اندلعت مواجهات الجمعة في القدسالشرقيةالمحتلة أثر احتجاجات على طرد الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء عائلة شماسنة من منزل أقامت فيه 52 عاما، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وتجمع حوالى 150 فلسطينيا وناشطا إسرائيليا يساريا الجمعة للاحتجاج أمام المنزل قبل اندلاع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين ومستوطنين، على ما نقل مراسلو فرانس برس من حي الشيخ جراح. واعتقلت الشرطة أربعة أشخاص على الأقل بينهم قاصر، فيما رش المستوطنون المتظاهرين برذاذ الفلفل الحارق، بحسب المصدر. وهاجم مستوطن إسرائيلي مصور فيديو في وكالة فرانس برس بلا أي دافع واستهدف كاميرته وإصابة في الأنف. وحين حاول المصور الرد، قام عناصر الشرطة في المكان بضربه تكرارا. وقد طردت الشرطة عائلة شماسنة، وبينها الجد أيوب البالغ من العمر 84 عاما، من منزل تقيم فيه منذ حوالى 52 عاما بعد صدور حكم قضائي بأن ملكيته تعود لعائلة يهودية. وكانت المحكمة العليا رفضت في أغسطس 2013 التماس العائلة الفلسطينية ضد إخلاء منزلها لصالح مستوطنين. وتجري أعمال الطرد بعد عملية استنزاف لسنوات طويلة للفلسطينيين في أروقة المحاكم الإسرائيلية بحجة أن هذه المنازل كانت ملكا لليهود قبل عام 1948. وتقول حركة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان أن هذا هو أول إخلاء لأحد منازل حي الشيخ جراح منذ عام 2009. وبحسب "السلام الآن" فإن عملية "الإخلاء تأتي في إطار عملية أوسع تقوم بها الحكومة بتأسيس مستوطنات في حي الشيخ جراح". وتنتظر عائلات أخرى في الحي الإخلاء. كانت عائلة شماسنة انتقلت إلى المنزل عام 1964. وتستغل الجمعيات الاستيطانية حقيقة وجود أملاك لليهود قبل احتلال الضفة الغربية عام 1967، حفظها الأردن تحت سلطة "حارس أملاك العدو" وانتقلت بعدها إلى سلطة "حارس أملاك الغائبين" الإسرائيلي ثم إلى "القيم العام" الذي تقضي وظيفته بضمان استغلال أي عقار مالكه مفقود. ولا يوجد أي قانون مماثل للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم في القدسالغربية أو إسرائيل، وإنما على العكس فقد فرضت إسرائيل قانون أملاك الغائبين الذي تمت بموجبه مصادرة الكثير من الأملاك الفلسطينية. وكانت عائلة شماسنة تدفع أيجار المنزل ل"حارس أملاك الغائبين" في إسرائيل حتى عام 2009 مع ظهور مستوطنين تمكنوا من إثبات ملكية المنزل على أساس "حق العودة لليهود فقط" وسعوا لطرد العائلة. ومنذ عام 1967، أصبح عدد اليهود 195 ألفا من أصل سكان القدسالشرقية البالغ 450 ألفا. ويأتي طرد عائلة شماسنة بالتزامن مع طرح أربعة مشاريع استيطانية في الحي. وضمت اسرائيل القدس عام 1980 واعلنتها عاصمتها "الابدية والموحدة"، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولاياتالمتحدة.