لم يعد في هذا العالم مكانًا للخصوصية، حتى قادة أعظم الدول يتعرضون لاختراق هواتفهم الشخصية لتنتقل أسرارهم على المشاع من أجل تنفيذ مخططات سياسية لا تعترف بوجود الأخلاق في عالمنا المعاصر. الآونة الأخيرة شهدت خطرًا كبيرًا يهدد الدول الكبرى قبل الصغرى، ما بين اختراق مواقع وهواتف وحسابات شخصية، لم نعرف منها إلا ما تعرضت له الدول الكبرى التي تملك الفعل ورد الفعل، لكن ما خفي كان أعظم فبالتأكيد هناك آلاف العمليات التي تجري في دول صغرى وتمر دون اكتشاف بسبب الفجوة التكنولوجية الهائلة ما بين الدول. الصحف الأمريكية كشفت قبل أيام أن عام 2015 شهد سرقة قراصنة مدعومين من الحكومة الروسية معلومات إلكترونية أمريكية شديدة السرّية من وكالة الأمن القومي، بعد أن وضعها أحد المتعاقدين على جهاز حاسوب في منزله. وفي أغسطس 2016 نشر أحد القراصنة الأمريكيين أرقام هواتف وعناوين البريد الإلكتروني ل200 عضو ديمقراطي سابقين وحاليين في الكونجرس، ومن ضمن الأرقام المنشورة رقم هاتف زعيمة الأقلية الديمقراطية نانسي بيلوسي. ولا يجب أن نغفل واقعة اختراق الهاتف الشخصي للرئيس السابق باراك أوباما في عام 2008، والتي تم معرفة فواتير هاتفه الشخصي ومعلومات حساسة تخصه. كما كشفت مجلة بولتيكيو الأمريكية أن الهاتف الشخصي لكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي تعرض للاختراق بعد قيام فنيين بفحصه، فالقسم التقني في البيت الأبيض بعد فحص الجهاز توصل إلى أن هناك اختراقاً بالفعل، وتم سحب الجهاز من كيلي لمعرفة مدى الاختراق. وأشارت المجلة إلى أن الجناح الغربي للبيت الأبيض شهد إضافات مساحات جديدة لتخزين الأجهزة الشخصية، ووصل تحذير للمساعدين في الإدارة للحد من استخدام هواتفهم المحمولة داخل المبنى. وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الهاكرز قاموا بنشر معلومات خطيرة تهدد أمن أمريكا فكان منها بيانات هامة كانوا يحاولون الحصول عليها، مثل معلومات شخصية، عن أعضاء لجنة الاستخبارات والخدمات العسكرية والعلاقات الخارجية في مجلس النواب ووجهت الولاياتالمتحدة التهمة إلى روسيا . وتمكّن أيضا بعملية أخري قراصنة روس يعرفون باسم سايبر فور من قرصنة أكثر من 500 مليون حساب بريد إلكتروني وكشفوا أسماء مستخدميها وكلمات سر الحسابات، وقد سرقت البيانات من 420 ألف موقع إلكتروني. فضيحة تجسس أخرى أثارتها تسريبات للمتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، حول اختراق الوكالة للهاتف المحمول للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل. هذا النوع من الاختراق أخطر علي العالم من الإرهاب ويدخل في نطاق ما يعرف باسم حروب الجيل الرابع ولا يوجد أي خطة لمحاربة هذا النوع من الاختراق لأن أي نظام موضوع لا يخلو من الثغرات. "بوابة الأهرام " رصدت آراء بعض خبراء في تلك القضية التي تهدد الدول وتنتهك الحقوق الشخصية والحياة الخاصة. قال ياسر غلاب، خبير "السوشيل ميديا" ، إن أي نظام يوجد فيه ثغرات، وهذا ما يعمل علية المخترق من أجل تحقيق أهداف مالية وسياسية، كما يشير إلى وجود نوعين من المخترقين الأول يسمي " ويت هاكر " وهذا النوع مفيد وليس ضارًا بالمجتمع لأنه يكتشف الثغرات من أجل إصلاحها مثل ما حدث في البيت الأبيض حيث تم اخترق النظام الخاص به من أحد العاملين بالبيت والإشهار بالسلبيات التي كانت تحدث داخل البيت الأبيض وكل ذلك بغرض الإصلاح السياسي والاجتماعي. والنوع الثاني وهو "ريد هاكر" هو من أخطر أنواع "الهاكرز" الموجودين لأنهم يستغلون ثغرات النظام لأغراض سياسية ومالية هدفهم هو تحقيق أكبر ضرر ممكن للمجتمع . وأوضح خبير السوشيال ميديا، أن أي شركة أو مؤسسة تمتلك فريق متخصص لمقاومة هذا العمل الإجرامي وتم وضع خطط للتقليل منه ولكن من المستحيل ألغاءه في أي نظام في العالم. اختراق الهواتف وأشار المهندس مصطفي عادل، مختص برمجة الكترونيات أن اختراق الأجهزة الإلكترونية جريمة كبيرة وخطيرة تهدد جميع المؤسسات في الدول وخاصة الدول الكبرى، مشيرا إلي أن هذه الجريمة يحاسب عليها القانون. وأضاف عادل أن معظم " الهاكرز" يستخدمون وسائل لتأمين نفسهم مثل استخدام "Hidden ID" وهذا يعني أن لا يستطيع أي جهاز كمبيوتر اكتشاف المخترق، كما أنهم يستخدمون ايميلات مزيفة من دول أخري حتى يصعب اكتشافهم . وأوضح مختص البرمجة أن معظم الدول الكبيرة أخذت حذرها لعدم تكرار مثل هذه الاختراقات مرة أخري عن طريق استخدام أداة تشفير قوية وسد أي ثغرات داخل الأنظمة.