رسالة مهمة بكلمات محددة وذات معنى ومغزى من السيدة جيهان السادات نشرها الموقع الإخباري Jol press الفرنسي قبل ساعات من الاقتراع على انتخاب مدير جديد لمنظمة التربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" والتي تترشح فيها مصر لإدارة اليونسكو من خلال الوزيرة السابقة والدبلوماسية المرموقة مشيرة خطاب . الرسالة التي نشرت بالفرنسية قالت فيها السيدة جيهان السادات :" ستة وثلاثون عامًا وتستمر الأحداث لتثبت يومًا بعد يوم أنها ستكون 6 أكتوبر 1981، تغيرت إلى الأبد العالم وفي ذلك اليوم، سقط أنور السادات تحت رصاص الكراهيه لفتحه أبواب السلام الواسعة مع إسرائيل ولا يزال الناس الأبرياء في جميع أنحاء العالم يدفعون ثمنًا باهظًا للظلامية والتعصب والإرهاب" وأشارت في رسالتها .. مع السادات ورؤيته وميراثه أود أن أنقل رسالة أمل لا نهائية وحين نعيد صدى صوته عندما قال " لا شيء مستحيل" الكراهية ليست ولا ينبغي أن تكون أبدًا العملة المتبادلة بين الشعوب، وقد أثبت السادات ذلك ودفع ذلك للأسف الثمن غاليًا. وعادت جيهان السادات لتقول لا أستطيع أن أتخيل كيف كان يمكن أن يصبح عالمنا دون زيارته التاريخية إلى القدس ودعوته إلى الإخاء والسلام والتفاهم. وكانت مصر تحمل رسالة أمل، وبلدنا مصر تقدم الْيَوْمَ للعالم واحدة من التي تجذرت في إفريقيا وفي العالم العربي والعالم الإسلامي والقيم الإنسانية، وربما يكون هذا تحديًا أكبر من ذلك التي واجه السادات؟ السادات واجه الكراهية والخوف من الآخر وواجه المساس ثباتًا، معطيًا الفرصة لأصوات السلام أن تظهر، وفِي وقت لاحق بعد عدة سنوات قتل إسحاق رابين ولكن الكارهين تجاهلوا أن أصوات رجال الشجاعة والسلام لن تختفي أبدًا. لا يزال صداها مسموعًا إلى الأبد. وتساءلت كم نحتاج من السادات اليوم، وكم من العقول المستنيرة وأصحاب الرؤية نحتاج اليوم؟ وقالت لقد أخدت قلمي بعد ستة وثلاثين عامًا من هذه المحنة المؤلمة في إطار مناسبة التصويت لمن يقود اليونسكو لسنوات قادمة وأريد أن أقول إن وادي النيل، الذي أنجب أنور السادات قدم مرشحة جاءت من نفس الأرض، ومن نفس المنطقة في العالم، وبالذات لمن لم تتح لهم الفرصة لتولي هذا الموقع وها هي منذ تواجد اليونسكو قبل خمسة وسبعين عامًا لم يحصل مرشح عربي على الفرصة لإدارة اليونسكو، فهل هو نسيان أم خطأ؟ فليست هذه هي القضية. أنا لن أتقفى أثر المهنية الطويلة والغنية لمشيرة خطاب. وأود أن أقول فقط إنها امرأة مسلمة، مستنيرة وشجاعة تحمل في طياتها ميراثًا استثنائيًا. وهذا الميراث جاهز لمواجهة جميع التحديات لليونسكو. ونعم اسمحوا لي أن أقول بصوت عال وواضح إن اليونسكو، أكثر من أي وقت مضى فيجب ضمان دوره فلا الدبلوماسية ولا أسلحة لا يمكن أن تملأه. تدربت في مدرسة أنور السادات ونيلسون مانديلا وفاتسلاف هافيل وبطرس غالي، ومشيرة خطاب حملت خلفية دبلوماسية ساطعة بين القاهرةوجنوب إفريقيا وأستراليا وهنغاريا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا، وكذلك بعد انفصال الدولتين، جمهورية التشيك وسلوفاكيا، وعملت وزيرة دولة للأسرة والسكان في بلد أكثر من 90 مليون نسمة، وفي كل مرحلة من حياتها المهنية، كسرت الأحكام المسبقة والمحرمات، والتي تبين شجاعة نادرة وسفيرة مصر الأولى إلى جنوب إفريقيا، وكانت قريبة جدًا من نيلسون مانديلا وتأثرت بقوة حكمته وأفكاره. وتناولت جيهان السادات في الرساله كل ما يتعلق بمشيره خطاب وتراب وجذور مصر وآثارها وتراثها الفرعوني واليوناني والروماني، بجانب الديانات الاسلامية واليهودية والمسيحية. وقالت في المقال إن هناك تحديات ثقافية واجتماعية هائلة تواجه مشيرة خطاب، ومصر قادت إصلاحات تاريخية لحقوق الإنسان على اختلافها وتنوعها. وهذه الإصلاحات شملت النساء والأطفال والشباب، فضلاً عن الحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للفئات المحرومة. وعلى وجه الخصوص تمكنت من حظر جميع أشكال تشويه لإناث، وكان آفة حقيقية، وإنشاء مدارس للبنات المحرومة، وتشجيع الفئات الأكثر حرمانًا لمواصلة تعليمهم. ومن المعروف اليوم أن هناك تحديات معقدة الكثيرة تواجه مصر وهي أكبر دولة عربية، وقد تم طلب مشيرة خطاب للتدخل في مناطق مختلفة من العالم لتقديم الخبرة. وقد استفادت العديد من الدول الأوروبية كثيرًا من نهجها لمختلف حالات ختان الإناث المتفشية في مجتمعات المهاجرين كما قدمت خبراتها في مجال الهجرة غير الشرعية في أوروبا وسبل معالجة هذه المسألة من خلال تشجيع الشباب للبحث وسيلة للعيش والنمو في بلدهم الأصلي. فمشيرة خطاب تحمل خبرة ميدانية في بلد متعدد الأوجه وتعتقد مشيرة خطاب أن الحوار والاحترام غير المشروط هما العملة الوحيدة، ودائمًا ما تردد عبارة فيكتور هيجو افتحوا المدارس وأغلقوا السجون، وهناك نقاط قوة استثنائية ومتميزة في مشيرة خطاب في المهام الشائكة، ومقتنعة تمامًا بأن مستقبل عالمنا يعتمد على الشباب الواعد، وهي دائمًا قريبة جدًا من الشباب. وقد تلقت "خطاب" العديد من الأوسمة والجوائز لإنجازاتها. وليس من قبيل المصادفة أن نيلسون مانديلا قد منحها وسام الصالح، وأعلى وسام يمكن أن يمنح للأجنبي، ومنحت وسام الاستحقاق للجمهورية الإيطالية، وحصلت مشيرة خطاب أيضًا على الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، للمرة الأولى في تاريخه اليونسكو يعطي فرصة لهذا الجزء من العالم للتعبير عن نفسه. وترى جيهان السادات في هذا الاختيار رسالة سلام، وتضميد الجراح والأمل في أيام أفضل، فحياة السادات هي صورة الرجل الذي نشر أجمل رسالة للسلام، وهذه الرسالة لا تنسى للحظة واحدة، وهذه الرسالة هي الإرث الذي نسعى فيه للحفاظ عليه كل يوم.