمواطنين بمحافظة الفيوم، حالة من الغضب والسخط الشديد بعد مرافعة فريد الديب محامى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، فى جلسة اليوم الأحد، والتي أكد فيها أن مبارك لايزال رئيس الجمهورية، ودفع ببطلان محاكمته أمام محكمة الجنايات. وقد اتفقت ردود الأفعال على مرافعة فريد الديب، بين القوى السياسية والمواطنين فى الفيوم على أن ما ردده الديب هو كلام فارغ، ويهدف إلى التحريض ضد المجلس العسكرى "الذى يتولى مقاليد الحكم فى البلاد بصورة غير شرعية" وفقًا لما قاله الديب. وأكدوا أيضاً أن مرافعته تحمل استفزازًا لمشاعر المواطنين لإفساد عيد الثورة يوم 25 يناير القادم، كما أضافوا أنه انفصام عن الواقع الذي يؤكد ملايين من شعب مصر خرجوا إلى الميادين لخلع الرئيس مبارك، وبهذا فقد شرعيته تمامًا، فإرادة الشعب فوق كل قانون. يقول أيمن البكري عضو ائتلاف شباب الثورة، ورئيس رابطة أبناء الفيوم، أن ما قاله فريد الديب فى مرافعته هو "كلام فارغ" ولايعبر عن أي شيء، مشيرًا أن الرئيس مبارك سقط شرعيته بإرادة شعبية عبر عنها ملايين خرجوا فى جميع ميادين الجمهورية، وبهذا فإن حسني مبارك سقط فى 25 يناير الماضي وليس فى فبراير. ويضيف الدكتور أحمد عبد الرحمن، أمين حزب الحرية والعدالة بالفيوم، وعضو مجلس الشعب، أن ما قاله فريد الديب، "كلام باطل"، فسقوط مبارك كان فى أول أيام ثورة يناير، والشعب هو من خلعه من حكمه الفاسد، وكل ذلك هو كلام للاستهلاك ويعبر عن ضعف موقف مبارك فى القضية. ويقول محمد بخيت، رئيس اللجنة الإعلامية بحزب النور، إن مواقف فريد الديب معروفة، وتعبر عن من يدفع له أكثر، ولو قام كل فرد من الشعب المصري بدفع دولار واحد بحيث يكون هناك 85 مليون دولار، تقد أتعاب لفريد الديب، لكان تغير موقفه، وأعلن أنه يؤيد الثورة وسيدافع عنها، وأن مبارك فاسد وطاغوت. وأكد حسن محمد، أمين مساعد حزب التجمع، أن ما قاله فريد الديب فى مرافعته عن موكله الرئيس المخلوع مبارك، هو تحريض ضد المجلس العسكري الذي يتولى حكم البلاد، وأن وجوده فى السلطة غير شرعي ودعوة للتخريب، واستفزاز لشباب، حتى يكون عندهم المبرر للدعوة للانتقام، مشيرًا أن الشعب المصري كله يعلم أن مبارك هو المسئول الأول عن فساد مصر وقتل المتظاهرين . ويري شحاتة إبراهيم، منسق حركة كفاية بالفيوم، أن الشعب المصري الواعي لن يلتفت لكلام فريد الديب، مؤكدًا أن ما قاله الديب هو "شغل مخابرات"، وبالونه للاختبار لكسب تعاطف أكثر تجاه مبارك، مشيرًا أن القضاء سيثبت تورط مبارك الذى سينال عقابه الرادع حتى " لو دافع عنه 20 فريد الديب" . وبقول الدكتور حسين ياسين، أمين حزب الوسط بالفيوم، إن ماقاله فريد الديب يعبر عن أسلوبه فى القانون، وهو الصدام، وأن كلامًا مثل هذا لا يصلح لمرافعة قانونية فهو منفصل كليًا عن الواقع الذي يؤكد أن مبارك خلع بإرادة شعبية. ويضيف صلاح حلمي، رئيس لجنة شئون الإعلام بحزب الغد، أن فريد الديب يتلاعب بالقانون، وأنه كان يعلم ببراءة أيمن نور مع ذلك شارك فى مسرحية حبسه وسجنه، مشيرًا أن محاكمة مبارك هزلية وأنها "أكبر مقلب فى تارخ المصريين والثورة"، فوفقًا للقوانين الدولية والقانون المدني مبارك لن يعدم أو تصدر ضده أحكام لأنه اجتاز السبعين من عمره، وطالب حلمي أن يسجن هو وأولاده فى الجناح الفاخر الذي يقيم به مبارك فى المركز الطبي العالمي . ويقول أحمد سيد عبد التواب " موظف" أن كلام فريد الديب كان على سبيل " النكتة" ولا يعبر عن الواقع أو الحقيقة، ومقصود ذلك قبل الاحتفال بالثورة بيومين فقط لإثارة البلبلة والشغب. ويرى صلاح رشدى محمود، " مهندس"، أن الديب فقد صوابه، ويريد أن يعطى حجمًا وتعطفًا أكبر للقضية، ولكن الإرادة الشعبية فوق كل قانون، وهى التى خلعت حسنى مبارك، ولن ترضي بسبيل غير محاكمته، والإلقاء به فى السجن تنكيلاً بما فعله من جرائم فى حق الشعب المصري.
